كاتب ومقال

كلمة ورد غطاها| طاقة القلش

لاشك في أن المصريين من أكثر شعوب الأرض ظرفا وخفة دم، السخرية والضحك والبشاشة تجري في شرايينهم مجرى الدم، هذا لا ينفى أن عددا آخر من شعوب العالم تتمتع بحس فكاهي رائع ولكنني أتحدث عن تجربة شخصية عبر السنوات كان لي الحظ في السفر وفي الاحتكاك بجنسيات مختلفة.

من أحد أكثر أساليب السخرية والفكاهة اضحاكا ما يطلق عليه “القلش” وهي كلمة لن تجدها في قواميس اللغة ولكنها تعني استخدام الألفاظ والتعبيرات المتشابه والتلاعب بها، أمر مشابه للقافية التي اشتهر بها المصريون أيضا وفي فترات قريبة كان لها نجوم يجتمعون على المقاهي على شكل فريقين ثم يبدأون بكلمة أو موضوع و هنا تبدأ المبارات فيما بينهما بإطلاق افيهات ضاحكة تحتوي حول موضوع ما.

لا يقتصر الأمر على الفكرة فقط فالأسلوب -أسلوب الإلقاء- قد يحول نكتة ظريفة إلى مأساة أن لم يتمكن قائلها من استخدام أدوات التعبير المناسبة والتي هي غالبا تتمحور حول لغة الجسد و طبقات الصوت، أتذكر في أحد الاجتماعات الهامة مع أطراف من دول أوروبية أن أطلقت نكتة بسيطة وهالني كم الانهيار ضحكا الذي أصاب الحضور لدرجة أن الاجتماع توقف لعشر دقائق ريثما استعاد الحضور وقارهم وانتهوا من مسح ما ذرفته الأعين من دموع أو تنظيف الملابس مما انسكب عليها من شراب.

سخرية المصريين ليست مرتبطة بالحالة المعنوية فليس صحيحا أن السخرية تكون في موضع الفرح فقط، فالكثير من الضحك يأتي في أكثر المواقف جدية والحقيقة أننا نستعين بالضحك لمواجهة سخافات الحياة ومواقفها شديدة الوطأة وصولا إلى مواقف الموت وما بها من هيبة.

تكمن الخطورة في أن البعض يستخدم السخرية لتمرير رسائل غاية في الخطورة والضرر، منها ما يحيل الإنسان إلى اليأس أو إلى الإحساس بالدونية وتواضع الحال والإمكانيات ويعلى من شأن آخرين بصورة كبيرة وغير حقيقية.

حاولت التدليل على أننا أكثر شعوب الأرض خفة للدم من خلال البحث على شبكة الإنترنت لكي يكون المقال مدعوما ببيانات مبنية على أي أساس علمي وهالني أن وجدت إحصائية يتيمة تشير إلى أن الدولة صاحبة المركز الأول هي البرازيل يليها إسبانيا ثم إيطاليا ثم تايلاند.

أتت المملكة المتحدة في المركز ال20 واتينا نحن في المركز الـ 21 وهو ما جعلني أعيد النظر في مصداقية أسلوب جمع البيانات وتحليلها فمن المؤكد أن من قاموا بهذه الإحصائية قد قابلوا قلة من ثقيلي الظل الذين يجب أن نبحث عنهم ونقوم بإسقاط الجنسية عنهم فورا.

بقلم
المهندس زياد عبد التواب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى