كاتب ومقال

أصل الأسطورة| فرانكنشتاين

عرفناه من خلال أفلام الرعب والخيال العلمي، ولكن هل سألتم من قبل عن أصل تلك الأسطورة، لقد استوحت “ماري شيلي” الشخصية من خلال تجارب جنونية

فعندما كانت رضيعه؛ ماتت أمها الكاتبة والمدافعة عن الحريات النسائية “ماري ولستونكرافت” بعد 11 يوم من ولادتها وبعدها تزوج أبيها الكاتب والفيلسوف “وليم غودون” من جارته الأرملة.

كانت تلك الأرملة تعامل “ماري” بأسوب حاد وقد لقبتها بالمسخ، الحسنة الوحيدة في طفولتها تجسدت في حرص أبيها على تعليمها وتثقيفها على أحسن وجه وبالطبع ذلك كان يزعج زوجة الأب للغاية.

في سن المراهقة عشقت “ماري” شاب متزوج هو الشاعر “بيرسي شيلي”، ولكن كانت علاقتهما مرفوضه من قبل المجتمع “الإنجليزي” المحافظ آنذاك، ولكنهما هربا سويًا إلى “فرنسا” وعندما علمت الزوجه ما حدث انتحرت.

في “فرنسا” تزوجت “ماري” بحبيبها وأنجبت منه أربعة أطفال لم يعش منهم سوى صبي واحد وعلى الرغم من محاولاتها في إنقاذ أطفالها الثلاثة من الموت إلا انها قد فشلت، وفي عام 1816 في يوم ماطر وبارد؛ رأت “ماري” كابوسًا أفزعها.

كانت برفقة زوجها في عطلة “بسويسرا” في ضيافة صديقهم الشاعر الإنجليزي “بايرون”، وبسبب سوء الطقس؛ مكثت داخل منزله وانهكها النعاس وبعد أن أغمضت عينيها، شاهدت شاب شاحب الوجه جالسًا على مقعد وأمامه طاولة ضخمة وعلى تلك الطاولة مسخ

وعلى الجدار معلق لوحة بيضاء بداخلها رسم لذلك المسخ، بعد ثوات بدأت تسمع صوت ولاحظت أن الحياة بدأت تدب شيئا فشيئًا عندما بدأ الشاب بصعقة بقوة كهربائية هائلة عن طريق أسلاك كانت موصوله في جسده.

وعندما استيقظت استلهمت فكرة الكابوس وصنعت تلك الشخصية وبدأت تيحث عن فكرة تشابه أحداث كابوسها والعجيب أنها قد حدثت في الواقع.

في عام 1673م، داخل قلعة بالقرب من مدينة “دارمشتات” الألمانية، قام العالم “يوهان كونراد ديبيل” بإجراء تجارب بشرية في غاية الغرابه ولكن قبل أن أحكي لكم عن تلك التجارب سوف أخبركم عن ذلك العالم

لقب عائلته “فرانكنشتاين” قد أدعى النبوة وأنه أتى ليخلص البشر من البؤس، كان محب للكمياء ولسحر وقد ادعى أنه صنع إكسير له نفس خواص “إكسير الحياة”، أي أنه يطيل العر ويجدد الشباب.

بالطبع اتهمه الجميع بالجنون، الأعجب هي طريقة صنع الإكسير؛ فقد صنع من دماء، وأعماء وعظام وأجزاء من جيف الحيوانات الميته مزجت بعناية داخل وعاء معندني كبير أشبه بذلك الذي كانت ساحرات العصور الوسطى تستدخمه في تحضير الوصفات السحرية.

ثم أضاف إلى كل ذلك المواد الكميائية، العجيب انه قد نجح في تسويق سائله الخارق، وقد باعه إلى نبيل “ألماني” عجوز بعد أن قاله له انه سيحيا بعمر مديد قد يصل إلى 135 عام، لكن المسكين لم يعش سوى سنوات قليلة وكان في كل ليلة يشرب السائل العجيب.

بعد ذلك بدأ “فرانكنشتاين” استخدام الجثث البشرية وحاول في إحداها نقل الروح من جثة إلى أخرى كما حاول إعادة أحياء بعض الموتى عن طريق تمرير التيار الكهربائي في أجسادهم عن طريق تشييد برج ضخم شاهق، من أجل اقتناص شحنات الصواعق الكهربائية.

وكلما أتت العواصف الرعدية كان يرقص فرحًا وسط جثث الموتى التي كانت تحيط به في كل مكان وتلك القوارير الملونة بمواد كميائية غريبة، ولكن في كل مرة كان يفشل في تجربته، وعندما سمع القرويون البسطاء بتلك التجارب سيطر عليهم الهلع.

فبدأوا يحتشدون أمام القلعة في عام 1734 ويطالبون “يوهان” بالرحيل؛ خوفًا من تلك التجارب الشيطانية وعلى الرغم من ذلك لم ينصت لهم وعندما اقتحموا القلعة عثروا عليه ميتًا داخل مختبره والعجيب أن هناك كانت أثار لأقدماء ملطخة بالدماء تتجه للخارج.

فاعتقدوا أن أحد ما قد تسلسل وقام بقتله ولكن البعض أصبح لديهم أفكار تثير الفزع، فقد اعتقدوا أن أحد التجارب قد استطاعت النهوض وبعدها قام بقتله ثم فر هاربًا وبعدها بدأوا يبحثون حول القلعة عن أي مسخ.

ولكنهم في النهاية لم يعثورا على شيء ولذلك رجحوا أن غريب قد تسلل وقتله، استلهمت “ماري” ما حدث وكتبته في كتابها الأشهر “فرانكنشتاين” وعلى الرغم من نجاح كتابها الا إنها ماتت وهي تعاني من الاكتئاب بسبب وفاة حبيبها غرقاً ومن الفقر.

وفي عام 1780 قام العالم الإيطالي “ليوجي جالفاني” بتجارب، فبعد أن أحضر ضفدعة ميتة مرر داخل جسدها تيارا كهربائيًا وعندها لاحظ حدوث حركة وارتجاف في أطرافها عند صعقها بالكهرباء.

وفي عام 1791م، قام ابن أخته “جيوفاتي إلديني” بإجراء تجربه على جثة بشرية ولكنه تحدى الجميع وقام بإجراء التجربة في ساحات “لندن” وسط حضور جمهور هائل، وقام بريط أسلاكه الكهربائية بـ جسد الجثة التي تعود لمجرم تم إعدامه شنقا.

فقد مرر مقدار 120 فولت إلى الجسد وما حدث بعد ذلك كانت صرخات من الرعب والتعجب، بعد أن أفتحت الجثة عنيها وأخذت تحدق في وجه “جيوفاتي” وأخذت تنقبض ملامحها وكما أنها تتألم وعندها زاد “جيوفاتي” من شدة التيار الكهربائي وبدأت الجثة ترتعد وتتخبط؛ حتى ظن الجمهور بأنها ستعود للحياة.

تجربة “جيوفاتي” حدثت قبل سنوات من ولادة “ماري شيلي” ولا بد أن تلك التجربة المثيرة وما رافقها من إشاعات حول قدرت الكهرباء الخرافية كان سبب في تكوين أحداث كتابها ومزجتها مع حكاية العالم “الألماني”

وقد تحولت الشخصية للعديد من الأفلام من أشهرها:

Van Helsing عام 2009
frankenweenie عام 2012
I, frankenstain عام 2014
Frankulstein عام 2015

بقلم:
أحمد الرفاعي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى