علموا ولادكم أنهم مايخدوش بالمظاهر أبدا لأن المظاهر خداعة، وياما مظاهر خدعت ناس كتيرة وعشان دا يحصل فلازم قبل مايحكموا على أي حد يدوروا في نفسهم حلو أوي، والدنيا عمرها ماكانت دايمة لحد واللي بتشوف مظهره حلو النهاردة بكرة هيتغير.. الضعيف بكرة يقوى، والقوي هيجي اليوم اللي هيتهد فيه، والفقير ممكن جدا يتغني، والغني برضه ممكن يفتقر ماهو بالعقل كدا هي يعني دامت لمين ؟
ياجماعة ياريت نفهم أن المصيبة أننا خلينا المظاهر بقت هي اللي بتخلينا نحكم من خلالها والمصيبة الأكبر أن المظاهر ياما خدعت ناس كتيرة فكثير من الناس انخدعوا بالمظهر وانجرفوا ورا مظاهر خداعة مالهاش دعوة بالواقع إطلاقاً لأن أساس الواقع ايه؟، أساسه التعامل والقرب والتدقيق
وياما ناس عاملة زي الطبلة فاضية من جواها بس لما تيجي تخبط عليها تطلع أصوات عالية، وياما ناس بسيطة دنياهم مافيهاش حاجة بيفتخروا بيها غير أخلاقهم ودا كل اللي بيهمهم في دنيتهم مع الابتسامة والتواضع، وعلى فكرة مافيش حد متواضع إلا وكان واثق بنفسه ومافيش حد بيتكبر إلا اللي عارف بنقصه.
تعالوا احكي لكم حكاية ع السريع كدا حصلت سنة 1919م لما جه ملك الهند المهراجا جاي سينج تم طرده من معرض للسيارات في لندن ودا لظنهم أنه رجل هندي فقير لأنه وقتها كان بيتجول بملابسه العادية مش الرسمية ومن غير حراسة فدخل معرض السيارات الفخمة رولز رويس بيسأل عن سعر سيارة فأهانه البياع لأنه كان معتقد أنه مهاجر هندي فقير فطرده من المعرض
المهراجا حب يعلمه درس وأول مارجع للفندق قام متصل بمعرض السيارات بصفته ملك الهند وتم تجهيز استقبال حافل له في المعرض مع فرش السجاد الأحمر ووجود المدير قام مشتري 10 عربيات رولز رويس واشترط أن يوصلهم لحد عنده الراجل اللي أهانه وفعلا ثم شحنها لبلده وهناك شال الأسقف وقرر أن العربيات دي هتشتغل في نقل القمامة عشان يرد على الإهانة اللي اتلقاها في المعرض..
المهرجا هنا رد بطريقة ذكية جدا كأنه بيقوله أنت استخفيت بيا عشان حكمت بالمظهر وكان حكمك غلط وقاسي ودلوقتي أنا هيديلك درس احطم به كبرياؤك وأن المفروض الحكم يجي بالمعرفة الحقة، ماهو اتفقنا أن المسألة مش مسألة مظهر ولا شكل يعني من الآخر كدا لازم نحطها حلقة في ودانا وودان ولادنا أن الناس عمرها ماكانت بمظهرها..
ياما ناس بسيطة في أشكالها وقلوبها وأخلاقها دهب، وناس مظهرها عظيم وحولها خراب ودمار ونفوس مريضة واللي يقرب منها يتأذي، مكدبش المثل اللي قال فيه اللي يشوف الباب وتزويقه ما يشوفش من جوا نشفان ريقه.
مش كدا ولا اييييييييه؟
بقلم
عمرو مرزوق
