كاتب ومقال

كابوسك الخاص

محمد عرجاوي:

ما هوكابوسك الخاص ؟

لا تندهش من السؤال، فلكل منا كابوسه الخاص، ذلك الكابوس الذي يعيش المرء عمره كله يهرب منه، وربما كان يفعل كل شئ يفعله في حياته فقط ليهرب من ذلك الكابوس. ولأهمية الموضوع دعني أكرر السؤال الذي طرحته في البداية وهو: ما هوأسوأ كوابيسك ؟

أرى من يجيب في قرارة نفسه أن الفقر هوأبشع كوابيسه. وأرى من يجيب أن المرض أو  السمنة أو زوال نعمة ما هوأبشع كوابيسه. حسنٌ، هذه كوابيس طبيعية جداً ويمكن إعتبارها كوابيساً عامة ومشتركة بين أغلب البشر. ولكن هذا ليس ما أسأل عنه. أسألك ببساطة عن كابوسك الخاص، ذلك الكابوس الشخصي جداً الذي قد لايزعج إنساناً غيرك. انه الشيء الذي يجعلك في قمة الحرج إن حدث في عالم الواقع وستتمنى وقتها أن تنشق الأرض حرفيا لتبتلعك.

إن معظمنا يؤمن أن يوم الدين ستكون هناك فضائح وستعلَن الذنوب علناً لتشهدها البشرية جمعاء. السؤال هوإن أتيح لك أن تحذف فضيحة واحدة فماذا كنت ستحذف؟

والآن بعد أن فهمت بالضبط ما أعنيه بمصطلح ( كابوسك الخاص ) إسأل نفسك، هل هناك ولوشخص واحد في هذا العالم أنت مستعد لتصارحه بهذا الكابوس؟ إن كانت الإجابة بنعم فصدقني انك تحب هذا الشخص حقاً.

إذاً هناك أمكانية أن تصارح أحداً بكابوسك الخاص ، لذا على الاقل يمكنك أن تصارح به نفسك مطمئناً. أن تتصالح مع نفسك خير لك من أن تفر من ذاتك وحقيقتك.

الكابوس الخاص غالباً ما يكون له علاقة بحكم الناس على الشخص صاحب هذا الكابوس. فيظل عمره يخشى من أن يكتشف الناس فيه عيباً أو نقصاً ما لا لخوفه من هذا العيب وإنما خوفاً من حكم الناس و ألسنتهم ونظراتهم المعبرة عن الإستهزاء أو الشفقة. اسأل نفسك؛ لماذا كل هذا الاهتمام برأي الناس؟ ماذا قدموا لك؟ ومنذ متى كان لرأيهم عندك هذا الوزن أو القيمة في الأمور التي تفخر أنت بها؟

اذا وضعت رأي الناس في موضعه وقدرته وقدره ولم تعطه اكثر من حجمه، فلن يكون لديك كابوس خاص، لن ترى كابوسك في المنام بعد هذه الخطوة. لذا انصحك بأن تتصالح مع نفسك، مع عيوبك ونواقصك فأنت بشر ولست ملاكاً ولا نبياً مرسلاً. وإن كان بك نقيصة ما فاعلم أن منتقديك بهم عشرات النواقص، وانهم ما انتقدوك إلا لينسوا نواقصهم هم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى