مع مرور الوقت يا عزيزتي قد تلاحظين أشياء لم تزرع داخلكِ منذ طفولتكِ، لم تكبري على فكرة تنفيذها، من بين تلك الأمر “كيف ومتى” يمكنك قول “لا“، تلك الكلمة التي يظنها البعض إنها أسهل ما يكون هي في الحقيقة ليست كذلك، وستدركين ذلك بداية من عمر العشرينات، عندما تنخرطين في المرحلة الجامعية ومن ثم الحياة العملية.
فأحيانًا لن تستطيعي رفض طلب أحدهم خوفًا من إحراجه حتى ولو كان الأمر على حساب نفسك تمامًا، الأمر الذي قد يجعلكِ تشعرين ببعض الإحباط والغضب تجاه نفسكِ وكذلك تجاه الآخرين، لذلك يا عزيزتي دعيني أخبرك في السطور التالية، كيف يمكنك قول “لا” بطريقة إيجابية.
“عندما تقول “نعم” للآخرين، تأكد أنك لا تقول “لا” لنفسك“.
باولو كويلو
هل قول “لا” يقلل من شأنك؟
في أحيان كثيرة، قد تشعرين أنكِ مضطرة لقول نعم وقبول طلب ما على الرغم من رفضك له من الأساس، لكنكِ لا تستطيعن قول ذلك، وقد تعتقدين أيضًا أن قبولك لهذا الطلب سيجعلك تتلقين تقديرًا أكبر ممن حولك، أو أنكِ إذا رفضتِ سيتهمك البعض بالأنانية، لكن دعيني أخبركِ أن كل تلك الاعتقادات غير صحيحة على الإطلاق وإنما هي أسباب وهمية اختلقها عقلك الباطن ليس أكثر.
بالتحديد إذا كنتِ يا عزيزتي في أوائل فترة العشرينيات ستفكرين دومًا في نظرة الناس إليكِ، الأمر الذي سيجعلك تخافين من توجيه الانتقادات إليكِ لذلك تضطرين إلى قول “نعم“، من أجل ألا تخاطرين بعلاقتك وصداقتك بمن حولك، لكنكِ ستدركين ضرر ذلك فيما بعد يا عزيزتي.
فكلمة “لا“، سترفع من شأنك أمام نفسك على وجه التحديد، كما سيجعلكِ متحكمة في حياتك بشكل أفضل، وبالتالي يمدك بالقوة والثقة بالنفس، كما أنها ستجعلك بمرور الوقت تدركين ومتى وكيف يمكنك قول “لا” وما هو توقيتها ومكانها المناسب، ولكن لفعل ذلك عليكِ الأول معرفة كيف يمكنكِ قول “لا” بطريقة إيجابية لا تضعك في موقف محرج.
اقرأ أيضًا: هل هناك وظيفة محددة تناسب شخصيتكِ؟
كيف يمكنكِ قول “لا” بطريقة إيجابية؟
أولًا عليكِ معرفة لمن يجب عليكِ قول “لا“، فإذا كان أحدهم يستغلكِ أو يؤذيكِ بشكل أو بآخر، سواء كان الأمر ماديًا أو معنويًا أو نفسيًا، لأن التطاول في ذلك الأمر لن يؤذي أحدًا غيرك يا عزيزتي، فقول “لا” من المرة الأولى، يجعلك تتفادي مشكلات لا حصر لها من شأنها أن تؤثرعليكِ بشكل سلبي.
كما أنكِ إذا شعرتِ بعدم الرغبة في تنفيذ ذلك الطلب يمكنك الرفض ببساطة شديدة، ولا تقلقي فإن الأمر لا يؤثر على مظهرك أبدًا وإنما سيجعلك تتجنبي ما يرهقك ويضغط عليكِ، فإذا كان الأمر متعلقًا بالحياة الشخصية أو المهنية ولا تشعرين نفسك قادرة على فعله فارفضي ذلك الأمر يا عزيزتي.
أما إذا كنتِ تشعرين ببعض الإحراج من قبل “قول” بطريقة حازمة قد تنزعج من حولك، يمكنك قول عبارات أخرى أخف وطأة وفي نفس الوقت تعبر عن رفضك لتنفيذ هذا الأمر، فعلى سبيل المثال يمكنكِ قول: “اعتذر منك، لا أستطيع مساعدتك في هذا الوقت في الأمر“، ولكن عليكِ يا عزيزتي ألا تبالغي في الاعتذار والتبرير، لأنكِ ببساطة لستِ مجبرة على تنفيذ هذا الأمر ما دمتِ لا تريدين ذلك.
أما إذا كنتِ لستِ متأكدة من الرفض لا تتسرعي في الموافقة رُغم ذلك، واطلبي من الطرف الآخر أن يمنحك فرصة للتفكير في الأمر حتى لا تتخذي قرار ستندمين عليه فيما بعد، لذلك يمكنك الرد بالجملة التالية: “سأفكر في الأمر وأرد عليك لاحقاً“، وبعد تفكير منطقي أخبريه بقرارك إذا كان الرفض أو الإيجاب.
اقرأ أيضًا: “الأوفر ثينكينج”.. لحظات تقودكِ إلى الجنون