كبسولة عم فؤاد| الفاضي يعمل قاضي
عارفين المثل اللي بيقول الفاضي يعمل قاضىي؟، اهو دا حال الأغلبية دلوقتي فمع كل حدث أو مصيبة أو موضوع نبص نلاقي اتوجد من فراغ خبراء مستعدين أنهم يحكوا ويفتوا ويحكموا كمان..
والفاضي هنا مش بس بمعني اللي عنده وقت فراغ كبير لكن كمان له معنى تاني وهو الفاضي من جواه معندوش هدف في الحياة عشان تعمل لها قيمة، وعموما الاتنين هيأدوا لنفس النتيجة لأن اللي ما يعرفش يستثمر وقته كويس أكيد حياته هتتملي بكل اللي يضر واللي معندوش هدف لحياته مش من المستغرب تلاقيه انشغل بحكمة على حياة غيره ظن منه أنه بكدا بيعمل لحياته معنى ويكسبها أهمية..
يعني السبب الرئيسي هو الفراغ اللي اداهم الحق في الحكم على نوايا الناس مش بس على ظواهر الأمور فبقوا محللين نفسيين بيقرأوا بواطن الأمور ويحللوا ويستنتجوا اللي عايزين يستنتجوه وبعدين يجي دور إطلاق الأحكام بناء على اللي شافوه هما بوجهة نظرهم..
والغريبة بقى تلاقي أن اللي بيحكم على غيره بيحكم كدا بكل سهولة من غير فهم وجهل ببواطن الأمور، وهنا بقى بيقع خطر كبير وهو السقوط في حاجة بيسميها علم النفس “الإسقاط” ودا بيحصل لما بيشوف أخطاؤه وبتعمل له ضغط نفسي لكنه بيحاول أنه يهرب منه فبيعمل ايه؟
يجري ويروح ينسبها لغيره ويحسس نفسه بأن ذنبه أقل ومع كل الكلام دا يجي السؤال، هو ليه نحكم على نوايا الناس ودي حاجة مش من حقنا ولا حتى مؤهلين ليها؟، والسؤال الأهم هو أنت أساسا بتحكم بأي صفة؟، ياأخي هو أنت مش عارف أن أكيد حكمك مش هيكون عادل وأنه أكيد هيأذيهم..
ومش احسن لك بدل ماتشغل نفسك بغيرك وبحياتهم وتحكم عليهم روح اشغل نفسك بنفسك، وخلي عينك بدل ماتبص على غيرك تبص على نفسك وتشوفها وتقيمها شوف حياتك إنت.. اشغلها باللي يفيدك حاول تشغل نفسك باللي يفيد
ربي نفسك يا أخي الأول وقتها بس هتفهم أنك مش كامل أجري شوف أنت ناقصك ايه.. وايه عيوبك؟، وهتعرف أن الأجدر بيك بدل ماتبص وتحكم على غيرك احكم على نفسك الأول وبعدين تبقى تبص لغيرك مش عشان تحاكمهم لكن عشان تساعدهم على تصحيح أخطائهم، ولاد البلد بيقولوا دوق ملحك بمعني بص لنفسك الأول قبل ماتبص لغيرك.
الأديان السماوية كلها بتأمرنا بكدا
الرسول الكريم صل الله عليه وسلم قال «منْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ، تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ»
الكتاب المقدس بيقول
«يَامُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ!» (متى7: 5).
وفي الآخر اقول لكم نصيحة لوجه الله ياريت كل واحد مننا يخلي مناخيره في وشه هو وبلاش يدفسها في حياة غيره ويعين نفسه قاضي عليه، ماهو لازم نعرف أن زي ماهنكون قضاة على غيرنا هنلاقي برضه قضاة علينا، فياريت بقى نربي نفسنا الأول بدل ما نربي غيرنا.
مش كدا ولا اييييييييه؟