“وراء كل رجل عظيم امرأة“، ذلك المثل لم يخطيء يومًا، وأبرز مثال عليه هي العظيمة الراحلة جيهان سادات ومؤازرتها لزوجها أنور السادات في السراء والضراء، لم تتركه يومًا حتى أنها ساندته في الحرب وكان لها دور عظيم مع مصابي حرب أكتوبر، ولأننا في شهر الاحتفال بذلك اليوم الذي أعاد كتابة التاريخ من جديد، تصطحبكم منصة “كلمتنا” في السطور التالية رحلة جيهان السادات مع زوجها أثناء الحرب.
كيف التقى الثنائي؟
التقت جيهان السادات بزوجها الراحل أنور السادات لأول مرة في صيف عام 1948 عند قريبٍ لها في السويس، حيث كانت تبلغ آنذاك 15 عامًا، لتقع في غرام السادات من النظرة الأولى عندما كان ظابطًا صغيرًا، وقررا الزواج في 29 مايو 1949، رغم أنه كان لديه 3 فتيات من زوجته الأولى.
اقرأ أيضًا: بعد رحيل جيهان السادات.. ماذا تعرف عن زوجة السادات الأولى؟
لتنجب هي الأخرى ثلاث فتيات وصبي واحد، وكما روت جيهان أن السادات كان نعم الأب والزوج لما يملأ قلبه من حنان ورومانسية مذهلة رُغم قوته، كما كان يغني لها مرارًا أغنيات تأسر قلبها، أشهرهم أغنية يارتني أطير وأطير حواليك للفنان فريد الأطرش، وكان يصطحبها دومًاإلى السنيما لعشقه للأفلام والدراما، فكانت تجمعهم علاقة حب قوية مترابطة وفريدة يتوجها المودة والرحمة ولين القلب.
السيدة جيهان السادات، تلك المرأة العظيمة التي عرفت العالم معنى الإنسانية بقلبها ومواقفها الراقية مع عائلتها وزوجها الرئيس الراحل أنور السادات حيث استمر زواجهما لأكثر من 32 عامًا، ساندته فيهما بحب وعطاء وكان لها دور مؤثر وبارز في حياته، بالإضافة إلى موافقها المؤثرة مع الوطن وشعبه، حيث إنها كانت شاهدة على عدد من الأحداث الوطنية الفارقة التي أعادت كتابة التاريخ منذ ستينيات القرن الماضي.
حرب أكتوبر:
كانت جيهان السادات شاهدة على أيام حرب أكتوبر، نظرًا لكونها زوجة الرئيس السادات، ولا يمكننا إغفال دورها العظيم في زيارتها لمصابي حرب أكتوبر، من أجل طمأنتهم وتلبية احتياجاتهم وكذلك لرفع من روحهم المعنوية بعد هذه الحرب، كما قالت: “قابلت أول جندي رفع العلم المصري على الضفة الشرقية، وكان مصابًا حينئذ، وأخبرني بأنه أول من رفع العلم بعد العبور، فما كان مني إلا أنني قبلت جبينه وانتقدني الواقفين بجواري فقلت لهم إنه ابني وبطل من أبطال الحرب أكتوبر المجيدة“.
كما أطلق عليها أسر شهداء حرب أكتوبر ومصابو العمليات الحربية اسم “أم الأبطال“، بسبب ما قدمته لهم من رعاية ومساندة معنوية لا يمكن نسيانها، حيث إنها ترأست الهلال الأحمر المصري وجمعية بنك الدم المصري آنذاك، وكذلك كانت الرئيس الفخري للمجلس الأعلى لتنظيم الأسرة، كما كانت رئيسة الجمعية المصرية لمرضى السرطان، وجمعية الحفاظ على الآثار المصرية، والجمعية العلمية للمرأة المصرية.
بالإضافة إلى جمعية رعاية طلاب الجامعات والمعاهد العليا التي جمعت الأموال لشراء الكتب والملابس للطلاب، بالإضافة إلى أنها أنشأتدورا للأيتام ومرفقا لإعادة تأهيل المحاربين المعاقين، حيث كانت أول سيدة أولى في تاريخ مصر تخرج إلى العمل بنفسها بين صفوف الشعب المصري، فأثرت في حياة وقلوب ملايين المصريين، وساعدت في تغيير صورة العالم للمرأة العربية خلال حقبة السبعينيات، من خلال قيامها بالعمل التطوعي، والمشاركة في الخدمات غير الحكومية.
لكن مشاركتها السياسية لم تقتصر على حرب أكتوبر فقط، لكنها شاركت زوجها الرئيس أنور السادات الأحداث الفارقة التي شهدتها مصر،بداية من ثورة 23 يوليو 1952 وكذلك توقيع اتفاق السلام “كامب ديفيد“، وحتى حادثة اغتياله المحزنة عام 1981، لذلك في ذكرى حرب أكتوبر المجيدة الذي تأتي هذا العام وقد رحلت عنا تلك السيدة العظيمة التي نقشت حروف الإنسانية من ذهب، تاركة إرثًا من المواقف المؤثرة بشأن زوجها أنور السادات أو تجاه الوطن.
اقرأ أيضًا: “جيهان السادات”.. سيدة مصر الأولى بروح الرقي والإنسانية