السر في المزاج.. لماذا كان القدماء المصريين مهوسين بالقطط؟
على مر العصور والحضارات اشتهر القدماء المصريين بهوسهم بالقطط، فمنذ آلاف السنين قام الفراعنة بتحنيط عدد هائل من القطط، كما أنهم أول من أنشأ مقبرة للحيوانات الأليفة في العالم، نظًراً لتقديسهم لهذه الكائنات، وهي مقبرة يقدر عمرها بما يقرب من 2000 سنة، وتضم قططاً ترتدي أطواقاً من الحديد والخرز، ولكن لماذا تعلق المصريين إلى هذا الحد بالقطط؟
هوس القدماء المصريين بالقطط
قدس الفراعنة القطط لاعتقادهم أن آلهتهم وحكامهم لديهم صفات تشبه القطط، فوفقاً لمعرض 2018 حول أهمية القطط في مصر القديمة، قيل إن القطط كان ينظر إليها المصريون القدماء على أنها تمتلك ازدواجية في المزاج، أي من الممكن أن تكون مخلصة، ومن ناحية أخرى مشاكسة وشرسة.
هذا الأمر جعل القطط تبدو وكأنها مخلوقات خاصة تستحق الاهتمام في عيون الفراعنة، لذلك قاموا ببناء تماثيل من القطط، وأشهر مثال على هذا الأمر، ربما يكون تمثال أبو الهول بالجيزة، الذي له وجه رجل وجسم أسد، كما صورت الإلهة القوية «سخمت» أنها تحمل رأس أسد ولكن على جسد امرأة، بالإضافة إلى الإلهة «باستت»، التي صورت أيضاً أنها قطة أو أسد.
الجانب الآخر من لغز الهوس
حسب الأبحاث الدراسات، فلم يكن هذا الهوس دليل على المحبة واللطف فقط، وإنما كان هناك جانب آخر يتعلق بالجن والسحر والشعوذة والقتل وراء هذا التعلق الكبير بالإضافة إلى تقديم القطط كقربان للآلهة.
وصرحت ماري آن بولز فيغنر، الأستاذة المشاركة في علم الآثار المصرية بجامعة تورنتو في كندا، بأنه كان يتم تقديم عدد كبير من مختلف الكائنات، كذبيحة نذرية لآلهة مصر القديمة، من أجل استرضائهم وطلب مساعدتهم، وكذلك من أجل الصلوات.
ووفقاً لدراسة نشرتها مجلة (Scientific Reports)، أجرى العلماء مسحاً بالأشعة السينية على حيوانات محنطة كان أحدها قطة، وبالتالي استطاعوا إلقاء نظرة مفصلة على هيكلها العظمي، فضلاً عن المواد المستخدمة في عملية التحنيط.
وتوصل العلماء إلى أن هذه القطة كان عمرها عندما ماتت أقل من 5 أشهر، عندما تم كسر رقبتها عمداً، وهو الأمر الذي يفسر ممارسة التضحية بالقطط، وأن تربيتهم في كثير من الأحيان كانت من أجل هذا الغرض، إلا أن هذا الأمر لا يقدم تفسيراً كاملاً عن أسباب هوس المصريين القدماء بالقطط، وهو الأمر الذي مازال بحاجة إلى مزيد من البحث والدراسة.
اقرأ أيضًا: السفر عبر الزمن.. هل هو حقيقة؟