في اليوم العالمي للنمور.. هل الانقراض يهدد تحقيق أهداف التنمية المستدامة؟
يحتفل العالم من حين لآخر بأيامٍ عالمية تخلد ذكرى وفاة أحد المؤثرين، أو ربما للمناشدة من أجل التوعية بأمر بشكل فارق بيئي أو صحي وآخر يحذر من الانقراض، ليتوقف العالم برهة ويعيد النظر إلى الثروات التي قد يفقدها بسبب الإهمال الشديد وعدم الوعي الكامل بخطورة الموقف، من هنا وبالتحديد في قمة سان بطرسبرج للنمور التي اقيمت في روسيا، تم الإعلان عن تحديد يوم 29 يوليو من كل العالم للاحتفال باليوم العالمي للنمور الذي بدأ تطبيقه بالفعل بداية من عام 2010، على أمل حماية ما تبقى من النمور خوفًا من الانقراض.
ولكن في ظل إنشغال العالم أجمع بتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، ماذا لو كان خطر الانقراض قد يهدم جدران توازن وازدهارالنظام البيئي الذي يسعى العالم من أجله، هل من الممكن أن يصبح كابوسًا مريعًا يعيد الجهود المبذولة لسنوات طويلة إلى نقطة الصفر؟ أم ماذا سيحدث؟
خطر الانقراض يهدد التنمية المستدامة:
تسعى أهداف التمنية المستدامة إلى عالم يسوده المساواة، بجانب القضاء على الجوع والفقر وتطور النظام البيئي ليجول السلام العالم أجمع دون وجود بقعة تعاني أو ربما تتألم أرواحها، ولكن هل تعتقد أن أي من تلك الأهداف قد يتحقق والآخر ينهار دون حماية أو نجاة؟
فأهداف التنمية المستدامة ال 17 هي متصلة منفصلة، فلا يمكنك تحقيق إنجاز في واحد دون الآخر، ولهذا بالتحديد يتم الاحتفال باليوم العالمي للنمور من أجل المناشدة العاجلة لحماية النمور وأماكن المعيشة، وترجو العالم من الالتفات إليها لعل يمكننا قبع الخسائر المؤسفة.
فكيف يمكن أن ينادي العالم من أجل الاستدامة البيئية وهناك كائنات على وشك الانقراض لا يعي العالم إليها بل ولم تعد بالحسبان على الإطلاق حتى يحين وقد الحادثة المفجعة.
فحسب إحصاءات الأمم المتحدة فإن من بين 8300 سلالة حيوانية يعرفها العالم، مع الأسف الشديد تم انقراض 8% منها، وآخرون يهددهم خطر الانقراض إذا لم يقف العالم ويقرر خطوات صارمة قابلة للتنفيذ من أجل إنقاذ ما تبقى من الكائنات الحية.
ففي البلاد العربية وصل عدد الحيوانات المهددة بالانقراض إلى 1000 نوع، حيث تشكل الأسماك نسبة 24%، بينما الطيور 22% وصولًا إلى الثدييات التي تبلغ نسبتها 20%.
اقرأ أيضًا: لماذا علينا جميعًا المشاركة في مبادرة “اتحضر للأخضر”؟.. تعرف على التفاصيل
هل تعرضت سلالات من النمور إلى الانقراض؟
يؤسفني القول إن النمور التي يتسابق العالم لحمايتها، فقد انقرضت بعض سلالاتها بالفعل، وسلالات أخرى معرضة لخطر الانقراض مثل: نمر بالي، نمر قزوين، ونمر ياوان وأيضًا يعد نمر البنغال هو أكثر النمور المهددة بالانقراض، حيث يقع أغلبهم في إندونيسيا، الهند، الصين بالإضافة إلى فيتنام وكمبوديا ولاوس وتايلاند وأخيرًا ميانمار.
فمن بين تسع سلالات انقرض بعضهم، تبقى نحو 5 سلالات يمثلون ما يقرب من 3000 نمر فقط في البرية، الأمر الذي يثير الدهشة ومزيج من الألم والخوف من رحيل البقية دون أمل في النجاة، ولكن ماذا إذا كان الإنسان هو الذي يسعى إلى انقراضهم بأفعال منافية للإنسانية تمامًا؟
من أجل تحقيق أهداف ذاتية تتدهور البيئة بما تحمله بين طياتها، ففي الحياة البرية يقوم بعض البشر بنوع قاسي من التجارة والصيد غيرالمشروع الذي يهدد حياة النمور بأكملها، حيث يسعى البعض إلى استخدام أجزاء من جسم النمور تتمثل في الجلد واللحوم وأجزاء أخرى من أجل أهداف طبية مثل تصنيع بعض الأدوية الشعبية، الأمر الذي يساهم في انقراض النمور بشكل مأساوي.
لذا فالأمر بحاجة إلى تدخل صارم وحاسم، يوقف عمليات التجارة غير المشروعة تمامًا في الحياة البرية، بالإضافة إلى القبض على مرتكبي تلك الجريمة الشنيعة وفرض عقوبات قانونية تجرم ذلك الفعل، من أجل مواصلة التوازن بين أهداف الأمم المتحدة لخطة التنمية المستدامة 2030.
كما أن من أهم الأهداف التي يناشد اليوم العالمي للنمور من أجل تحقيقها، هو توفير وحماية أماكن معيشة النمور، الأمر الذي يعد واحدًا من أهم أسباب انقراضها التي لا يعي العالم إليها.
حيث تحدث إزالة للغابات والأشجار حول العالم دون النظر إلى ما تخلفه تلك العمليات من دمار بيئي يفوق مميزاتها بكثير، فلا مأوى لأكبر أفراد القطط وهي النمور حتى أصحبت تتلاشى شيئًا فشيء.
اقرأ أيضًا: هل عاصرت أحدهم؟.. تعرف على أسوأ الفيضانات التي ضربت دول العالم
كيف نحافظ على الحيوانات المهددة بالانقراض؟
حفاظًا على الكائنات النادرة وأخرى التي انقرض بعضها ورحل عن عالمنا بشكل مأساوي، وأيضًا من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، ينبغي الاحتفاظ ببعض من جينات الكائنات المهددة بالانقراض.
كما يجب تنفيذ عقوبات صارمة على جريمة الاتجار بالحيوانات، بالإضافة إلى تخصيص محميات طبيعية لتلك الكائنات المهددة بالانقراض أو المحافظة على الغابات التي تعد ما مأوى لتلك الحيوانات.
والأهم هو نشر الوعي في المجتمع عن كيفية المحافظة على الكائنات المهددة بالانقراض عن طريق تطبيق مبادرات وحملات مجتمعية توعوية، في مختلف بلاد العالم لمختلف الفئات العمرية من أجل المحافظة على البيئة وتجنب ما قد يؤدي إلى تدهورها ويؤذي الكائنات الحية، تبعًا لأهداف التنمية المستدامة 2030.
اقرأ أيضًا: دفعت حياتها ثمنًا لإنقاذ القطط.. كيف أثرت سلوى أبو النجا على مجال حقوق الحيوان في مصر