فيلم «The impossible» قصة حقيقية لعائلة واجهت تسونامي تايلاند
أمام شاشة السنيما وسط إضاءة خافتة في إحدى صالات العرض، وأنت تشاهد واحدًا من أفلام الإثارة التي تصطحبك في رحلة طويلة للحظات تحبس الأنفاس، بالتحديد أفلام الكوارث الطبيعية، بين أعاصير وزلازل وأناس مفقودين وآخرين في عداد الموتى، فإن أول ما يجول في خاطرك “ماذا لو كانت هذه الأحداث حقيقية بالفعل؟“، ثم تحاول مجددًا طرد هذه الأفكار من رأسك وتتتبه إلى الفيلم مجددًا.
لكن يا عزيزي يؤسفني أن أخبرك أنها ليست مجرد أفكارًا عابرة وإنما حقيقة مؤلمة، فهناك أناس بالفعل عاشت اللحظات المأساوية التي تعتقد أنت أنها مجرد خيال، حتى مرت الساعات كأنها سنوات طويلة، لذا في السطور التالية تقدم لك منصة «كلمتنا» القصة الحقيقية لواحد من أقوى أفلام الكوارث الطبيعية وهو فيلم «The impossible».
تسونامي تايلاند 2004
في صباح السادس والعشرون من ديسمبر عام 2004، ذاع صيت زلزال قوي بلغ قوته 9 ريختر، تصدر القنوات والصحف في أخبار متتالية عاجلة يعلن عن واحد من أقوى الكوارث الطبيعية التي شهدها القرن لـ 21، وهو “إعصار تسونامي” المحيط الهندي الذي ضرب تايلاند.
حيث استمر لمدة 8 دقائق ومن شدته تسبب في اهتزاز الكوكب بقدر 10 مم، وأحدث كذلك عدة زلازل في أماكن بعيدة أخرى، فتم إعلان حالات الطوارئ في سريلانكا وإندونيسيا والمالديف بسبب تلك المأساة أملًا في إنقاذ أرواح البشر فحقًا لا مزيد من الضحايا.
تلك الكارثة خلفت ورائها ما يقرب من 230 ألف قتيل وآخرين بإصابات خطيرة، ولكن يشاء القدر أن تنجو عائلة إسبانية من ذلك الدمار لتروي للعالم ما حدث، حتى يقرر المخرج الإسباني “أنطونيو خوان” أن يصطحبنا في رحلة تفصيلية لمأساة عالمية شهد العالم نتائجها لكن لم يدرك بعد حجم تلك الكارثة وما تعرض إليه ضحايا ذلك التسونامي عن كثب.
اقرأ أيضًا: فيلم «العاصفة المثالية» قصة حقيقية لإحدى أشد مظاهر غضب الطبيعة
فيلم «The impossible»
قبل الكارثة بلحظات…
هرني وماري وأولادهم الثلاثة قرروا الذهاب في رحلة سياحية إلى تايلاند، لتخليد ذكريات فريدة ممتعة تجمع العائلة بين الاستجمام والألعاب والكوميديا، لكن صباح الـ 26 من ديسمبر كان له رأيًا آخرًا وقرر أن يخلد ذكرى بطابع آخر في نفوسهم، تشبه الأفلام الخيالية لكنها كانت واقعًا أليمًا.
أمام حوض السباحة في أحد منتجعات تايلاند، في لحظة تجمع بين دفء العائلة والمرح، ساد الصمت مع رعب مفاجيء لثوان قليلة بعدما ارتفع صوت هدير ظهر برفقته موجة ضخمة من المياه السوداء تجتاح المدينة على ارتفاع 15 مترًا، وتقترب منهم فركض كل منهم بتجاه، بسبب ذلك الإعصار المدمر، وبعد مرور ليال طويلة واجه كل منهم الموت بمفرده التقوا في نهاية المطاف واجتمعت العائلة من جديد.
قدم المخرج الإسباني “أنطونيو خوان” تفاصيل دقيقة لذلك الحادث المروع، حيث أعاد تمثيل كارثة تسونامي ولكن هذه المرة عام 2012، بإضافة عدد من التأثيرات الحديثة واندفاعات المياه بشكل حقيقي، عن طريق بناء مصغرات للمدينة، حيث قامت موجة ضخمة بتدميرها أي تم إنشاء تسونامي مصغر.
فالمخرج قرر أن يقدم للفيلم في أحداث تماثل الواقع الأمر الذي كلف الفيلم ميزانية تخطت 45 مليونَ دولار، كما قامت بدرو البطولة النجمة “ناعومي واتس“، حيث ثم ترشيحها لجائزة جولدن غلوب لأفضل ممثلة بعد ذلك الفيلم. بالإضافة إلى أنه تم ترشيحها لجائزة الأوسكار.
كما قرر المخرج أن يجعل البطلة الحقيقة “ماريا بيلون” تشارك هي وعائلتها في إنتاج وتصوير الفيلم، من أجل أن يسردوا الأحداث بشكل واقعي، الأمر الذي جعل فيلم “The impossible” يعد واحدًا من أقوى وأهم أفلام الكوارث الطبيعية التي حصدت ملايين المشاهدات حول العالم.
اقرأ أيضًا: تعرف على أشهر 10 أفلام عن القتلة المتسلسلين مستوحاة من قصص حقيقية