عبد الرحمن السواح
بداية عزيزي القارئ لست ساذجًا لأطرح عليك سؤالا، يتبادر من خلاله الإجابة إلى ذهنك مباشرة بنعم أو لا.
كما لن أجرجرك معي إلى عصور ما قبل الميلاد، والنقوش الحجرية للفراعنة، وأصحاب الحضارات المختلفة، لكن دعني أطرحه عليك بصيغة أخرى أطول؛ دعني أسألك مثلا:
في ظل التغيرات التكنولوجية، ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وغزو الثقافة المرئية والسمعية، وانتشار العولمة الثقافية السريعة جدًا، هل تأثرت أهمية الكتابة؟
هل الجيل الحالي الذي لا يفارق هاتفه إلا بضع دقائق يوميًا، ما زالت لديه القدرة على الكتابة بأنواعها المختلفة (الشعر، الرواية القصة، الخاطرة، المقال.. الخ) وما ينتج من أنواع جديدة؟
وهل كانت المواقع التي تحدد عددًا معينًا من الكلمات أو الحروف المسموح بها لنشر رأي أو تفسير (تويتر مثلا) كانت أكثر وعيًا بمعرفة توجهات هذا الجيل؟
وهل كان صانعو البرامج والهواتف الذكية أكثر مرونة حين جعلوا الهاتف يقترح عليك كلمات تختار من بينها ما تريده تسهيلًا عليك وحفاظًا على وقتك؟.. هل التقدم التكنولوجي يمثل تهديدًا للكتابة؟
وإلى أي حد كان القول الأدبي بأن هذا العصر هو عصر الرواية؛ هذا النوع الأدبي الذي يحتاج إلى نفس طويل للكتابة، وصبر على مشقتها، موفقًا وصحيحًا؟
وفي ظل ثقافة الصورة (اللقطة)، هل كتابة مقال ما، صار مؤثرًا على صنع القرار السياسي أو الثقافي أو غيره؟
وهل تأثرت جودة الكتابة بعدما احتلت الكتابة الإلكترونية، مكان الكتابة الورقية، كما احتلت الكتابة الورقية، مكان الكتابة بالدواة على أوراق الأشجار من قبل.. إلخ؟
هل اختفاء الكتابة يعني اختفاء اللوحات، والكتب بمختلفها، والرسائل بأنواعها، والمعارض، والقرارات؟ وكيف يمكننا وقتها حفط الأرشيف الإنساني؟
كيف يمكننا الحفاظ على الهوية الإنسانية إذا اختفت الكتابة؟
إن كنت -عزيزي القارئ- قد وصلت لهذا السؤال الأخير، فأنا لن أوجع رأسك أكثر من ذلك، سأكتفي به، ولن أسألك عن أهمية القراءة (بالمناسبة أعرف أنك الآن تقرأ المقال من هاتفك، أو من جهاز الحاسوب)
لكنني أنتظر إجابتك..
نبذة عن الكاتب
عبد الرحمن السواح
أحد الكتاب الشباب لمنصة كلمتنا
خريج كلية دار العلوم، وحاصل على الماجستير في البلاغة والنقد الأدبي
صدر له رواية “حضرة المجذوب”
له مجموعة قصصية “تحت الطبع”
للتواصل :