الميزوسوبرانو المصرية فرح الديباني في حوار خاص لكلمتنا
صاحبة مشوار فني ناجح تكلل بفوزها بجائزة أفضل مغنية شابة في أوبرا باريس لتكون أول عربية تفوز بهذه الجائزة الرفيعة هي الميزوسوبرانو المصرية فرح الديباني، وخلال مشوارها الأوبرالي حققت فرح نجاحًا كبيرًا كان من أبرزه اعتلائها مسرح احتفالية منظمة اليونسكو بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسها في باريس أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدد من الشخصيات البارزة، إضافة لغناء النشيد الوطني الفرنسي خلال الاحتفال بفوز الرئيس إيمانويل ماكرون بالانتخابات الرئاسية الفرنسية، وتستعد فرح خلال الأيام المقبلة لتقديم حفل بمصاحبة أوركسترا كامل من السيدات في تجربة هي الأولى من نوعها في مصر، منصة كلمتنا حاورت الميزوسوبرانو المصرية فرح الديباني ابنة الإسكندرية.
_ الغناء الأوبرالي يكاد يكون من أصعب أنواع الغناء فكيف كانت البداية؟
أول من اكتشف أن صوتي يصلح للغناء الاوبرالي كان مدرس الموسيقى في مدرستي وهي سان شارل الألمانية بالإسكندرية وبالفعل بدأ في تدريبي وكان عمري وقتها 14 عامًا، ثم التحقت بمركز الفنون بمكتبة الإسكندرية وفزت بالجائزة الأولى في مسابقة الغناء الخاصة بالمجلس الأعلى للثقافة عام 2007م، وبعد ذلك اتجهت لدار الأوبرا بالقاهرة، والتحقت بعد ذلك بأكاديمية “هانز إيسلر” للموسيقى بألمانيا وحصلت على الماجستير وهو أعلى مؤهل عالٍ في الأوبرا، وبدأت مشواري الفني وفزت بالعديد من الجوائز أبرزها جائزة “أبرو ليريك” لأحسن صوت شاب من أوبرا باريس وجائزة الملحن الألماني المشهور “فاغنر”، إضافة إلى وسام الفنون والآداب من قبل السفير الفرنسي في القاهرة.
_كيف كان شعورك وانت تغني”وحياة قلبي وأفراحه في مقر اليونسكو في احتفالية المنظمة بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسها في باريس كأول مصرية تشارك في مثل هذا الاحتفال؟
كان شرفًا كبيرًا بل ومن أهم خطوات حياتي أن أقف على مسرح اليونسكو في احتفالها بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسها في باريس، وشعرت بفخر شديد وصوتي ينطلق بأحد الأغنيات المصرية الجميلة للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ وهي “وحياة قلبي وأفراحه” أمام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي و30 رئيس لدول مختلفة بمقر اليونسكو، وفي ذلك اليوم كنت المصرية والعربية الوحيدة التي تقف على مسرح الاحتفالية وكان ذلك من دواعي فخري وسروري.
وعقب الاحتفال تلقيت العديد من الإشادات العالمية بغنائي في الاحتفالية، وأرسلت لي اودريه ازيليه رئيسة اليونسكو التحية وأشادت بصوتي وأدائي وأعربت عن سعادتها باختياري لأغنية “وحياة قلبي وأفراحه” للفنان المصري عبد الحليم حافظ، كما تلقيت تحية خاصة من رئيس الوزراء التونسي على أدائي واختياري لهذه الأغنية.
_خطفت الانظار بالغناء أمام الرئيس الفرنسي عقب إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية حدثينا عن ذلك.
وافقت فورًا وبدون تردد فور أن طلب مني فريق إعداد الحفل غناء النشيد الوطني الفرنسي عقب خطاب الرئيس ماكرون، ورغم أن فريق الإعداد اتصل بي قبل الحفل ب24 ساعة فقط لكنني تمكنت من مراجعة النشيد وحفظه، وكانت لحظة وقوفي وغنائي أمام الرئيس الفرنسي تاريخية ومميزة ولن انساها من ذاكرتي للأبد.
_ لا يقبل الجمهور المصري والعربي على تذوق فن الأوبرا، فكيف نتغلب على هذا الأمر؟
هذه المسئولية تقع على عاتق فناني الأوبرا في العالم العربي، فلابد من الاقتراب من الجمهور ومساعدته على تذوق الأعمال الاوبرالية العالمية، كما أنه لا بد من إطلاع الجمهور على مختلف الأصوات الأوبرالية ومساعدته على التمييز بينها، وأنا صوتي يسمى الميتزوسوبرانو وهو صوت رخيم يشبه صوت كوكب الشرق أم كلثوم وهذه الطبقة تعد نادرة لحد كبير، وهناك أنواع أخرى من الأصوات الأوبرالية مثل السوبرانو وهو صوت أنثوي والتينور والباريتون وهما من الأصوات الذكورية.
_ تستعدين لخطوة جديدة هي الأولى من نوعها في مصر، حدثينا عنها.
استعد لتقديم حفل افتتاح مهرجان “هي للفنون” وهو يتحدث عن السيدات البارزات في المجال الفني، يوم الجمعة 30 سبتمبر، حيث أقدم حفل غنائي كامل في افتتاح المهرجان من أغاني الفنانة الراحلة داليدا في قاعة إيوارت العريقة داخل المركز الثقافي بالجامعة الأمريكية بالتحرير، والتي سبق ووقفت عليها كوكب الشرق أم كلثوم، والحفل بمصاحبة أوركسترا من عازفات سيدات فقط، حتى المايسترو أو قائدة الأوركسترا فنانة من ألمانيا وهي تجربة جديدة والأولى من نوعها في مصر بحضور العديد من الشخصيات البارزة، كما شاركت مؤخرا في حفل للغرفة التجارية الفرنسية بمصر بأوبرا الإسكندرية على مسرح سيد درويش بحضور القنصل الفرنسي والأمير عباس حلمي والعديد من الحضور.
وأنا عضو بالهيئة الفنية لمسابقة MAWOMA وهي مسابقة دولية لقادة الفرق الموسيقية الشباب الذين يتشاركون مع راديو فرنسا، وكان من دواعي سروري أن أغني بعض أغاني أوبرا الميزو برفقة orchestreselene وأدارتها الرائعة فانيسا بينيلي موسيل، وكان شرفًا لي أن أغني إلى جانب عازف التشيلو الدولي الفرنسي هنري ديماركيت الذي تم تعيينه مديرًا فنيًا للمسابقة، أنا أيضًا متحمسة جدًا لكوني سفيرًا لـmawoma وأتطلع إلى العمل عن كثب مع مؤسسها كليمنس جيراند وهنري لتشجيع قادة الفرق الموسيقية الشباب (إناثًا وذكورًا) من جميع أنحاء العالم ولكن تحديدًا من الشرق الأوسط ومصر للمشاركة.
اقرأ ايضاً: كلمتنا تحاور «منال رستم» أول امرأة مصرية تصل إلى قمة جبل إيفريست