في عيد الطفولة كيف تصبح صديقًا لطفلك؟.. خبراء يجيبون
في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة ينشغل الآباء والأمهات بتوفير احتياجات الأبناء وتلبية متطلبات الحياة التي تزيد يوماً بعد الآخر، ووسط ذلك يغفل الآباء أن تحديات تربية الأبناء لم تعد كما مضى، ولا تستطيع الأم وحدها تحمل عبأ تنشئة أطفال أسوياء خاصة وأنها أصبحت تعمل هي الأخرى لسد احتياجات الأسرة، والسؤال الآن هو ما تأثير ذلك على الأجيال القادمة؟ وكيف تصبح صديقاً لطفلك وليس مجرد ممول لاحتياجاته؟
يجيب الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي قائلًا إن الأب في الوقت الحالي أهمل دوره وذلك نتيجة الضغوط الحياتية من حولنا فأصبح همه جمع المال، وذلك بدأ منذ السبعينات من القرن الماضي وبدأ يزداد تدريجيا حتى الآن، ويبدأ دور الأب مع الطفل في النصف الثاني لعامه الثاني حيث يبدأ الابن في التقرب من والده والتعلق به، وكذلك الابنة تتقرب من والدتها وتتعلق بها، ولكن عندما يكون الأب غائبا يفتقد الابن هذه العاطفة ويدفعه ذلك أما للتنمر على زملائه أو العكس ويشعر بالدونية لعدم وجود والده بجانبه، أو حتى أن والده موجود لكن يهمله وهذه هي البؤرة والثغرة التي تظهر منها الأمراض النفسية والاضطرابات السلوكية أو الجنسية بسبب غياب الاحتواء.
ويضيف أن غياب الأب وإهماله في القيام بدوره قد يدفع الأبناء للكذب والإدمان، وأغلب الأمراض النفسية سببها بعد الوالد عن أبنائه.
ويكمل أنه لا يوجد مبرر أو حجة لغياب الأب، وحتى إذا اضطرت ظروف العمل الأب للغياب كثيرا فبالتعاون مع الأم والتنسيق بينهما يستطيع القيام بدوره أثناء غيابه من خلالها، ويوضح أنه يجب تخصيص يوم تجتمع فيه الأسرة على الأقل لمدة ساعة لحكي ما دار طوال الأسبوع، ثم تبادل أطراف الحديث والقراءة سويا حتى الذهاب للنوم.
ويوضح الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي كيف يمكن أن يستفيد الآباء من الثورة التكنولوجية في التغلب على اضطرارهم للعمل لساعات طويلة خارج المنزل وبالتالي عدم قيامهم بدورهم في التربية والتوجيه، ويضيف أن الإغلاق وما تعرضت له البلدان عقب تفشي فيروس كورونا هو خير دليل علي ذلك فالجميع بدأ في العمل من المنزل والتواصل مع الأصدقاء والأهل والزملاء عبر شبكة الانترنت لذا فحتى أثناء العمل يستطيع الأب أن يكون على تواصل دائم مع الأبناء عبر هذه القنوات الحديثة.
ويكمل أن طبيعة الأسرة مع التغيرات التكنولوجية تغيرت مما انعكس على علاقة الأهل بالأبناء وخلال اليوم قد لا يلتقي الأب بأبنائه نتيجة انشغالهم بأصدقائهم وانغماسه في العمل لساعات طويلة لتلبية احتياجات الأسرة مما ترتب عليه غياب التعامل والتفاعل، ولا بد أن يستفيد الآباء من التطورات التكنولوجية ليكونوا على تواصل دائم مع الأطفال ولا نستطيع أن نقول أن هذا النمط من التواصل ضعيف، بل هو فقط مختلف ونتيجة تغير الأوضاع فرض هذا النمط والنظام الجديد نفسه، وحاليا 60% من الشعب المصري يعمل في أكثر من وظيفة لتوفير المادة ووسائل التواصل حققت لهم منصة ليكونوا على مقربة من أبنائهم بسهولة وأن يحتفظوا بعلاقات قوية معهم.
اقرأ ايضاً: عيد الطفولة.. احتفال اليوم بقادة المستقبل