كلمتها

“جميلة بو حيرد”.. قصة من الأجداد لقلوب الأحفاد

امرأة عرفت النضال والمقاومة منذ نعومة أظافرها، لم تكن طفلة أو فتاة مراهقة مثل أقرانها من العمر، بل رفضت جميع أشكال البطش والاستبداد والعنف الذي شاهدته من قبل قوات الاحتلال الفرنسي على الجزائر.

ظلت دولة الجزائر مستعمرة فرنسية لأكثر من 130 عامًا، لم يستنشق الوطن العربي الهواء النظيف إلا بعد ثورة يوليو 1953، عندما تحررت مصر من الاحتلال الإنجليزي، ومثلما يظهر بطل شعبي لكل دولة هكذا كان الأمر في الجزائر، بالرغم من صغر سن جميلة بو حيرد إلا أنها ولدت برفض الاستعمار الفرنسي.

جميلة أبو حريد

اقرأ أيضًا: سهير القلماوي…السيدة الأولى

كيف بدأت رحلة نضال جميلة بو حيرد؟

جميلة أبو حريد، المناضلة الجزائرية التي تصدت لقوات الاحتلال الفرنسي منذ بدايات الأربعينيات حتى منتصف الستينيات، ولدت عام 1935 لعائلة جزائرية من أب جزائري الأصل وأم تونسية، متوسطة الحال فهي الفتاة الصغرى إلى 7 أخوة.

عندما دخلت جميلة المرحلة الأبتدائية، وكان التعليم آنذاك خاضعًا لقوات الاحتلال الفرنسي، وكان من واجبات النشاط المدرسي هي إلقاء النشيد الوطني الفرنسي تحية صباح اليوم، فكان الأطفال يرددون جملة “فرنسا أمنا” لتخرج من بينهم جميلة وتقول “الجزائر أمنا”، مما أثار غضب المعلمين الفرنسيين وكذلك ناظر المدرسة، وتطور الأمر لعقابها عقابًا كبيرًا، ولكنها لم تتراجع أو يقل حبها وإنتمائها لوطنها.

جميلة أبو حريد

في ال 22 من عمرها انضمت جميلة إلى جبهة التحرير الجزائرية للنضال ضد الاستعمار الفرنسي، وكانت وظيفة المناضلة الصغيرة هي نقل المنشورات بين الأشخاص وتوصيل الرسائل، مما ترتب علية القبض عليها ووضعها تحت الضغط والتعذيب والاعتقال وإصدار حكم إعدامها 1957، حتى ثار المتظاهرون الجزائريين لاخراجها وتصعد الأمر إلى حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.

جميلة أبو حريد

اقرأ أيضًا: مي زيادة .. دافعت عن كرامة المرأة وانتهت مسيرتها في مصح نفسي

نهاية سعيدة في حياة جميلة بو حيرد:

بعد استعمار استمر أكثر من 100 عامًا، تحررت دولة الجزائر عام 1962، بعد تدخل جامعة الدول العربية، ومساندة الدولة المصرية لشعب الجزائر آنذاك، الأمر الذي فك الحصار والاعتقال على الكثير من المناضلين من بينهم “جميلة أبو حريد” لتخرج في منتصف الستينيات، وتتولى قيادة المجلس القومي للمرأة في الجزائر، وتتزوج محاميها الفرنسي “جاك فيرجيس” عام 1965، ولكن عندما هرم بها العمر، اعتزلت النضال والكفاح والمطالبة بالحقوق، حتى يومنا هذا وتبلغ جميلة 85 عامًا.

أبو حريد

اقرأ أيضًا: “جيهان السادات”.. سيدة مصر الأولى بروح الرقي والإنسانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى