كاتب ومقال

كلمة ورد غطاها| روح أكتوبر

في كل عام عندما يهل علينا شهر أكتوبر أتذكر ويتذكر جيلى كيف كنا في سنوات الطفولة الأولى نعيش في أجواء الحرب و الانتصارات، الاحتفالات والاعمال الدرامية التي كنا ننتظرها من العام للعامن أفلام مثل “بدور” و”الرصاصة لا تزال في جيبى” و”العمر لحظة”، حتى الأفلام السينمائية التي كانت تتعرض لموضوعات الجاسوسية خلال تلك الفترة وحولها مثل “الصعود الى الهاوية” والمسلسلات التليفزيونية مثل “دموع في عيون وقحة”.

طابور الصباح في المدارس والأغانى الحماسية مثل “الله اكبر” و”حلوة بلادى السمرة” أو أغانى ما بعد الحرب مثل “النجمة مالت على القمر”، بالإضافة الى بعض البرامج التليفزيونية والمقالات الصحفية عن بطولات الجنود و منهم عبد العاطى صائد الدبابات الذى استطاع تدمير 27 دبابة بمفرده وعلى مسافة قريبة جدا.

في فترة تالية شاهدنا حلقات تليفزيونية مسجلة مع ابطال حرب أكتوبر المجيدة وعرفنا عن خطة الخداع الاستراتيجي الكبرى والتي جعلت العدو في حالة استرخاء تامة من اليقين بأن مصر لن تحارب لأنها لا تستطيع.

أتذكر منذ سنوات قليلة أن شاهدت برنامجا قديما لمذيع أمريكى يقف أمام خط بارليف يتحدث بأن هذا الخط لا يمكن تدميره وأن وجوده هام و ضرورى لإسرائيل ولمصر وللسلام العالمى، أتذكر كم شعرت بغصة واختناق ما لبثت أن انتبهت بعدها إلى أن الحرب قد انتهت منذ سنوات وتم تدمير هذا الخط واختراقه وتحقيق العبور العظيم وكيف أيضا كشر النظريات الحربية وأسطورة الجندى الإسرائيلى الذى لا يقهر على أيدى الرجال من أبناء بلدى.

منذ عدة سنوات جمعنى لقاء بأحد أبطال تلك الحرب والذى أشار إلى أن الحرب كانت أسهل كثيرا من التدريب المكثف الذي سبقها، بالإضافة إلى التخطيط الفائق والمناورات العسكرية والسياسة أيضا.

بسالة المقاتل المصرى و سلاح الطيران والضربات الجوية و باقى الافرع و الأسلحة المختلفة، تكاتف الشعب المصرى و العربى كله، منظومة تعاون وقتال تقول أن المصريين والعرب يستطيعون أن أرادوا.

واليوم وفي الذكرى الخمسون لهذه الحرب المجيدة أرى أننا نحتاج إلى استلهام روح أكتوبر وأن نركز على هذا الأمر كما لم نفعل من قبل، فالأصل هو الجندى المصرى ويجب علينا أن نستمر في الايمان بقدراتنا وإمكانياتنا وتننا نستطيع دائمان لا يجب أن ننساق وراء أى محاولات تهدف إلى الاقلال من ايماننا بأنفسنا ولا أن نتاثر بمحاولات الآخر لاظهار نفسه بمظهر القوى الذى لايقهر.

لايجب أن نترك تلك الحملات تؤثر علينا ولا أن نترجمها إلى مشاعر احباط ويأس تنتقل بعد ذلك وتنعكس على سلوكياتنا وتفاعلنا مع بعضنا البعض ومع العالم المحيط، يجب دائما أن نؤمن بقدراتنا ونؤمن بأن يد الله معنا ما دمنا نسعى إلى الخير والنماء، يجب أن نتبنى حملة “اعرف نفسك.. أنت مصري” لكى نعود مرة أخرى إلى أعلى درجات الثقة والعمل، الثقة بالله وفي الله وفي أنفسنا، والعمل الجاد والدؤوب المخلوط بإيماننا بأننا دائما نستطيع.
تحيا مصر

بقلم
المهندس زياد عبد التواب

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى