كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| محاربة الشائعات واجب

كل يوم والتاني يطلع علينا خبر بالكدب أو مجموعة أخبار مزيفة بتنتشر بشكل سريع بين الناس ويفضل ينتقل من شخص للتاني فاكرين أنها حقيقة.. وكل واحد فاكر أنه هيبقى ترند ويتصدر الأحداث.. ينقل ايه أو يفكر بيروج لايه مش مهم.. المهم أنه ياخد السبق الصحفي.

الغريب أن دايما بتكون الأخبار دي شيقة ومثيرة لفضول المجتمع ولكنها في العادة مالهاش أي مصدر موثوق أو دليل على صحتها ودا اللي بنسميه مرض اختلاق ونشر الإشاعات.

لازم نعرف أن الإشاعة كدبة بيصنعها عدو جبان حاقد ويقوم بنشرها ساذج جاهل وياريت تفضل زي ما ابتدت، لكن بمجرد ما بتوصل لحد معندهوش أخلاق ولا دين يقوم يكبرها ويحط لمساته وتفضل تتنقل من هنا لهناك وتكبر زي كرة التلج لحد ما تدمر حياة إنسان أو تهدد مصير وطن.

ودا ليه؟
لأنها بتبقى أشد من أي مرض فتاك و أخطر من أقوي سلاح مدمر وخطرها مايقلش عن خطر الإرهاب..
ياما بسببها انزعج أبرياء، وبسببها وقع ظلم واتهام لناس بريئة وفرقت بين أحبة، واتهدمت بسببها أسر وخربت بيوت كانت عمرانة، وكتير كانت سبب لانقطاع علاقات وصداقات المفروض كانت قوية، وكل دا بسبب إشاعة نقلها شوية ناس معندهاش أخلاق ولا دين غرضهم نهش خلايا المجتمع المترابط من جهات مشبوهة ومش معروف مصدرها الغرض منها ضرب الأمن والآمان و أحوال البلد..

وكل دا بيكبر مع تشويه الحقايق، والتخاذل في اخد رد حاسم عليها وانتشار الخوف في قلوب الضعفاء والقلق في عقول الأقوياء، وهنا هيحصل اختلال للموازين في تصديق وتكذيب الأخبار تكون نتيجتها انعدام الثقة والمصداقية، ودا طبعا هتكون نتيجته تفريق صف الأمة وإثارة الخلافات بين أفرادها وتكون النتيجة خساير لشركات ومؤسسات وفقدان الثقة بين الشعوب والحكومات وطبعا هيمتد لدول ومجتمعات.

لازم نعرف أن الكلمة مسئولية.. خصوصا في زمان الانفتاح الإعلامي، وثورة التواصل الاجتماعي، وسرعة انتقال الأخبار، وانتشار الأقوال كل دا بيتضافر مع خراب الذمم، وعدم الثقافة وخداع الصور، والفتن، والأحوال الاقتصادية الصعبة ووجود وقت الفراغ والتباس الأمور، وانتشار الكذب، والفجر في الخصومات، طبعا مع عدم وجود أخلاق تمنع ودا اللي بيزود مسؤولية نقل الأخبار ونشر الأقوال.

فمع تطور الحضارات و التطور التكنولوجي والمعلوماتي ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بقت الشائعات واحدة من أدوات حروب الجيل الرابع اللي بيستخدومها لإحداث فتنة ونشر روح اليأس والإحباط بين المواطنين، وإضعاف روحهم المعنوية، وإفقادهم الثقة في مؤسسات الدولة، ودا بيحصل مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي واللي للأسف بقت بيئة خصبة لماكينة تفريغ الشائعات ودا بتحقيقها الانتشار الهائل في مدة زمنية قصيرة وللأسف حوالي 95% من المعلومات اللي بيتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بتكون مش صحيحة.

لازم ياجماعة نحارب الإشاعات، وكل واحد يبدأ بنفسه ومايبقاش أداة لهدم أي كيان سوا كان شخص أو أسرة أو المجتمع، ونتعلم أن حكمنا على شخص أو موضوع ميكونش من مجرد كلمات سمعناها لكن يكون بدراسة الدوافع وراء كلمات الشخص اللي صدر الحكم، جميع الأديان السماوية بتحرم الشائعات..
القرآن الكريم بيقول
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (الحجرات 6)
والكتاب المقدس يقول “تَقْبَلْ خَبَرًا كَاذِبًا، وَلاَ تَضَعْ يَدَكَ مَعَ الْمُنَافِقِ لِتَكُونَ شَاهِدَ ظُلْمٍ. لاَ تَتْبَعِ الْكَثِيرِينَ إِلَى فِعْلِ الشَّرِّ، وَلاَ تُجِبْ فِي دَعْوَى مَائِلًا وَرَاءَ الْكَثِيرِينَ لِلتَّحْرِيفِ” سفر الخروج 23: 1

كمان لازم تضافر جهود المؤسسات الدينية والثقافية والإعلامية والتعليمية لتهذيب النفوس، وغرس القيم والمبادئ الدينية، والتوعية بمخاطر الشائعات، وتفعيل القانون، والضرب بأيد من حديد على مروجين الشائعات.

ومن الآخر كدا لازم نحارب الشائعات ونتكاتف مع بعض ونكون أيد واحدة، والله دا لصالحنا دنيا وآخرة.
مش كدا ولا اييييييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى