كاتب ومقال

أصل الأسطورة| لا يورونا

أسطورة رعب “مكسيكية” يعتقد البعض أنها حقيقية.

منذ سنوات بعيدة، كانت تعيش “ماريا” في قرية صغيرة، فتاة شديدة الجمال، أعجب بها أهل القرية.. لرقتها ولجمالها الذي يسحر القلوب.

وبسبب جمالها، شعرت “ماريا” بالغرور، رفضت كل من تقدم لطلب يدها.

كانت تقول: سأتزوج أجمل رجل في العالم.

وفي يوم.. ظهر شاب يدعى “رانشيرو”، رأت فيه فارس أحلامها، كان ابن مربي ماشية ثري، وسيم وصوته جميل، ويسحر الفتايات بعزفه على القيثارة وهو يغني بصوته العذب، فوقعت “ماريا” في حبه.

أعتقدت بأن الشاب يبادلها نفس الشعور، لكنه كان معجب فقط بجمالها، فأخذت تثير انباهه إلى أن أحبها، فكان كل يوم يذهب إلى منزلها ويعزف ويغني أمام باب المنزل، وكلما سمعت غنائه يزداد لهيب حبها ولكنها مع ذلك لا تظهر له، لتثيره أكثر.

فأقسم “راتشيرو” أنه سيفوز بقلب “ماريا”، فصارحها بحبه وتزوجا وأنجبا ولدين، كان كل شيء رائع في البداية، وبعد سنين.. قرر أن يسافر في رحلة إلى عمله وغاب عدة شهورة، وبعد عودته لاحظت بانه قد تغير وأصبح يهتم فقط برؤية ولديه ويتجاهلها.

وبعد عدة شهور هجر المنزل وتزوج من فتاة شابة جميلة أصغر من “ماريا”، كانت تعتقد ان سبب غيابه هو أنشغاله في عمله ولكن بدأ الشك يدخل قلبها، بسبب تجاهله لها، وفي ذات يوم كانت تسير مع ولديها، لمكان قريب من النهر، فوجدت “راتشيرو” وزوجته الجديدة الشابة على عربة تجرها خيل.

وعندما رأى “راتشيرو” ولديه، نزله من على العربة وأحتضنتهما من دون أن يعير “ماريا” أي أهتمام، فغضبت وقررت الأنتقام، في اليوم التالي.. أمسكت بيد ولديها وألقت بهما في النهر، ووقفت على ضفته تشاهدهما يغرقان.

وبعد أن هدئت، صرخت وبكت ونزلت النهر تسبح وتبحث عن ولديها ولكن لم تعثر عليهما بعد أن جرفهما التيار المائي بعيدا، فأخذت بيحث وتبحث.. لكن كل ذلك بلا جدوى، فأنهكها التعب.

وفي الصباح التالي، كان يمر رجل قرب النهر، فعثر على جثة امرأة على ضفة النهر، لقد ماتت “ماريا” وهي تبحث عن ولديها بعد أن قتلهما بيدها.

وبعد أيام كانت تمر امرأة عند غروب الشمس مع ولديها، فرأت “ماريا” واقفه عند ضفة النهر تنادي على ولديها، فنظرت لها، فأرتعب قلب المرأة وحضنت ولديها وذهبت بعيدا، في اليوم التالي.. سمعت صوت صراخ ولديها وعندما ذهب للغرفة وجدت وجههم شاحب من شدة الخوف.

ما أثار الرعب في قلب المرأة عثورها على أثار لأقدام رطبه على أرضية الغرفه، وفي اليوم التالي سمعت صوت بكاء لمرأة يأتي من غرفة ولديها، فصعدت مسرعة، فوجدت ولديها يختبئان أسفل الفراش وعثرت أيضا على آثار أقادم رطبة.

فذهبت للكاهن وأخبرته بما حدث، فعاد معها للمنزل وأخبرها بأن “ماريا” تحاول أخذ ولديها لأعتقدها بأنهما طفليها، بدأ يحصن المنزل ويضع الملح على باب المنزل، بعد أيام بدأت المرأة تسمع صوت طرقات على الباب وصوت بكاء “ماريا” ومع مرور الأيام عاد كل شيء إلى طبيعته.

فأعتقدت المرأة أن ولديها في أمان، لكنها في الليل لم تعثر عليهما، فأخذت تبحب عنهما، إلى أن رأت حشد من أهل القرية يتجمعون عند النهر، فركضت مسرعة.. لتعثر على جثة ولديها، فصرخت بألم وحزن.

وفي كل يوم كان يسمع أهل القرية صوت بكاء “ماريا” عند ضفة النهر، فمنعوا خروج أطفالهم في الليل.

ولهذا أطلقوا عليها “لا يورونا” ومعناه بالعربية المرأة الباكية.

شعب “المسكيك” يؤمن بأن “لا يورونا” تخرج من الأنهار في المساء، تبحث عن ولديها ومن يسمع صوت بكائها يكون فال سيء على أطفاله.

بقلم
أحمد الرفاعي

المصادر

المرأة الباكية لـ رودلفو آنايا
لقاء مع المرأة الباكية لـ جوديث بيتي

أفلام عن الأسطورة

فيلم the legend of la liorona
فيلم The Curse of La Llorona

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى