كبسولة عم فؤاد| في ذكرى العراب
المثل بيقول اللي حبه ربه يحبب فيه خلقه عشان كدا مش دايمًا البعيد عن العين بعيد عن القلب، فيه ناس لما بتبعد عنها من حبك ليها بتحس بقربها أكتر ماهي قريبة من روحك فمش هتحس بفقدانها بالعكس مش بتحس أنها موجودة وبس لكن حاسس أنك هتشوفها كمان شوية في أي لحظة، ومن الناس دي العراب أحمد خالد توفيق..
العراب كان عبقري كان يقدر بكل سهولة أنه يحبه الشباب من كل أعمارهم ونجح في أنه زي ما سكن في قلوبهم قدر يملى عقولهم ويحببهم في حاجة كانت بعيدة عنهم وهي القراءة، في الفترة دي كان الشباب بدأ يهرب من القراءة لأنها للأسف كانت بتخاطب حاجات بعيدة عنهم وماكنوش لاقيين فيها نفسهم ولا تفكيرهم..
جه هو في الوقت دا وبعبقريته قدر ياخد بأيدهم ويفتح لهم أبواب خفيفة ولطيفة وتكون جاذب ليهم عشان يقدروا يمسكوا كتاب، بعبقريته عرف أن الشباب وقتها مايلة لأفلام الرعب والخيال العلمي فابتدى من الطريق دا وهو أدب الرعب والحق يقال هو رائد هذا النوع من الأدب في العالم العربي..
قدر يحول اهتمامهم من الشاشة لكتيب صغير يشدهم ووظف معلومات كتيرة جوا العمل ذاته من غير إخلال بسياق العمل وكل دا كان مستغل فيه خفة دمه عشان يجذبهم أكتر وأكتر، وبكدا لقى البوابة اللي هيدخل بيها للشباب عشان يشدهم للقراءة..
فكان جمهوره الأول من الشباب من كل أنحاء الوطن العربي لحد ما لقب بأديب الشباب الأول في الوطن العربي ف اعتبروه الأب الروحي ليهم ولكتير من الأدباء الشبان، أسلوبه المميز وكلماته البسيطة كانت جملة افتح يا سمسم السحرية اللي دخل بيها لعقل وقلب القارئ الشاب..
الله يرحمه كان راجل كبير بقلب شاب بيفهم الشباب ويعبر عنهم وعن مشاكلهم من غير أي خجل، أول كاتب ما رماش اللوم على الشباب في جميع المشاكل لكن اتكلم هو عن مشاكلهم، وكان كلامه عبارة عن صرخات الشباب العاجزين عن التعبير عنها فكان هو صوتهم وقلمهم فألتفوا حوله وعشان كدا هما بنفسهم لقبوه بالعراب..
رحم الله من كتب علي قبره «جعل الشباب يقرأون»، واللي بموته فقدت الثقافة المصرية والعربية روائي عظيم أثرى الحياة الثقافية في مصر والوطن العربي، ولكنه زي ما قلنا قبل كدا موجود في قلوب كل قراءه ومريديه اللي كبروا دلوقتي وبيحاولوا يمشوا على خطواته واتعلموا منه وبيحاولوا يوصلوا رسالته للأجيال التانية، رحم الله العراب اللي لا يمكن ننساه عشان كدا مش دايما البعيد عن العين بعيد عن القلب.. مش كدا ولا اييييييييه؟