كلمتها

«الباليه».. دراما راقصة بروح الكلاسيكية

على إحدى مسارح العالم وسط إضاءة خافتة وموسيقى كلاسيكية، هناك من تتمايل بخفة بحركات إيقاعية كأنها تحلق في سماء الحرية، «باليرينا» تروي حكاية بدراما راقصة كلاسيكية فريدة، تجعل قلبك يتمايل برفقتها دون شعور.

ففي رحلة كلاسيكية قصيرة بروح الفن، تصطحبك منصة «كلمتنا» نحو فن الباليه في دقائق فريدة ممتعة.

«الباليه» فن الكلاسيكية

على مدار عصور طويلة كانت غاية الفن تكمن في الرسائل التي يقدمها، ولأن الباليه هو واحدًا من تلك الفنون وعن طريق الحركات التعبيرية على خشبة المسرح، قُدمت حكايات كثيرة تتأرجح بين السعادة والألم بخفة شديدة عكست الباليرينا ما يحمله الإنسان في قلبه بفن راقي كلاسيكي.

تعرف العالم على الباليه لأول مرة في البلاط الإيطالي للأمراء في القرن الخامس عشر بالتحديد، فمنذ عدة قرون اشتهرت أوروبا وبالأخص الأرستقراطيون بحبهم وتعلقهم بمختلف أنواع الفنون، الأمر الذي جعل فن الباليه يجذب أنظار العالم نحوه باعتباره فن تعبيري إيقاعي لم يكن قد شهده العالم من قبل.

الأمر الذي لم يتوقف على السلم فقط وإنما استطاع فن الباليه أن يتسلل إلى القلوب في الحروب أيضًا، فعندما وصل الملك الفرنسي إلى إيطاليا وشاهد رقص الباليه في المآدب لأول مرة، لم يمضي دون أن يصطحب ذلك الفن التعبيري الراقي إلى بلده فرنسا.

أول عرض باليه مسرحي

أثناء حفل زفاف أخت ملكة فرنسا فى عام 1581، انطلقت الباليرينا بأول مسرحية رقص باليه من نوعه فى التاريخ وحمل عنوان «الباليه الكوميدي للملكة» وهو العرض الذي أبهر العالم وتعرف من خلاله على فن الباليه، حتى توالت العروض على مسارح الدولة واشتهرت فرنسا بذلك الفن الراقي وصولًا إلى روسيا التي عرفت حتى هذه اللحظة أنها من رواد رقص الباليه في العالم.

لعل أشهر العروض الروسية التي ما زالت تجول العالم، هي «بحيرة البجعة» وعرض «الجميلة النائمة» التي ألفها الراقص الروسي «ماريوس بتيبا» الذي طرق باب فن الباليه واشتهر في روسيا على يديه، وصولًا إلى العالم.

تنوع رقص الباليه بين تأثير الفن على مناهضة الحرب في ألمانيا وآخر عرف بـ «الباليه السيمفونية» الذي حمل إيقاعاته سيمفونيات بتهوفين، حتى أصبح رقص الباليه يتطور من عصر لآخر ومن بلد إلى أخرى حتى وصل إلى شكله الأخير.

أما عن أشهر راقصات الباليه في العالم فهن: ألينا سوموفا، دينا فيشنيفا، سفيتلانا زاخاروفا، نتاليا أوسيبوفا، أوليانا لوبانكينا.

الباليه

تأثيرات نفسية

يعمل رقص الباليه على تعزيز الثقة في النفس، حيث يتم ذلك من خلال الاستقامة التي يتحلى بها الجسد بسبب الاعتياد على حركات رقص الباليه، كما يجعلك تشعرين بالفخر والإنجاز، الأمر الذي من بدوره يعزز حب واعتزاز الذات، وأيضًا بعد التمرين والممارسات يتطور أداء الباليرينا نحو الأفضل، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي عليكِ.

إن الأشخاص الذي يعانون من الانطواء فإن رقص الباليه هو سبيلهم نحو الحياة الاجتماعية، فالانضمام إلى فريق رقص الباليه والتدريب في مجموعات يجعلكِ تتخلصين من الخجل والانطواء، كما أنه يمكنك تكوين عدد من الصداقات الممتعة، لذا سيؤثر الباليه بشكل إيجابي عليكِ.

كما يساهم أيضًا رقص الباليه في إفراز هرمون السعادة، فعندما تركز على وضع جسدك مع الاستماع إلى الموسيقى، يمكنك بذلك الهروب من ضغوط الحياة اليومية، كما أن التمارين البدنية للباليه تساعد على إفراز هرمون الإندورفين الذي بدوره يؤثر إيجابيًا على صحتك النفسية ويساعدك على زيادة عملية التركيز.

كيف يؤثر الباليه على صحتك الجسدية؟

يساهم رقص الباليه بشكل أساسي في مرونة الجسم بعد عدد من الممارسات والإتقان، وهو الأمر الذي سيشعركِ بالخفة والتوازن، كما أنه يساعد على بناء وتقوية عضلات الجسم.

يساهم أيضًا الباليه في إتباع نظام غذائي صحي من أجل الحفاظ على وزن الجسم، فالباليرينا لابد أن تتحلى بجسد متناسق رشيق من أجل خفة حركتها، لذا فمن الأفضل الابتعاد عن الطعام الذي من شأنه أن يزيد من وزنك الأمر الذي سيؤثر بدوره على أدائك المسرحي.

أما عن صحتكِ فإن رقص الباليه يمنع إصابتك بعدد من الأمراض التي من بينها ارتفاع ضغط الدم ومرض السكر ومشاكل وإصابات العمود الفقري، كما أنه يساهم في تأخير أعراض الشيخوخة.

ما هي شروط تعلم الباليه؟

1. أفضل سن لتعلم رقص الباليه بين ثمانية إلى عشرة سنوات من أجل تعلم أصعب حركات الباليه التي يصعب على الكبار تنفيذها.

2. يجب أن يكون جسدكِ رشيق ذو وزن معين وطول معين، لأن الباليه يتطلب مرونة شديدة وخفة في الحركة والجسد.

3. من أهم شروط الالتحاق بمدرسة الباليه هو سلامة العمود الفقري للباليرينا، بالإضافة إلى عدم الخضوع مسبقًا لأي عمليات جراحية في هذا المكان.

الباليه

اقرأ أيضًا: “العلاج بالرقص” هل يخلصكِ من الضغوط النفسية؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى