خروجتنا

وادي الملوك.. لماذا سمي هكذا ومن أول المدفونين به؟

تعد منطقة وادي الملوك واحدة من أكبر مناطق الاستكشافات الأثرية المتعلقة بعلم المصريات على مدار القرنين الأخيرين، وهذه المنطقة هي عبارة عن واد مغلق ضيق يقع في البر الغربي للنيل، خلف صخور جبل طيبة بمحافظة الأقصر، وهو من الناحية الجغرافية أخدود غير عميق تحيط به المرتفعات، ويشبه حفرة كبيرة غير منتظمة الشكل تتوسط مرتفعات حافة الهضبة الغربية، كما أنه يواجه من الناحية الشرقية معابد الكرنك التي تبعد عنه بنحو ثلاثة كيلومترات، وتصحبكم اليوم منصة كلمتنا في جولة أثرية داخل وادي الملوك.

سبب التسمية

تم دفن ملوك الأسرات الثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرين من عصر الدولة المصرية الحديثة (حوالي 1550 – 1069 ق.م.) في وادي نهر جاف على الضفة الغربية من مدينة طيبة القديمة أي الأقصر الحديثة، ومن هنا جاءت تسميته بوادي الملوك، مع أن هذا الاسم ليس دقيقًا تمامًا نظرًا لأن بعض أفراد العائلة المالكة بخلاف الملوك تم دفنهم فيه، وكذلك بعض الأفراد غير الملكيين، وإن كانوا رفيعي المستوى.

الجزء الشرقي والغربي

ينقسم وادي الملوك إلى الواديين الشرقي والغربي، ويعد الجزء الشرقي هو الأكثر شهرة بينهما، حيث يحتوي الوادي الغربي على عدد قليل من المقابر، ويضم وادي الملوك إجمالاً أكثر من ستين مقبرة بالإضافة إلى عشرين مقبرة غير مكتملة لا تزيد عن كونها حفر.

اختيار الموقع

تم اختيار هذا الموقع لدفن الملوك بعناية حيث يقع على الضفة الغربية للنيل، وذلك لأن إله الشمس يموت في الأفق الغربي من أجل أن يولد من جديد، ويتجدد شبابه في الأفق الشرقي، ولهذا السبب ارتبط الغرب بالمفاهيم الجنائزية وكانت المقابر المصرية القديمة تقع عمومًا على الضفة الغربية لنهر النيل لهذا السبب.

وتم دفن ملوك الدولة الحديثة الأقوياء تحت قمة جرف صخري هرمي الشكل يحيط بالوادي، ولم يكن اختيار الوادي لنحت المقابر الملكية من قبيل الصدفة، فقد كان الهرم رمزًا للبعث والحياة الأبدية، كما اعتبر الشكل الهرمي علامة من الآلهة.

طبيعة الوادي المنعزلة

كانت الطبيعة المنعزلة لهذا الوادي سببًا آخر لاختياره كمكان الراحة الأخير للملوك، فقد سرقت المقابر في العصور القديمة، وتجنباً لذلك المصير كما حدث في الأهرامات بالدولة القديمة والوسطى، اختاروا مقابر خفية تحت الأرض في وادي صحراوي منعزل.

حكام الدولة الحديثة

أول حكام الدولة الحديثة الذي تأكد دفنه في وادي الملوك كان تحتمس الأول (حوالي 1504-1492 ق.م.) ثالث ملوك الأسرة الثامنة عشرة.

تكوين المقابر

تتكون المقابر الملكية فى وادي الملوك  فى العادة من ممرات أو دهاليز وغرف نحتت فى صخر الجبل تعترضها بعض الأبار، أما جدران المقابر فكانت مسرحا للمناظر والرسوم والنصوص الدينية المختلفة.

اقرأ ايضاً: اعرف تاريخك| “صعود آتون”.. المدينة المفقودة تحت رمال الأقصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى