كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| اعمل الخير وارميه البحر

فيه حكمة بتقول: “اعمل الخير وارميه في البحر”، فما بالك لما تعمل الخير وترميه في بحر الإنسانية؟
والخير هنا هو بناء قلب لكل إنسان محتاج، ولا تنتظر بعمل الخير أي مقابل.

الحكمة دي تنطبق تمامًا على الدكتور مجدي يعقوب، الراجل اللي قلبه مليان خير وعقله مليان علم، الدكتور يعقوب مش مجرد طبيب، دا إنسان بمعنى الكلمة، كرس حياته كلها لخدمة المرضى، وخاصة الأطفال اللي بيعانوا من أمراض القلب.

دكتور يعقوب اتربى وكبر على مبادئ الرحمة والإنسانية، وكانت عمته من أقرب الناس له، لكن زي ما بيتقال: “رب محنة تتولد منها منحة”، ودا حصل من اللحظة اللي فقد فيها عمته بسبب مرض القلب، خد قراره إنه هيسلك طريق الطب عشان يمنع الألم دا عن غيره.

درس في جامعة القاهرة وبعدها سافر للخارج واتعلم أحدث تقنيات جراحة القلب، وصار واحدًا من أعظم جراحي القلب في العالم، لكن النجاح دا مش لوحده هو اللي خلى مجدي يعقوب رمزًا عالميًا، لكن السر الحقيقي كان في إنسانيته وتواضعه.

في سنة 2009، أسس مؤسسة مجدي يعقوب للقلب في أسوان، اللي بتقدم خدماتها لكل مريض محتاج من غير ما تبص لمستواه المادي. وعلي فكرة، المؤسسة دي بقت بيت أمل لآلاف المرضى، وخصوصًا الأطفال اللي بيعانوا من عيوب خلقية في القلب.

ومؤخرًا، حقق الدكتور يعقوب إنجازًا علميًا عظيمًا بابتكاره لصمامات قلب طبيعية بتنمو مع الجسم.
الصمامات دي معمولة من ألياف خاصة بتتزرع في القلب وتندمج مع أنسجة الجسم، ودا معناه إنها بتكبر مع المريض وبتعيش معاه طول عمره.
الاختراع دا هيغير حياة ملايين الأطفال اللي كانوا محتاجين عمليات متكررة عشان يغيروا الصمامات مع نموهم.

وغير كدا، الدكتور يعقوب دايمًا مهتم بتدريب جيل جديد من الأطباء، وعنده إيمان ومبدأ وهو إن العلم لازم يتنقل من جيل لجيل. وعنده مقولة دايمًا يرددها: “العلم والطب ما ينفعش يبقوا حكر على حد، ولازم نخليهم في خدمة كل إنسان”.

دا ياسادة مجدي يعقوب، اللي مش بس طبيب، لكنه أسطورة في الإنسانية ونموذج للخير اللي بيلمس حياة الناس ويغيرها. وحكايته بتثبت إن العلم لما يتحلى بالرحمة، بيعمل معجزات.

وبكدا، الدكتور مجدي يعقوب قدر يبني قلوب مش بس بالجراحة، لكن بحب الخير والإيمان بالإنسانية، واستحق عن جدارة لقب إنساني يضاف إلى ألقابه العلمية، وهو لقب ملك القلوب، وأظن دا لقب مش هين ولا بسيط، ولا أي حد يقدر يحصل عليه لا بمال ولا بجاه ولا بعلم، ولكن الحصول عليه بيكون بالإنسانية وبس.
مش كدا ولا أييييييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى