تواجه عدد كبير من الأمهات حول العالم مشكلة التأخر الدراسي التي يعاني منها طفلها، وللأسف الشديد تكثر الأقاويل والشائعات حول هذه الظاهرة، وهو الأمر الذي يجعل الأمهات تجهل كيفية التعامل مع الأطفال في هذه الحالة وما هي أسباب تلك المشكلة وأين تكمن حلولها، لأنه ببساطة كلما أسرعت الأم في الوصول إلى حل ما، كلما تفادت الآثار الجانبية لمشكلة التأخر الدراسي لدى الطفل، لذلك في السطور التالية يا عزيزتي تخبرك منصة “كلمتنا” علامات هذه المشكلة التعليمية وما هي حلولها.
التأخر الدراسي:
في البداية يا عزيزتي دعيني أخبرك أنواع التأخر الدراسي لدى الأطفال، لأن ليست كل الحالات والمواقف متشابهة حتى تتمكني من معرفة حالة طفلك بالتحديد، من أجل البحث عن الحل الصحيح لمشكلة التأخر الدراسي، لأن لكل طفل حالته الخاصة وظروفه الحياتية والعائلية وأحيانًا النفسية التي تسبب تلك المشكلة، لأن في الغالب هناك عوامل خارجية هي التي تؤثر على الطفل في هذه المشكلة.
أول حالات التأخر الدراسي التي قد يعاني منها الطفل، فهي تحدث بسبب مواقف محددة أثرت على الحالة النفسية للصغير، مثل نقله من مدرسة إلى أخرى، هذا الأمر الذي قد يستهين به أولياء الأمور لكنه في الحقيقة يؤثر على الطفل بشكل كبير، بالتحديد إذا كان طفلكِ مرتبط بمدرسته وأصدقائه، فنقله منها يسبب فجوة نفسية للطفل تؤثر على أدائه الدراسي، أما السبب الآخر والأقوى فهو موت أحد الأقارب أو الأصدقاء للطفل، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على الحالة النفسية للصغير بشكل كبير وبالتالي أدائه التعليمي وكذلك شخصيته.
أما الحالة الأخرى من التأخر الدراسي تحدث أحيانًا بشكل دائم، فقد تلاحظين استمرار الأمر لفترات طويلة وقد يكون هذا التأخر في مادة واحدة لأنه ربما غير قادر على تقبلها أو فهمها وأحيانًا يحدث في مواد كثيرة، وأحيانًا أخرى هناك تأخر الدراسي عام، فقد تلاحظيه يا عزيزتي في جميع المواد التعليمية، في هذه الحالة طفلكِ يعاني من نقص في مستوى ذكائه بشكل عام، أما النوع الأخير فقد يكون لأسباب غير عقلية وهنا من الممكن عرضه على طبيب وعلاجه.
اقرأ أيضًا: يختبيء صغيرك من العالم الخارجي؟.. إليكِ كيفية تعزيز ثقة الطفل بنفسه
هل طفلكِ يعاني من التأخر الدراسي؟
في الحقيقة قبل الإجابة على أية سؤال من الطبيعي أن يكون هناك علامات تخبرك بالإجابة، والأهم أنها أشياء تحدث باستمرار وليس لأوقات لحظية وانتهى الأمر، لأن في هذه الحالة لا يمكننا أن نطلق عليها مشكلة ونحاول الوصول إلى حل سليم، بل إنها لحظات طبيعية يعاني منها جميع الأطفال بسبب حبهم الشديد والفطري للعب واللهو وليس للدراسة، لذلك دعيني أخبرك ببعض العلامات التي تدل على أن طفلك يعاني من التأخر الدراسي:
1- أدائه الدراسي بطيء ويواجه صعوبة في الحفظ.
2- لا ينتبه لشرح المعلم ولا يشارك في الفصل.
3- كره الطفل للدراسة ويتهرب من المذاكرة باستمرار.
4- النتيجة الدراسية ضعيفة وتصل أحيانًا إلى الرسوب.
5- الهروب من حضور الحصص المدرسية باستمرار.
