كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| اللي اختشوا ماتوا

اللي اختشوا ماتوا.. والله يا جماعة حاجة تحزن وتوجع القلب أننا بقينا عايشين في الوقت دا، اللي خلاص ضاع فيه الحياء بين الناس إلا من رحم ربي، كلنا عارفين أن رب العزة لما خلق الإنسان خلقه في أفضل وأحسن صورة له، وكمان أداله العقل اللي بيميزه بيه بين كل المخلوقات عشان يبقى يستعمله ويعرف بيه الصح والغلط واللي يقدر يختار من خلاله السلوك الأفضل، اللي يمشي عليه في حياته.

عارفين أول حاجة استعمل الإنسان فيها عقله ايه؟، اقولكم ايه دور على حاجة تستر بيه عورته تخيلوا، يعني هو عرف بفطرته أن الحياء خلق رفيع، ودا اللي كان موجود لحد وقت مش بعيد، وكان من الصفات المميزة في مجتمعاتنا العربية، وكل ما كان الشخص بيتصف بالحياء كانت بيزداد هيبة ووقار بين أهله وناسه.

ولما يكون في المرأة فدا بيدل على عفتها، وفي الراجل يدل على أخلاقه وغيرته ورجولته، زمان كانوا بيقولوا على الحياء أنه برقع وكان بيتوصف الشخص اللي معندهوش حياء بأنه خلع برقع الحياء، يعني خلع الحاجة اللي ستراه

والله ماهنشوف في الدنيا خير لو مافيش حياء مش هنشوف غير كل خزي ولا هنسمع غير ألفاظ يندي ليها الجبين بذمتكم مش دا اللي بيحصل دلوقتي، حتى المخدرات اللي بتغيب العقول مابقاش فيها لا خشا ولا حيا انتشرت بين الشباب اللي مابقاش يهتم بمعرفة اللي حواليه له بأنه بياخدها بأي شكل من أشكالها، دلوقتي بقت الشتيمة نوع من الدلع والمدح بين الناس تلاقي الواحد من دول ينده لصاحبه بشتيمة اللي هيرد عليه بابتسامة وشتيمة ألعن منها والشاطر اللي يغلب، بذمتكم دا يحصل ولا لأ؟

وكله كوم واللي بنشوفه دلوقتي في الفيديوهات الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي وأشهرها فيديوهات التيكتوك وكواي وغيرهم، بصراحة مش لاقي لها تسمية غير فيديوهات الفضيحة والإثارة، حاجة مقززة بمعنى الكلمة هما دول فعلا اللي خلعوا برقع الحياة، بنات وستات بترقص عراة أو شبه عراة في الشوارع وحتى في أوض النوم، بقى في منتهى السهولة أن أي حاجة تتعمل عشان الفلوس والشهرة.

وعشان كدا بقي الشباب أسرى ليها، وحتى كبار السن والمتجوزين وبكدا اترفع الحياء عن مجتمع كان عرض نساؤه في خانة الحرمات والممنوعات وبقى بيقبل بنشر مقاطع فيديو راقصة لهم، للأسف الشديد مابقاش فيه القدوة اللي كانت بتشوف الغلط غلط وماتسكوتش لكن تصححها، دلوقتي بتسكت ويمكن كمان تساهم، والأحوال المادية الصعبة اللي بنعيشها كل دا ساهم، لكن اللي أكيد الجهل والبعد عن الدين ساهم اكتر، كل الأديان نادت بالحياء..

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا: إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيق، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمَانِ).
وفي الكتاب المقدس:(رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 2: 9) وَكَذلِكَ أَنَّ النِّسَاءَ يُزَيِّنَّ ذَوَاتِهِنَّ بِلِبَاسِ الْحِشْمَةِ، مَعَ وَرَعٍ وَتَعَقُّل، لا بِضَفَائِرَ أَوْ ذَهَبٍ أَوْ لآلِئَ أَوْ مَلابسَ كَثِيرَةِ الثَّمَنِ،” (1 تي 2:: 9).

عشان كدا ارجع اقول يا جماعة لو عاوزين ترجعوا الحياء ارجعوا لتربية ولادكم وعلموهم الصح من الغلط، علموهم يعني ايه العيب وازرعوا فيهم صفة الحياء عشان تكبر معاهم، ماهو مش عدل أننا نحاسبهم على اللي قصرنا فيه.
مش كدا ولا اييييييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى