كاتب ومقال

دار في خاطري| مارس زهرة البنفسج

بقلم: ريم السباعي

ريم السباعي

هل تفضل شهرا معينا من شهور السنة؟! أم أن الإثنى عشر شهرا لديك متشابهة؟! هل تفضل فصلا من فصول السنة عن سائر الفصول فتفضل أشهره؟! وهل لديك شهرا مميزا بأحداثه ومناسباته؟! وماذا يعني لك شهر مارس؟! وهل تشعر بأنه شهر مختلف عن سائر الشهور؟! أم أنه شهر عادي لا تشعر ببدايته ونهايته؟!

إن السنة بفصولها الأربعة تحدث اختلافا في أذواق البشر، فتجد من يفضل الشتاء وآخر يفضل الربيع وهكذا، وبالتالي تجد من يفضلون الفصل يفضلون شهوره، ولكن قد تفضل شهرا بعينه عن سائر الشهور، لأن به مناسبات خاصة، أو ذكريات جميلة.

ولكن بعيدا عن المناسبات الخاصة هل تفضل شهر مارس؟! في رأيي أن شهر مارس مميز على المستوى العربي والعالمي، وذلك لأنه يحمل مناسبات خاصة بالمرأة إذن فمن يهمه شؤون المرأة، ويقدر جهودها أما كانت أم لا، أو امرأة عاملة، أو ربة بيت، هو من يجد شهر مارس مميزا بين الشهور.

ولماذا شهر مارس بالتحديد الذي جمع بين هذه المناسبات؟ بالنسبة لليوم العالمي للمرأة فقد تم اختيار يوم 8 مارس بالتحديد لأن في ذلك اليوم عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديموقراطي العالمي في باريس عام 1945، وفي يوم 8 مارس من عام 1856 عندما خرجت مسيرة نسائية خرجت فيها ألف امرأة في مدينة نيويورك للاحتجاج على ظروف العمل القاسية التي يجبرن عليها، ونجحت المسيرة في تحقيق أهدافها.

وفي عام 1908 تكررت المسيرة في مدينة نيويورك وخرجت فيها ألف وخمسمائة امرأة للمطالبة بحق المرأة في التصويت، وتقليل ساعات العمل، وفي يوم 8 مارس عام 1909 تم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة لأول مرة في أمريكا، وكان يعرف باليوم القومي للمرأة في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثم قامت عدة دول بالاحتفال به، حتي عام 1913 أصبح يوم 8 مارس يوما عالميا للمرأة يتم الاحتفال به حتى الآن.

وفي يوم 16 مارس تأتي المناسبة الثانية الخاصة بالمرأة، وهي يوم المرأة المصرية، وذلك تخليدا لذكرى خروج المرأة المصرية مشاركة في ثورة 1919، والمناسبة الثالثة هي انعقاد المؤتمر السنوي للمجلس القومي للمرأة وذلك في الفترة من 14 مارس حتى 16 مارس.

أما عيد الأم وهو المناسبة الرابعة، فقد جاءت فكرة الاحتفال به من قبل الصحفي المصري علي أمين حيث نادى باختيار يوما محددا في العام للاحتفال بعيد الأم، وتم اختيار يوم 21 مارس لأنه أول أيام الربيع، حيث تتفتح الورود وتزهر الحقول، وترتدي الأرض ثوبها الأخضر الزاهي، فالأم كالربيع أينما كانت أزهر الكون وملأه شذاها كورود الربيع.
إذن فشهر مارس هو شهر الربيع، شهر الأم، شهر المرأة، فهل لتسميته بهذا الاسم علاقة بذلك؟! أم أن للقدماء رأي آخر؟!

إن شهر مارس أو آذار هو الشهر الثالث في السنة الميلادية، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى “مارس” إله الحرب عند الرومان، وقد كان شهر مارس هو أول شهور السنة، وقام بتغييره يوليوس قيصر ليصبح يناير هو أول شهور السنة، ولكن لم تلتزم جميع الدول بذلك التغيير إلى أن تم العمل بالتقويم الجريجوري، فأصبح شهر مارس ثالث شهور السنة حتى وقتنا الحالي.

أما آذار فهو شهر مارس في التقويم السرياني، وهو الشهر السادس في شهور السنة السريانية التي تبدأ بشهر تشرين أول (أكتوبر)، وسمي آذار من الاسم جذر أو هدر وذلك لكثرة العواصف والأمطار، وقد جاء في العديد من الأمثال الخاصة ببلاد الشام وبلاد الرافدين تدل على أنه شهر التقلبات المناخية، فهو يجمع بين برد الشتاء وحرارة الصيف والأمطار والعواصف.

أما بالنسبة لشهر مارس في السنة القبطية، فهو يشهد نهاية شهر أمشير وبداية شهر برمهات، وأما أمشير فهو نسبة إلى “مخير” إله الزوابع عند المصريين القدماء وذلك لكثرة العواصف في هذا الشهر، أما برمهات فهو شهر الحصاد عند المصريين القدماء وقد تم ذكره في العديد من الأمثلة الدالة على ذلك، وتعود تسميته إلى كلمة “بر منتو” أي بيت الإله منتو إله الحرب، وفيه تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع فتنضج المحاصيل.

إذن فشهر مارس شهر مميز من حيث المناسبات، ومن حيث تقلباته المناخية فهو حقا يستحق ذلك التميز، وبالإضافة إلى المناسبات الخاصة بالمرأة هناك مناسبات أخرى مثل يوم الشهيد، وهو ذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض في حرب الاستنزاف وذلك في يوم 9 مارس عام 1969، حيث قرر الفريق عبد المنعم رياض التوجه بنفسه إلى الجبهة، فانهالت نيران العدو علي المنطقة، واستشهد في تلك المعركة التي قادها بنفسه.

ومن المناسبات الأخرى يوم السعادة وذلك في يوم 20 مارس، وذلك لأهمية السعادة بالنسبة للإنسان، وأيضا هناك مناسبة ساعة الأرض وتقام في السبت الأخير من شهر مارس، فيه تخصص ساعة تطفأ فيها الأضواء وجميع الأجهزة الإلكترونية وذلك من أجل الأرض وحمايتها من الاحتباس الحراري.

وإلى جانب جميع هذه المناسبات فإن شهر مارس يشهد ميلاد الكثير من المشاهير في العالم أمثال ألبرت أينشتاين، جراهام بيل، أحمد عرابي، سيد درويش، محمد عبد الوهاب، ونزار قباني، فإن شهر مارس بكل ما يحمله فهو رمز الربيع والأزهار فهو كما يرمز له زهرة البنفسج، وإلى جانب كل ذلك فهو أحب الشهور إليّ، لأنه يحمل مناسبة خاصة بي وغالية على قلبي وهي يوم ميلاد أمي.

اقرأ أيضًا: دار في خاطري| المتعلم الجاهل

نبذة عن الكاتبة:

ريم السباعي

أحد الكتاب الشباب لمنصة كلمتنا

حاصلة على ليسانس آداب في التاريخ من جامعة عين شمس عام 2005

صدر لها مجموعة قصصية بعنوان: رحالة في جزر العجائب

صدر لها رواية بعنوان: ويعود ليلقاها

للتواصل:

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى