كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| القبيحة ست جيرانها

“القبيحة ست جيرانها”.. دا مثل شعبي قديم كان يُقال زمان على سبيل التندر والضحك، لكن للأسف الشديد دلوقتي بقى واقعًا أكتر من إنه مثل، واقع بقينا عايشين فيه وبتقابلنا شخصيات كتيرة ينطبق عليها المثل لدرجة إنه تقريبًا في حياة كل واحد منا شخص أو أكتر ينطبق عليه المثل دا.

اللي يزعل بقى إن حال الناس اتغير في وقتنا الحاضر عن الماضي، فبقت ست جيرانها أو سيد جيرانها في الوقت اللي كان في الماضي بيكون صمام الأمان للي حواليه، ودا لأنه كان يتميز بالأخلاق والقيم.

دا لما كان المجتمع متماسك وكانت النخوة والشهامة والتسامح أصل الناس، كانت المروءة والشجاعة والأخلاق هي الأصل. وكان احترام الكبير واجبًا، وكان الحياء أصل رجالها قبل نسائها وصغارها، واللسان الحلو والكلمة الطيبة هي اللي تخلي الناس تعمل لصاحبها ألف حساب.

لكن تعالوا شوفوا دلوقتي إيه اللي حصل في مجتمعنا. للأسف الشديد ضاعت الأخلاق وضاعت معاها القيم والمبادئ، بقينا في مجتمع بيعمل الناس فيه ألف حساب للي يخافوا منه ومن لسانه ومن شره، مش من اللي بيحبوه.

للأسف ضاعت النخوة والمروءة وبقينا في مجتمع تاهت فيه عاداتنا وتقاليدنا، واترسخ بدالهم في عقول كتير من الناس الفوضى وعدم احترام الكبير وقذارة اللسان. عقول فاضية من الدين والأخلاق والثقافة، سادت شريعة الغاب والضواري، كل اللي يهمها المنفعة والسيطرة.

ولو فكرنا شويتين وحاولنا نعرف السبب في اختلاف أحوالنا، وازاي اتغيرت المفاهيم وانهارت القيم والمعايير الاجتماعية واتبدلت بمفاهيم ساقطة بتسيء للفرد والمجتمع، وكل دا تحت مسمى التقدم أو التطور، ولكن في الواقع مش أكتر من فوضى أخلاقية وتسيب اجتماعي فاق كل تصور.

عايزين نبقى ناس صريحة مع نفسنا قبل ما نكون مع غيرنا. أيوة لازم نعترف إننا بنعيش أزمة أخلاقية، السائد هنا الكذب والنفاق والرياء وغياب الأخلاق والعنف المجتمعي.

عايزكم تفهموا كلامي صح، أنا مش بطالبكم إننا نرجع بالزمن للوراء ولا يعيش شبابنا زي ما عاش آباؤنا وأجدادنا في الماضي، فلكل زمان رجاله. ولكن كل اللي بتمناه واطلبه هو التمسك بالقيم الإنسانية الجميلة اللي آمنا واتمسكنا بيها وحمتنا من فقدان إنسانيتنا.

إياكم تعيبوا على الزمن وترموا عليه سبب التغيير دا. خليكم واضحين مع نفسكم واعترفوا إن العيب فينا، زي ما قال الشاعر: “نعيب زماننا والعيب فينا.. وما لزماننا عيب سوانا”، والله يا جماعة الأخلاق هي أساس الشعوب وتاجها، ولو اتدهورت الأخلاق أو حصل فيها أي خلل، اتهور المجتمع كله.
مش كدا ولا اييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى