كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| متيجو نسمع بعض

من عتمة الليل النهار راجع
ومهما طال الليل بيجي نهار
مهما تكون فيه عتمة ومواجع
العتمة سور يجي النهار تنهار
وضهرنا ينقام

عمنا سيد حجاب لخص حل للمشكلة اللي هتكلم فيها انهاردة، وهي ظاهرة للأسف انتشرت اوي في الفترة الأخيرة ومحدش ينكر أنها بتزيد، الهروب إلى الموت أو الانتحار يوم بعد يوم بنلاقي أن النسبة بترتفع، وكأن حوادث الانتحار بقت عدوى منتشرة أو حاجة كدا شبه كرات الثلج بتكبر مع الأيام.

وزي ما احنا عارفين أن أقصر طريق لحل المشاكل هو المواجهة والوضوح، صحيح أن المواجهة قاسية لكنها أرحم من الهروب وأكيد الوضوح مؤلم بس مش أحسن برضه وكمان ضرره أقل من التجاهل، وصدق اللي قال اعرف عدوك ماهو لما نعرف ايه المشكلة هندور لها على حلول وعلاج ونفضل وراها لحد ما نحلها.

كلنا عارفين أن أكبر غريزة عند أي كائن هي غريزة الحياة والبقاء، طيب بالعقل كدا ايه اللي يوصل إنسان أنه يهد الكلام دا كله ويكره حياته ويعجل بموته، ودا لأنه عايز يهرب لأنه خلاص مابقاش قادر على مواجهة ظروفه ولا قادر على الوقوف أدام مشكلته ولا عارف يلاقي حلول ليها.

وفي الأغلب بيكون دا حصل نتيجة رد فعل مأساوي لمواقف الحياة الصعبة المجهدة ولو دورنا على سببها هنشوف أن مافيش سبب واحد ورا محاولة أي شخص للانتحار، ولكن فيه عوامل بتزود من نسبة خطر محاولتة للانتحار طبعا أولهم الاكتئاب دا عامل الخطر الرئيسي للانتحار وكمان فيه أسباب تانية زي الاضطرابات النفسية، والعقلية، كمان هتلاقي المشاكل الأسرية اللي هي واحدة من أهم أسباب الانتحار في مجتمعنا، طبعا طول مافيه تفكك أسري، وشعور الأبناء أن فيه فجوة بينهم وبين الأب والأم فيدفعهم للتخلص من حياتهم.

وكمان تكرار المشاكل بين الزوج وزوجته ممكن يدفع حد منهم للاحباط والشعور بفقدان الأمل في تغير الآخر فيقدم على الانتحار، دا غير المشكلة الاقتصادية والوصول لمرحلة العجز زي مااحنا كلنا عارفين أن الاقتصاد مرتبط بعلاقة عكسية بزيادة معدلات الجريمة والانتحار.

انا مش هتكلم عن نقطة الكل اتكلم عنها وهي البعد عن الدين لأن ببساطة هي اولا معروفة واتقتلت بحث، وتاني حاجة أن فيه أوقات بيحصل ضغط على الشخص بتخرجه من توازنه النفسي والعقلي وبتخليه كل اللي يفكر أنه يضر نفسه ويهرب من مصدر تعبه والمه ويكون عن طريق انتحاره، وطبعا هنا فقد العقل اللي ربنا ميزه به وبيتحاسب على أساسه وعند النقطة دي بالذات هقف لأني لا مؤهل أني افتي وأقول أصله بعد عن دينه وحسابه كذا وكذا ولكن الرأي هنا هيكون لأهل العلم وفوقهم علم علام ظواهر وبواطن الأمور.

عايز بس أوصل لكم معلومة عرفتها وهي أن اغلب الأوقات محاولات الانتحار بيبقى فيها شوية من التناقض بمعنى ايه؟، بمعنى أن ممكن الرغبة في الموت والتهديد به تكون صرخةً لطلب المُساعَدة، المساعدة في القضايا اللي بتتضمن أفكارً انتحارية وسوء معاملة أو إيذاء النفس، وهي مجموعة عوامل تم تلخيصها بأنها ممكن تدفع أي شخص إلى حدود الانتحار.

ومن هنا لازم نساعد في منع الانتحار وتدعم اللي بيعانوا من مشاكل نفسية، ويتم بالتواصل السريع مع الحالات المستعجلة واللي بتتطلب تدخل ومساعدة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كمان توفير الدعم العلاجي من خلال المجتمع والتحفيز، وكمان معرفة جوانب كل مشكلة والتركيز على نقاط القوة اللي عند صاحب الحالة والتأكد من علاجه بالأدوية اللي هتقلل النزعة الانتحارية له وتُخليه يحس بالراحة.

وكمان لازم يتم سماع مشاكل المراهقين ونخلق وعي بالموضوع ونقدم إجراءات وقائية للحد من الانتحار، صدقوني هتفرق كتير جدا لو قدرنا على مساعدة الآخرين وعلي الأقل لو ما قدرناش نساعدهم ما نضرهمش، ودا بمحاولة أننا نزرع فيهم روح الأمل بكل وسيلة ممكنة ونحاول نوصل لهم أن الفشلَ أولُ طريقِ النجاح، وأن البلاءَ مفتاحُ الفرج.
وخلي دايما قصاد عنينا الآية دي..
{ومَن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً} [آية 32 سورة المائدة] مش كدا ولا اييييييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى