خروجتنا

ماهو حمام “إينال”؟.. وما سر حكاية مثل “اللى اختشوا ماتوا”؟

لو طلبنا منك زيارة للحمامات، أول ما تشعر به هو الاشمئزاز، يليه إحساس بالاستغراب، أي زيارة هذه للحمامات، وماذا سنفعل هناك، ولكن ستتفاجئ أيضًا عندما تدرك أنها حقيقة تاريخية، حيث كان لهذه الحمامات زيارتها خاصة ذو طابع خاص،

حمام “إينال” من أقدم الحمامات الشعبية الذي بقي شاهدا على روعة العمارة الإسلامية وأقدم الطقوس الاجتماعية التي اعتاد عليها البسطاء، زيارة الحمامات الشعبية كانت من أهم الطقوس التي حرص عليها المصريون قديماً، ومع مرور الوقت تحولت تلك الحمامات إلى ما يُعرَف الآن بـ”السبا”.

ويعد حمام “إينال” الكائن في حي الجمالية الشعبي من أهم حمامات القاهرة العثمانية، إذ بني منذ 700 عام تقريباً وهو شاهد على روعة العمارة الإسلامية وأقدم الطقوس الاجتماعية التي اعتاد عليها البسطاء.

شيد حمام “إينال” السلطان الملك الأشرف أبوالنصر إينال بن عبدالله العلائي في عام 1456م، حسب النص الموجود أعلى الباب الرئيسي، أي قبل وفاة السلطان الأشرف إينال بـ4 أعوام، وهو السلطان الـ12 من الجراكسة، وكلمة “إينال” هي كلمة جركسية من مقطعين وتعني “شعاع القمر”.

ويتميز الحمام عن غيره بنظام الإضاءة التي تعطي الراحة والهدوء، فو عبارة عن قباب سماوية مقسمة إلى أركان ومكسوة بالزجاج الملون الذي يعكس الإضاءة الخارجية.

طُرز عثمانية أضافت لمسات ساحرة:

يتكون الحمام من مدخل مائل، وقاعة للاستقبال مربعة ذات سقف من عروق خشبية يطلق عليها “براطيم” تتوسطه شخشيخة بها 28 نافذة ملونة، وفي الضلع الشمالي لهذه القاعة فتحة باب تؤدي إلى حجرة خلع الملابس ذات أرضية من بلاط حديث يغطيها قبو متقاطع، تتوسطه فسقية حجرية دائرية وتحيط بقاعة الاستقبال 4 سدلات، ومغطس هذا الحمام مربع تغطيه قبة ضحلة بسيطة بها فتحات صغيرة للتهوية.

من أين جاءت الفكرة؟

إن فكرة بناء الحمامات الشعبية لم تكن فكرة عربية بل هي فكرة رومانية، إذ كانت موجودة لدى الرومان بشكل كبير، وتناقلها العرب من الشرق إلى الغرب خلال التنقلات والرحلات وانتقال عبدالرحمن الداخل “صقر قريش” من سوريا إلى الغرب “الأندلس”.

الحمام مكون من 4 أماكن سواء في المغرب والأندلس أو الشرق مصر وسوريا والعراق؛ هي قاعة الاستقبال والغرفة الباردة لتغيير الملابس ثم الغرفة الدافئة للتدليك والمساج والغرفة الساخنة للاستحمام”، مشيراً إلى أنَّ قاعة الاستقبال في المغرب والأندلس كانت تشبه الحجرات الموجودة في القصور.

أصل حكاية “اللى اختشوا ماتوا”

تناقلت الألسنة مثلاً شهيراً ارتبط بهذا الحمام، وهو “اللي اختشوا ماتوا”، وذلك بعدما اشتعلت النيران بالحمام من خلال الغرفة الساخنة وحاصرت مجموعة من السيدات، منهن من استطاع الهرب عاريات ولكن ظلت الأخريات “اللي اختشوا” بالداخل ومتن حرقاً، مشيراً إلى أنَّ تلك القصة غير موثقة في أي مرجع تاريخي ولكنها مجرد أقاويل ترددت، مثلما شاع المثل وتناقلت الألسن دون حتى أن تفهم القصة.

اقرأ أيضًا: مسجد “الحاكم بأمر الله”.. الجامعة الرابعة في مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى