ترقب حذر على مدار نحو شهر كامل، للتوافق حول الحكومة الجديدة، والتي تعد الوزارة السابعة والعشرين بعد المائة في تاريخ مصر، والتي شهدت التغيير الأوسع، منذ تولي فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسًا للبلاد في يونيو 2014.
معتركات كثيرة مرت بمصر، وما تزال الأمواج العاصفة من كل مكان، جبهات متأجحة بالصراعات، وحروب تكاد تحرق الأخضر واليابس في المنطقة، ولكن تبقى مصر هو حلقة الوصل وملتقى العالم، لتأتي ترنيمة الفنان المبدع وديع الصافي، حين قال: «إذا مصر قالت نعم فاسمعهوها.. وإن أعلنت لاءها أيدوها».
ينظر المصريون إلى هذه الحكومة بالكثير من الأمل في العديد من الملفات، ولكن لا يمكن بحال أن نغض الطرف عن كوننا في واحدة من أكثر مناطق العالم تأزما، وكل هذا يلقي بظلاله على ملفات الاقتصاد والاستثمار والسياحة، كما يفرض على صانع القرار أولويات مختلفة بجانب الصحة والتعليم، اللذان يعدان ضمن ملفات السيد الرئيس في هذه المرحلى، وسط تحديات داخلية وإقليمية ودولية، يتصدرها ملفات الطاقة وتوفير مصادر مستقلة للعملة الصعبة.
على الناحية الأخرى لاقت حركة التغيير الوزاري الكبير ارتياحًا لدى الشارع، والذي يتطلع إلى حل للكثير من التحديات، وخلاصة القول تؤكد أنها لا أحد باق في كرسي، ولكن تظل دائمًا “السيرة أطول من العمر” أو بمثل صعيدي شهير “يا طالع.. افتكر وأنت نازل”، مفردات كثيرة تضمها جنبات القاموس المصري الأصيل، والذي ينبغي على كل صاحب تكليف أن يضعها دائمًا نصب عينيه.
التغيير الحالي شهد دمجًا لعدد من الوزارات، بجانب اختيار نائبين لرئيس مجلس الوزراء، حيث تم دمج وزارة التخطيط مع التعاون الدولي، كذلك دمج وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج مع وزارة الخارجية، ووزارة الصناعة والنقل في حقيبة وحدة، بجانب تسمية الفريق كامل الوزير نائبًا لرئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، والدكتور أشرف عبد الغفار، نائبًا للموارد البشرية، بجانب الحقائب الوزارية.
على طريق تملؤه الأشواك قد تكون هذه هي العلامة الأبرز في المرحلة الحالية، فكل وزير لديه مهام كبيرة وتحديات لا يستهان بها، ما بين الحرص على عودة استقرار مختلف المؤشرات، أو تحقيق النجاحات في خضم ما تشهده المنطقة برمتها من أحداث جسيمة، ليصبح التكليف مَهمة لا تشريفًا، بل جرس إنذار لتقديم نتائج ملموسة للشعب المصري، في أسرع وقت، وهذا ما عهدناه في السنوات الأخيرة التي نجحت القيادة السياسية في الجمهورية الجديدة في تحقيق منجزات حقيقية في مختلف الملفات، وما زلنا بحاجة لاستكمال هذه الرحلة والتغلب على ما يحدث حولنا من توترات تأكل الأخضر واليابس، لتبقى مصر سفير السلام الذي يحمل بيد السلاح ليحمي ويدافع، وبيد الأخرى يشيد ويبني، كما عهدنا هذا الوطن دائمًا.. تحيا مصر بشعبها الأصيل الذي يقف إلى جانب وطنه في كل اختبار ليثبت نقاء معدنه وأصالته التي لا تتكرر.