كاتب ومقال

سفينة نوح هذا العصر.. سفينة الملاذ

كان في الأثر قديما نبي الله نوح عليه السلام آتاه الله الرسالة بعد فساد قومه و انتشار الفساد في الأرض والبحر فعلم أن طريق الدعوة إلى الله لن يكون ممهدا وأن الطريق صعبا وشاقا و أن التوقيت من الدعوة لن يجني ثماره ….ولكنه نبي وأتاه الله الرسالة وأمره بالدعوة فلابد من تنفيذ التكليف فحاول ولما بات الأمر مستحيلا  أمره الله تعالى ببناء سفينته وكانت المعجزة…..

بدأ في بناء السفينة في الصحراء بعيدا عن البحر فسخر منه قومه لاختياره هذا المكان الذي لا يوجد به ماء و إنه في الصحراء الجرداء…..

لكن نبي الله نوح عكف على بناء سفينته و ضرب بسخرية قومه عرض الحائط لإنه على يقين أن الله معه ولن يخذله …وعندما أنهى نبي الله سفينته أمره الله تعالى بدعوه الناس لركوب السفينة فركب معه من أمن به وبرسالته واعتصم بالجبال من ظن إنها ستعصمة من أمر الله والطوفان ….جاء الطوفان وضرب الأرض والجبال وهلك كل المستعصمين ونجا فقط من بنى ومن عمر ومن أمن بنبي الله نوح

إن كانت القصة من الآف السنين و إن كانت هذه المعجزات  للرسل والأنبياء إننا نرى الآن الزمن يعيد نفسه ولكن الله لن يرسل على الأرض أنبياء بعد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ….لكن الله سبحانه وتعالى يفيض على هذه الأرض في كل عصر رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه مكلفين بإنقاذ الأرض ومدعومين من الله عز وجل … نجد جميعا هذا الرجل الذي أُمر ببناء سفينة جديدة وظهر أيضا من يستهزئون به وبمن يبنون معه السفينة ويقللون بما يقوم به من أعمال فتارة تجد المشككون وتارة الساخرون وتارة أخرى من يحاربون هذا البناء ومن يصل بهم الحال إلى القتل والتدمير ليس فقط التشكيك….

نعلم جميعا أن الطوفان قادم لا محالة وسوف ينجو منه فقط من ركب معه سفينته…

الخلاصة والزتونة ……  

ليس كل ما تراه مستحيلا …ليس كل من حولك صديقا.. فقط اعمل و اجتهد وابني سفينتك ودع الاختيار لمن آمن بك وصدقك وركب معك سفينتك

“فلكل عصر طوفانه ولكل عصر نوح ولكل ملاذ سفينة”

رفعت الأقلام و جفت الصحف

                                   بقلم: الدكتور ميمي  

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى