من بحري لقبلي.. كيف يقضي المصريون رمضان؟
للمحافظات المختلفة عادات وتقاليد تميز كل محافظة عن الأخرى في شهر رمضان المبارك، وذلك من حيث نوع الأكلات والملابس وطقوس الاحتفالات، التي تختلف من محافظة لأخرى، ومن بيت لبيت، ولكن هذا التلون النمطي جعل من رمضان أجمل الشهور على مدار السنة، كما أنه ميز المصريين واحتفالاتهم عن باقي الشعوب.
وفي التقرير التالي من منصة “كلمتنا” نستعرض أهم ما يميز الشعب المصري باختلاف محافظاته في العادات الرمضانية.
رمضان في مصر:
فمثلا في المجتمعات البدوية تجد شيوخ القبائل في مقدمة من يتلقى التهنئة بالعيد والشباب والبنات لهم أماكن، تجمع كلا منهما للاحتفال بفرحة شهر رمضان.
أما عن الحضر تجد جميع أهالي المدن يسافرون للأرياف للعودة لجذورهم والاحتفال وسط العيلة والاستمتاع بالأكلات الفلاحي «بحري والصعيد» يضع عادات وطقوس أهالينا أيام رمضان في دائرة الضوء في العديد من المحافظات.
ففي سيناء يحرص الأهالي بعد صلاة التراويح إقامة السهرات الرمضانية بالدواوين ومجالس العائلات، ويتسامرون ويتناولون الشاي والقهوة، إلى جانب الحلوى الرمضانية، ويستمر السهر ومناقشة بعض الأمور الحياتية إلى ساعات متأخرة من الليل، وقبل موعد السحور يتجه كل واحد إلى منزله لإيقاظ أهله لتناول طعام السحور.
أما داخل محافظات مصر فهناك طرق مختلفة للاحتفال فنجد في محافظة الغربية أن عددا من النساء يقمن بمهنة المسحراتي، في حين يحرص سكان منطقة “بسيون” على تناول وجبة الفسيخ المملح والرنجة في آخر يوم من شهر شعبان ويطلقون على هذه العادة “الشعبنة”.
ويحرص أهالي محافظة بورسعيد على تناول البط في أول أيام الشهر، ويتبارى نساء المناطق الشعبية على تربية البط قبل بداية رمضان بعدة شهور، وفي مدينة “بلطيم السياحية” يحرص الأهالي على أن يتضمن إفطار اليوم الأول من شهر رمضان الفول النابت.
ولا يعرف أهل مطروح المسحراتي، في حين يرتبط أن وجود المسحراتي في معظم محافظات مصر بشهر رمضان يرتبط ارتباطا وثيقا، غير أنه له ذكريات تاريخية وجميلة تجمعنا سويًا في ساعات السحور المتأخرة من ليالي الشهر الفضيل.
ومن مظاهر هذا الشهر الكريم أيضا في مصر موائد الرحمن، التي يبدأ العمل فيها قبل رمضان بعدة أيام، لتكون جاهزة لاستقبال ضيوفها من الصائمين مع أول أيام شهر رمضان الكريم؛ حيث تقام الخيام الرمضانية، والتي يتم تصميمها بحيث تسمح بالتهوية وتمنع المارة من رؤية روادها.
ليس هناك من طعام ولا شراب اقترن اسمه بشهر رمضان أكثر من الكنافة والقطايف، على مر مئات السنين، ولذا وجدنا الحديث عنهما حيًا وحاضرًا في الأدب والشعر العربي على مر العصور، حتى إن الإمام جلال الدين السيوطي كتب رسالة، سماها: «منهل اللطايف في الكنافة والقطايف»، فضلًا عن سباق الشعوب والبلدان حول من كان له السبق في اختراعها والوصول إليها قبل غيره، وكان من أهم هذا السجالات التاريخية، ما يحدث دومًا بين المصريين والشوام.
اقرأ أيضًا: لماذا تختلف فترة الصيام عالمياً.. وأي دولة تصوم ساعات أكثر؟