اقرأ أيضًا: كيف يمكنكِ التعامل مع سلوكيات الطفل المتوحد؟
ما هي أسباب التأخر الدراسي؟
دعينا ننظر إلى أول وأهم الأسباب التي قد يعاني منها ملايين الطلاب حول العالم وهي حدوث مشكلة التأخر الدراسي بسبب بعض المشكلات العضوية، مثل ضعف البصر أو الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب أو قد يعاني الطفل من مشكلة سوء التغذية.
أما عن السبب الأهم الآخر الذي يؤثر على حياة الطفل بأكملها ومن ضمنها التأخر الدراسي، هي “المشاكل الأسرية”، التي تؤثر سلبيًا على الصحة النفسية للطفل وبالتالي تجعله غير قادر على تحسين أدائه الدراسي والمذاكرة بشكل عام، ومن ثم ضعف تحصيله الدراسي والرسوب للأسف الشديد.
عليكِ الانتباه أيضًا يا عزيزتي أنه عندما تقومين بتوجيه طفلك للمذاكرة كثيرًا وبطريقة تميل إلى العنف، يؤدي ذلك إلى كره الصغير للدراسة بشكل عام، وكذلك كرهه إلى المعلمين والمواد الدراسية، لذلك أنتِ أحيانًا من يسبب التأخر الدراسي الطفل دون قصد منكِ.
أما السبب الآخر وراء التأخر الدراسي للطفل فهو تعلقه بكِ يا عزيزتي وحبه الشديد للمنزل وألعابه، لذلك فإن فكرة انفصاله عنهم تسبب ضعف مستوى دراسته وأحيانًا كرهه لها، لأنها من وجهة نظره هي السبب وراء تركه للبيت وكذلك لتدليلك له، لذلك يمكنكِ محاولة الموازنة في هذه الأمور حتى لا تسبب نتيجة عكسية مستقبلًا، كذلك يا عزيزتي قد يعاني طفلك من فقدان الثقة بالنفس، فضلًا عن الكسل واللامبالاة.
كذلك السهر ليلاً وقلة النوم والمعاناة من القلق والأرق، من شأنه أن يجعل الطفل يستيقظ صباحًا للذهاب إلى المدرسة بالإجبار بسبب حاجته الماسة للنوم غير قابلة للمقاومة، فستلاحظين كرهه للمدرسة، الأمر الذي سيؤثر بشكل مباشر على تحصيله الدراسي بشكل عام، لذلك تجنبي اعتياد الطفل على الفوضى، وحاولي دائمًا غرس أهمية الوقت وكيفية استغلاله بطريقة إيجابية داخل عقل الطفل من أجل الاعتياد على فكرة النظام.
اقرأ أيضًا: 5 حلول مبتكرة لتنمية تفكير طفلكِ ومهاراته
علاج مشكلة التأخر الدراسي:
1- احرصي على الكشف الصحي على الطفل من أجل معرفة إذا كان يعاني من مرض ما، واحرصي على تناوله أكل صحي.
2- حاولي الحفاظ على حياة أسرية صحية وهادئة من أجل صحة طفلك النفسية، واخلقي جو مناسب للدراسة.
3- عدم نقل الصغير من المدرسة إلا للضرورة القصوى، واجعلي طفلك يشترك في الأنشطة المدرسية.
4- قومي بتوصيل طفلك إلى المدرسة في أيام محددة إذا كان شديد التعلق بكِ.
5- شجعي طفلك على الدراسة عن طريق مكافأته بأشياء رمزية، كما يمكنكِ أيضًا غرس قدوة ناجحة مثل اللاعب “محمد صلاح” داخل عقله تشجعه على أن يدرس ليصبح ناجحًا مثله.
6- لا تلجأي إلى العنف كحل لإجبار الطفل على الدراسة، بل حاولي تعليمه عن طريق الألعاب والتحفيز وكثير من الحب.
7- تنظيم وقت نوم الطفل لتجنب الاجهاد والقلق والكسل وسوء المزاج.
اقرأ أيضًا: كيف يمكنكِ غرس مهارات “التعاون” في طفلك الصغير؟