قهوة العلوم

في اليوم العالمي للضوء.. كيف نواجه التلوث الضوئي؟

يحتفل العالم في 16 مايو من كل عام باليوم العالمي للضوء، الذي بدأ الاحتفال به منذ عام 2018 بمبادرة من منظمة اليونسكو، من أجل لفت انتباه العالم إلى الأهمية البالغة التي يقوم بها الضوء في حياتنا، بالإضافة إلى الدعوة لاستخدام التكنولوجيا الضوئية لمواجهة التحديات التي يشهدها العالم في مجالات مختلفة، منها التعليم والزراعة والطب والطاقة، فضلًا عن مواجهة التلوث الضوئي.

في السطور التالية تقدم منصة «كلمتنا» بعض الإجراءات التي يمكن اتباعها للحد من التلوث الضوئي.

اليوم العالمي للضوء

يأتي احتفال العالم باليوم العالمي للضوء تزامناً مع ذكرى إطلاق أول شعاع «ليزر» عام 1960، وذلك من قبل الفيزيائي والمهندس تيودور مايمان (Theodore Maiman)، حيث تم اختيار هذا اليوم بالتحديد، لتعزيز التعاون العلمي من أجل تحقيق التنمية المستدامة.

تهدف منظمة اليونسكو، من خلال هذا اليوم، إلى حث الجهات المعنية على الترويج الجيد لتكنولوجيات الضوء، وذلك لتحسين الحياة في مختلف البلدان المتقدمة والنامية، بالإضافة إلى الحد من التلوث الضوئي، وتجنب إهدار الطاقة، فضلًا عن تمكين السيدات في مجال العلوم، وتشجع الشباب على المساهمة الفعالة.

التلوث الضوئي

أغلب الناس يعشقون الإضاءة العالية، ولا يمكنهم التواجد في أماكن ذات إضاءة منخفضة، وهذا بالتحديد هو مفهوم «التلوث الضوئي»، الذي يعني وجود ضوء صناعي مفرط في البيئة الليلية، بسبب غياب مصدر الضوء الطبيعي، لكن حسب الإحصاءات، فإن هذا الأمر يحدث بكثرة في المدن الحضرية، ولكن أول ما قد يجول في خاطرك هو إضاءة الشوارع، وقد تتساءل هل بإمكان أعمدة الإنارة أن تسبب التلوث الضوئي؟

أضواء الشوارع التي تساعدنا على المرور والسير ليلاً، والتي نعتقد أنها أمر إيجابي يعود علينا بالنفع، هي للأسف أكبر مصدر للتلوث الضوئي، بالإضافة إلى كهرباء المنازل والمكاتب ولوحات الإعلانات والمصابيح الأمامية للسيارات وكغيرها.

وتشير التقديرات إلى أن التلوث الضوئي يزداد سنوياً بنسبة 2%؛ أي ضعف معدل تزايد النمو السكاني، إلا أن مشكلة التلوث الضوئي لا تتوقف عند هذا الحد، حيث أنه بسبب الإضاءة الليلية، أصبح من الصعب على علماء الفلك مراقبة السماء، لأن تلك الإضاءة المفرطة، بكل بساطة، تقلل من رؤيتهم للنجوم والأجرام السماوية، نظراً لأن الإضاءة المنعكسة عن طريق الجسيمات الصلبة في الغلاف الجوي تعود إلى الأرض، الأمر الذي يقلل فرصة رؤيتهم للسماء بشكل طبيعي.

علاقة غير مرئية

هناك علاقة غير مرئية بين الإضاءة وجسم الإنسان، فدرجة ذلك الضوء هي من تخبرك متى يجب أن تخلد إلى النوم ومتى عليك أن تستيقظ، وهذا يعني الليل والنهار بشكل طبيعي، لكننا في الواقع أصحبنا نعرض أنفسنا للضوء بشكل دائم داخل المنزل وخارجه، وبالتحديد مصابيح الليد والهواتف الذكية والحواسب وأجهزة التلفزيون.

ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل فعلاً الإضاءة المفرطة قد تتسبب في الإصابة بخلل ما في دورة النوم؟، وللإجابة على هذا السؤال يجب أن نعلم أنه عندما تتعرض إلى إضاءة ساطعة في ساعات ما قبل النوم، يؤدي هذا الأمر إلى تقليل تدفق هرمون «الميلاتونين»، الذي يساعد بدوره على تنظيم دورات النوم والاستيقاظ.

في كثير من الأحيان قد تشعر بأنك حقًا تود النوم، ولكن يبقى عقلك مستيقظاً بشكل أو بآخر، فهذا يحدث بسبب نقص ذلك الهرمون، الأمر الذي يجعلك تنام بشكل متقطع، وتعاني من الأرق، الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على حالتك المزاجية، ويزيد من خطر تعرضك للأمراض الاكتئاب والسكري، بل وأمراض القلب.

التلوث الضوئي يضر بالكائنات

لم تتوقف أضرار التلوث الضوئي على صحة الإنسان فقط، فالإضاءة الخارجية الساطعة المنبعثة من الشوارع، يمكن أن تسبب ضرراً بالغاً بالكائنات الأخرى، مثل الحيوانات والنباتات، فالأمر الذي لا يعرفه كثيرون أن الإضاءة الصناعية تؤدي إلى حدوث اضطراب دورات تزاوج عدد كبير من الحيوانات، وكذلك في دورات الهجرة، مما يؤدي إلى تعرض أنواع كثيرة منها لمخاطر بالغة.

فعلى سبيل المثال، قد تشاهد في بعض الأفلام الوثائقية، التي تحاكي الطبيعة، أن صغار السلاحف البحرية بعد خروجها من البيض، تذهب باتجاه المدينة وليس البحر، بسبب الأضواء الكثيرة التي تجذبها، الأمر الذي يؤدي إلى افتراسها، وبمرور السنوات، سيؤدي ذلك الأمر في انقراض هذا النوع من السلاحف.

تقليل التلوث الضوئي

لا تتوقف عملية تقليل التلوث الضوئي على شخص أو طرف واحد دون غيره، وإنما على جميع الأطراف أن تتكاتف جميعها من أجل القضاء على هذا النوع من التلوث، حفاظًا على البيئة وعلى صحة الإنسان، وكذلك التقليل من خطر انقراض الحيوانات.

وللحد من تأثيرات التلوث الضوئي، هناك مجموعة من الممارسات التي ينبغي الحرص عليها، منها:

1. تجنب إدخال الإضاءة إلى المناطق المظلمة من الأساس، وإضاءة الأماكن الضرورية فقط.

2. أن تكون الإضاءة بأقل كثافة ممكنة للاستخدام، واستخدامها عند الحاجة.

3. استخدام الأضواء المغطاة وتوجيهها للأسفل قدر الإمكان.

4. التحكم في مقدار السطوع ومدة الإضاءة عن طريق حسّاسات الحركة والموقّتات.

5. استخدام الأضواء البرتقالية قدر الإمكان بدلاً من الإضاءة البيضاء.

اقرأ أيضًا: لماذا تنجذب الحشرات إلى الضوء؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى