تعد لغتنا العربية هي أقوى وأصعب اللغات في العالم، وأثراها من حيث عدد المفردات، فعدد الكلمات في اللغة العربية يبلغ حوالي 12.3 مليون كلمة دون تكرار، وبذلك تكون مفردات وكلمات اللغة العربية تعادل 25 ضعفًا لعدد كلمات اللغة الإنجليزية التي تتكون من 600 ألف كلمة فقط، رغم كون اللغة الإنجليزية من أثرى اللغات الأوروبية، فنجد أن اللغة الألمانية مثلاً بها 160 ألف كلمة، والفرنسية 150 ألف كلمة، أما الروسية فيبلغ عدد مفرداتها 130 ألف كلمة فقط .
وتعتبر اللغة الصينية هي ثاني لغات العالم من حيث ثراء المفردات والصعوبة، فأكثر القواميس الصينية شمولاً والمكون من 12 مجلداً يسجل أكثر من 23 ألف مقطع صيني ويعطي أكثر من 370 ألف تعريفاً.
كل هذا يعني أن العرب قد تخطوا بالفعل تعلم اللغة الأصعب عالمياً، والأكثر فصاحة والأثرى من حيث عدد المفردات، لذا فإنه من المفترض أن يكون تعلم أي لغة أجنبية بالنسبة للعرب سهلاً، وهناك عامل آخر يُسهِل على العرب تعلم اللغات الأجنبية، وهوأن كل الحروف والمقاطع الصوتية في كل لغات العالم تقريباً موجودة في اللغة العربية، في حين أن اللغة العربية قد تفردت بوجود حرف لديها غير موجود بسائر لغات العالم وهوالحرف (ض)، من أجل ذلك كثيراً ما تسمى العربية بلغة الضاد.
وفي واقعة طريفة حدثت عام 2011 قام كثير من المصريين بإشغال التعليقات الخاصة بصفحة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما كنوع من الاحتجاج على تدخل الولايات المتحدة في الشأن الداخلي المصري وقتها. حيث فوجئ المواطنون الأمريكيون بوجود تعليقات لا حصر لها بلغة وحروف لم يفهمومها في البداية على صفحة رئيسهم. ولما اكتشفوا أنها باللغة العربية، فحاول بعضهم نسخ هذه المحادثات وترجمتها على موقع جوجل للترجمة وبدأوا بالرد على محادثات المصريين، فما كان من المصريين إلا أن وضعوا قصائد عربية صعبة مثل “صوت صفير البلبل” للأصمعي وقصائد لعنترة بن شداد وامرؤ القيس وغيرهم، وعندما حاول الأمريكيون ترجمتها بجوجل عجز بالطبع عن ترجمة أي بيت من تلك القصائد.
وبالرغم من ذلك يستخدم بعض أدعياء العلم والرقي فيما بينهم لغة أجنبية في حوارهم رغم كونهم عرباً، ليتهم يعلمون أن ذلك الفعل كان يعتبره الناس- قديماً- سقوطاً في المروءة! وللأسف أصبح المعتقد السائد اليوم أن تسقط مروءتك وتتكلم بلغة ليست لغتك في حوارك العادي اليومي شرطًا أساسيًا لتصنيفك إنسانًا راقيًا ومتعلمًا!
رجاءً ألا تفهم أن هذا المقال يهدف لرفض تعلم اللغات الأجنبية، بل على العكس، هويحث على تعلمها ويقنعك أنك عربي يسهل عليك تعلم أي لغة أخرى، فلا يمكن إنكار أن اللغة الإنجليزية صارت لغة العلم في هذا العصر، ولكن هذا المقال يهدف لزرع الفخر بلغتك العربية، لأنها ببساطة هي اللغة الأثرى والأصعب في تاريخ البشر.