خروجتنا

رأس البر.. ملاذ فنانين الزمن الجميل ومصيف العائلة المفضل

إذا كنت من عشاق السفر والإستكشاف فلا بد وأن تسافر هذه الرحلة على “رأس البر” في محافظة دمياط، فالطريق سهل وبسيط، أنصحك أن تسافر برًا ستستمع بالطريق لأنك ستأخذ دمياط من البدايات، لتلمح في بداية شواطئها المراكب القديمة، ليدور حديث بينك وبين نفسك عن عمر وتاريخ تلك القوارب وعن الصياديين، وقد تقرر بينك وبين نفسك في أكلة سمك من بحر دمياط “رأس البر”

وعلى الجانب الآخر تلمح محلات الأثاث، طبعًا أنت في دمياط بلد الأخشاب والنجارة، مهنة جدود الأجداد وتوارثها الأجيال، جيل يسلم جيل سر الصنعة ومهارة العمل لتشتهر دمياط بجودة صناعتها وإنتاجها وخشبها.

فاعزم على ربط الحزام وانطلق في رحلة إلى دمياط.

فإذا كنت في رحلة من 3 أيام ل أسبوع، بالطبع ستفكر في رأس البر، تقدم لك كلمتنا بعض الفنادق تنصحك بالإقامة فيها:

 1- Alwady Hotel

2- Hotel El Lessan

3- ELmena Beach

4– فندق عمر الخيام

5- Dolphin Ras El-Bar Hotel


أكلات لا تفوتها أثناء رحلتك إلى رأس البر:

تتميز مدينة رأس البر منذ آلاف السنين ب “الفطير” الذي أطلق عليه أهالي رأس البر مثل ” من يتناول الفطير يصبح سفير”
يتميز الفطير في رأس البر بسعره الرخيص وحلاوة مذاقه وجودته.

ولإقبال الكثير عليه من سكان المدينة أو السائحين أصبحت مهنة يحترفها أكثر من 11 ألف فطاطري يعملون في 120 محلاً.

تبدأ حكاية الفطير في دمياط من الخمسينات، حينها لم تتجاوز محلات الفطاطرية سوى ثلاث محال فقط، حتى أنواع الفطير كانت محدودة اقتصرت على نوعين لا غيرهم، حتى بدأ أصحاب المحال يفكرون جاهدين في تطوير طعم الفطير واستغلال حب الناس له.

وعلى شواطئ رأس البر كان الفطير من أوائل الأكلات التي يتسارع عليها المصطافين هناك، واستطاع الفطاطري الدمياطي أن ينقل نفسه إلى فطاطري من العملة النادرة.

حتى الستينات إلى الثمانينات اجتهد الفطاطرية في ابتكار أنواع مختلفة من الفطير “تعجب الأكيل والذويق” حتى ابتكروا 15 نوعًا من الفطير بعد أن كان مقتصرًا على الجبنة الرومي والحلو، تنوعت الأطعمة لتشمل الجمبري واللحمة والتونة وفواكة البحر والبسطرمة.

كما أن الفطير يتميز بطبيعة المنتجات المخبوز منها، مما أدى إلى جذب أكبر عدد من محبي الفطير الدمياطي.

ومع الوقت أصبح منتج وعلامة تجارية خاصة بمدينة دمياط ورأس البر، فظهر هذا المثل.

“المشبك الدمياطي” الذي التصق بمحافظة دمياط، وبالرغم من وجوده على مستوى المحافظات إلا أنه يبقي مشبك دمياط له طعم ومعني مختلف، وتكون الوصاية لكل من يتردد على دمياط أن لا ينسى يأتي معه بالمشبك.

ونكتشف أن أصل المشبك جاء من بلاد الشام، منذ مئتي عام انتقل تجار الشام وشاركوا الدمياطة في العمل وتجارتهم، ونقلوا إلينا من الشام إلى دمياط الحلويات السورية، لكن ذكاء وخبرة الدمياطي في الطعام جعلته يغير بعض الإضافات ليصنع لنا حلوى يتميز بها الدمياطي إلى يومنا هذا.


كذلك الجبن الدمياطي،الذي تميزت به دمياط على المستوى العالمي، ويتم تصديره لمختلف دول العالم، وللشهرة العالمية تشارك محافظة دمياط من كل عام في مهرجان السوق العالمي “انوجا” المقام في مدينة كولونا الألمانية، معرض سيال في فرنسا وفانسي فود في أمريكا.

حكايات الفنانين من رأس البر:

أحبتها أم كلثوم وقتلت في الطريق إليها أسمهان:

كانت رأس البر ملاذًا لفنانين الزمن الجميل، فشهدت الشواطئ على آثار أقدام الملكة نازلي، ودندنة أم كلثوم، وصالونات وتجمعات الأدباء والسياسيين، وسمع بحرها مشاكسات ومداعبات سليمان نجيب ومحمد عبد الوهاب، وأبدع فيها توفيق الحكيم ومحمد التابعي وأختتمت بمقتل أسمهان في الطريق إليها.

كما روى محمد التابعي عن ذكرياته وكيف تحولت رأس البر “المدينة المجهولة” إلى مقصد الفنانين وكبار المجتمع.

بعد أحداث الحرب العالمية الأولى كان من الصعب على الفنانين وغيرهم السفر للدول الأوروبية، حيث كان الصيف بالنسبة لهم قضاء العطلة على بحار روما على ضوء شمس إيطاليا.

رأس البر ملتقى النجوم:

اشتهرت بالعشش التي كانت مصنعة من سعف النخيل ولكن مع تطور الوقت، قامت على قاعدة خرسانية واحتفظت بعراقتها ومسماها القديم.

ولكن كانت عشة محمد التابعي ملتقي للفنانين والنجوم، ليجتمع فيها يوسف وهبي بسليمان نجيب وتشهد العشة على مزاحههم وثرثرتهم، ولقاء السحاب أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، وتوفيق الحكيم مع صديقه إحسان عبد القدوس، وكذلك نجيب الريحاني باستيفان روستي.

ولازالت رأس البر تضم الحكايات والحكايات، فلماذا لا تسارع وتحجز تذكرتك لتزور شاطئ رأس البر وتتخيل جلسات العظماء ونغمات الست ومحمد عبدالوهاب يلحن “أنت عمري”

نظرة تاريخية سريعة على دمياط:

تقع محافظة دمياط في شمال الدلتا، اشتهرت دمياط بالعديد من الصناعات في الأخشاب من صناعة الأثاث، والأكلات من الجبن والمشبك، تتبع دمياط مناخ البحر المتوسط وهو حار صيفًا معتدل وممطر شتاءً.

ميناء دمياط:

يعد ميناء دمياط من أقدم الموانئ في مصر، حيث شهد عصر الفراعنة، حيث عثرت الحملة الفرنسية على آثار متبقية من “ناروس” مصنوع من الجرانيت.
اعتبر الميناء من أهم الثغور المصرية، حيث لاقى تلك الشهرة والاهتمام في عهد محمد علي باشا، فشهد الميناء بناء الأسطول المصري الحربي والتجاري، وأغلب التصديرات والاستيرادات كانت من هذا الميناء.

تمثلت صادراتها في الأثاث والأحذية وغزل شباك الصيد والملح والخوص، وأماعن الورادات التي اقتصرت على العرقسوس، وشهد الميناء أكبر حركة تجارية بين سوريا وفلسطين وقبرص.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى