«مدفع رمضان».. حكاية قذيفة دوت في سماء القاهرة بالصدفة
«صوماً مقبولاً وإفطاراً شهياً.. مدفع الإفطار اضرب»، كلمات نسمعها مع غروب الشمس ثم نسمع بعدها صوت قذيفة المدفع في القاهرة، وتحديداً في منطقة القلعة، لتعلن حلول آذان المغرب والاستعداد لتناول الإفطار فى شهر رمضان.. لكن ما هي القصة وراء مدفع رمضان وكيف بدأت؟.. تساؤلات تجيب عليها منصة «كلمتنا» خلال السطور التالية، لتعرض لكم أصل حكاية مدفع رمضان.
تُعد القاهرة أول مدينة أُطلق فيها مدفع رمضان، ولكن لبدايته العديد من الروايات التاريخية التي توضح ظهوره، ولعل أول هذه الروايات تعود إلى عام 865 هجرية، عندما تلقى السلطان المملوكي «خوشقدم» مدفعاً جديداً هدية، فأراد أن يجربه بإطلاق إحدى القذائف المدفعية، وكانت الصدفة أن إطلاق تلك القذيفة تصادف مع غروب الشمس في أحد أيام شهر رمضان، ليظن سكان القاهرة أن السلطان تعمد إطلاق القذيفة حتى ينبه الصائمين بموعد الإفطار.
وفي اليوم التالي، خرج العديد من أهالي القاهرة والمشايخ وتوجهوا إلى بيت السلطان، ليعبروا له عن شكرهم على تلك الهدية، ذلك الأمر الذي نال إعجاب واستحسان السلطان، وجعله يقرر استمرار إطلاق المدفع عند غروب الشمس يومياً في شهر رمضان، حتى أصبح عادةً، ومن ثم تراثاً عظيماً في هذا الشهر المبارك، بالإضافة إلى إطلاقه أيضاً أثناء السحور ليعلن عن موعد الإمساك عن الطعام.
تجربة مدافع حربية
أما الرواية الثانية، فتقول إن إطلاق مدفع رمضان يعود لعهد حكم محمد علي باشا، عندما اشترى عدداً كبيراً من المدافع الحربية الحديثة، في إطار خطته لبناء جيش مصري قوي، وفي أحد أيام شهر رمضان عندما أراد تجربة أحد المدافع، انطلقت قذيفة مدوية في نفس لحظة آذان المغرب، ليظن الصائمون أن ذلك إيذاناً لهم بالإفطار، لتنال إعجابهم، مما دفع محمد علي إلى إصدار أمر باستمرار ذلك التقليد طوال شهر رمضان، أثناء الإفطار والسحور، لتنتشر بعدها فكرة مدفع رمضان.
مدفع «الحاجة فاطمة»
وفي رواية ثالثة لا تختلف كثيراً عن الروايتين السابقتين، تعود إلى عهد الخديوي إسماعيل، عندما كان يقوم بعض الجنود بتنظيف أحد المدافع في أحد أيام رمضان، لعبت الصدفة دورها مجدداً، وانطلقت قذيفة من المدفع دوت في سماء القاهرة، وكان ذلك وقت آذان المغرب، ليظن الشعب أن ذلك تقليداً جديداً بأمر الخديوي، للإعلان عن موعد الإفطار.
وبعدها ظل الشعب يتحدث عن ذلك الأمر، لتصل تلك الأحاديث لابنة الخديوي إسماعيل «الحاجة فاطمة»، فأعجبتها الفكرة، ليصدر فرماناً باستخدام هذا المدفع عند الإفطار والإمساك في شهر رمضان، وأيضاً في الأعياد الرسمية، وبعدها ارتبط اسم المدفع باسم الأميرة «الحاجة فاطمة».