كم مرة في حياتك تعرضت فيها للظلم؟ كيف يكون شعورك وأنت مظلوم؟ هل تستطيع مواصلة الحياة بشكل طبيعي حين يقع عليك الظلم؟! هل تحاول رفع الظلم عنك؟ إلى من تلجأ حين تُظلم؟ هل يستطيع أن يَظلم من ظُلم؟! هل حاولت رفع الظلم يوما عن مظلوم؟! هل استطعت رد حقه؟
“إتقوا الظلم إن الظلم ظلمات يوم القيامة” صدق رسولنا الكريم، من منا لم يتعرض للظلم!! من منا لم يذق مرارته!! من منا لم يشعر بذلك الضيق والألم الذي يسببه الظلم!!
إن الظلم من أصعب الأمور التي يتعرض لها الإنسان، فيمزق نفسه، ويحطم وجدانه، فيجعله غير قادر على مواصلة الحياة، لذا فقد جعل الله عز وجل دعوة المظلوم ليس بينها وبينه حجاب، فقد وعد الله المظلوم بأنه سينصره على ظالمه ولو بعد حين.
أما بالنسبة للظالم فلماذا يظلم؟! إن الظلم يقع على المرء إما لأن الظالم أصغى إلى أكاذيب ومن ثم بنى عليها حكمه الظالم دون البحث عن الحقائق، وفي هذه الحال يكون قد أخطأ فيستحق عقابه، وإما أن يجير الظالم على حق المظلوم فيسلبه ما يملك أو جزء منه، وإما أن يظلمه بإلصاق التهم وأبشع الخصال التي تبعد كل البعد عنه، وفي جميع الحالات فالظالم مخطئ ينتظره عذاب أليم.
وهنا يا من شعرت بالظلم وعشت في غياباته هل من الممكن أن تظلم؟! هل تجعل إنسان يشعر بنفس الألم الموجع الذي شعرت به؟! أعتقد أن من ذاق الظلم لن يستطيع أن يظلم، فليس من المعقول لمن يدري بجزاء الظالمين أن يرمي بنفسه في ذلك الهلاك المحتم من أجل شيء فان مهما بلغت قيمته الدنيوية.
أما الظالم الطاغي المستبد ففي رأيي إنه لا يرى شيئا في هذا الوجود أقوى منه ومن طغيانه، وأنه لن ينال أي عقاب ولكن هيهات فقول الله عز وجل فيه الراحة والطمأنينة للمظلوم والوعيد بالعذاب الشديد للظالم ” وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (٤٢)
مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء (٤٣)” (سورة إبراهيم) فهو بالتأكيد لا يعي عقابه ولا يعي الخير الذي أعده الله لمن ظلمه، فكما قال الشيخ الشعراوي ” لو علم الظالم ما أعده الله للمظلوم لبخل عليه بالظلم”.
اقرأ أيضًا: دار في خاطري| كيف يفكر الشيطان؟!
نبذة عن الكاتبة:
ريم السباعي
أحد الكتاب الشباب لمنصة كلمتنا
حاصلة على ليسانس آداب في التاريخ من جامعة عين شمس عام 2005
صدر لها مجموعة قصصية بعنوان: رحالة في جزر العجائب
صدر لها رواية بعنوان: ويعود ليلقاها
للتواصل: