لكل اسم حكاية| ما السر وراء “جزيرة الفنتين” بأسوان؟
أسوان وجمالها الطبيعي الخلاب، فمن منا لا يحب تلك البلد وأهلها الطيبين ونسمات الهواء النقي، وروائح العطارة التي تكثر بها، حيث تشتهر بالأنشطة اليدوية والنوبية، والأماكن الأثرية التي توجد فيها، فتعد جزيرة “الفنتين” الواقعة بمحافظة أسوان من ضمن الأماكن التي تستحق بجدارة أن تكون من الجزر الفريدة من نوعها، نظرا لما تحتويه من الكنوز الأثرية التي ترجع إلى العصور الإسلامية القديمة.
موقع جزيرة “الفنتين”:
تقع الجزيرة على امتداد نهر النيل بمحافظة أسوان في جنوب مصر، يبلغ طولها حوالي 1500م، وعرضها 500 م، كما تقع في مواجهة مدينة أسوان من الناحية الغربية، ويطلق عليها البعض ما يسمى “سفينة الآثار” أو “جوهرة الجنوب”، وكانت قديما تسمى بجزيرة “أبو” وتعني “الفيل” لأنها كانت مركزا تجاريا لاستقبال العاج الإفريقي، ثم تحول اسمها إلى “الفنتين” أي “سن الفيل”، الاسم يشير إلى الفيل الذي كان يعيش في تلك المنطقة في عصور ما قبل الأسرات، وكانت من أقوى الحصون على حدود مصر الجنوبية، قديما كان معبودها الإله “خنوم”.
وبعد التوحيد القطري لمصر للواجهة البحرية والقبلية، وقيام الدولة الموحدة منذ 3000 عام قبل الميلاد، أصبحت “الفنتين” مركزا رئيسيا للإشراف على الحدود الجنوبية، حتى زاد الإقبال على جلب الأحجار الصلبة من المنطقة، إضافة إلى ذلك كانت مقرا أساسيا للبعثات الحكومية والتجارية على مر العصور.
أقرأ أيضاً: “معبد دندرة” يحمل بين طياته مناظر الفضاء الخارجي
أهم المعالم التاريخية بجزيرة “الفنتين”:
أهم ما يميز الجزيرة احتوائها على العديد من المعابد التي ترجع إلى العصور المصرية القديمة، مثل معبد “ساتت” ويعد من المعابد ذات أهمية في المنطقة، حيث يرجع إلى العصر البطلمي، كما يوجد معبد “المبكر” من عصر الأسرتين الأولى والثانية، ومعبد من عصر الأسرة السادسة، ومعبد من عهد الملكة “حتشبسوت” من عصر الدولة الحديثة.
تعتبر المعالم التاريخية الحقيقية للجزيرة هي مقصورة “حقائب” وكان حاكما لتلك المدينة في عصر الأسرة السادسة منذ حوالي 2200 قبل الميلاد، كما تضم المقصورة تماثيل للعديد من الحكام وأمراء أسوان في العصور السابقة.
الجزيرة لا تقتصر على مقصورة “حقائب” فقط، إنما تحتوي أيضا على “كلابشة” التي توجد في جنوب الجزيرة، وتنسب إلى الملك “ماندوليس” التي ترجع إلى العصر الملك “المروى أرغامنيس”، وأيضا يوجد مقصورة “مقياس النيل” وتقع على الجانب الشرقي من الجزيرة، ويرجع إنشاؤها إلى العصر البطلمي، مصمم من خلال طريق الدراجات الحجرية التي تهبط مباشرة إلى نهر النيل، حيث كان يستخدم لحساب زيادة وانخفاض فيضان النيل.