أصل الأسطورة| بيرسيفوني في أرض الموت
هي ابنة “ديميتر” أسطورة الزراعة من “زيوس”، لم يستطيع أي مخلوق مقاومة جمالها ونظرات عيونها.
في ذات ليلة نزلت “بيرسيفوني” إلى الأرض، بعربة “زيوس” وبعد أن هبطت العربة نزلت من عليها ولمست قدميها الأرض، ابتسمت بسعادة فتلك المرة الأولى التي ترى فيها الأرض، أخذت تجوب الحدائق..
سمع صوتها “هاديس” فسحره جماله ولم يستطع مقاومته، فخرج من منزله في العالم السفلي وامتطاء عربته الذهبية وخرج لها من باطن الأرض..
صرخت عندما رأت منظره البشع، وهي تحمل في يدها تفاحه كانت تستعد لتأكلها، فأمسك بها وألقاها في عربته ثم عاد بها إلى العالم السفلي، سمعت “ديميتر” صوت صرخاتها، فهبطت للأرض تبحث عنها وبين البشر ولم تعثر عليها، فانفطر قلبها حزنًا على ابنتها.
اتسعت عين “بيرسيفوني” خوفًا وهي ترى العالم السفلي للمرة الأولى، فرأت بشر يعذبون في البحيرات الخمس، ويصرخون بتوسل يطلبون الرحمة، بكت من هول المنظر، فوضع “هاديس” يده على كتفها.
وهو يقول لها:
لن تمسي بمكروه، فذلك العالم ملكي.
عندما توقفت العربة أمام المنزل، فزعت من كلب الجحيم، فضحك “هاديس” وهو يربت على رأس الكلب، فأدخلها وحبسها في قفص حتى لا تستطيع الهروب، وبعد أيام، طلبت منه الخروج بتوسل وسوف تصبح ملكه.
ففتح لها القفص وسمح لها بالخروج، فأمسك يدها وخرج بها من منزله يريها حديقة الموت المليئة بالجماجم، شعرت بالخوف لوهلة لكن وجود “هاديس” معها طمئن قلبها بعض الشيء، وبدأت تعتاد على وجوده.
ذهبت “ديميتر” إلى “زيوس” تتوسل إليه لكي يعيد لها ابنتها، ولكنه لم يهتم، فهجرته، فبدأ يرسل لها الهدايا ويستسمحها لكنها في كل مرة كانت ترفض وأقسمت ألا تعود إلى “أوليمبوس” حتى ترى ابنتها.
فأرسل “زيوس” إلى “بهيرميس” وطلب منه أن يذهب إلى “هاديس” ولكن في تلك اللحظه قد تزوج من “بيرسيفوني”.
ذهب “بهيرميس” يطلب منه أن يخلي سبيلها، لكنه أخبره بخبر زواجه، ولكنه لا يستطيع رفض طلب “زيوس” وقبل أن تغادر أطعمها حبة رمان تجعلها تعود إليه.
أخذها “بهيرميس” إلى أمها التي فرحت عندما رأتها ولكن “بيرسيفوني” أخبرت “ديميتر” بأنها أكلت من طعام “هاديس” وعليها العودة إلى مملكتها، رفضت وتمسكت بها ولكن بعد اجتماع عقد في “أوليمبوس”، اتفق الجميع أن تقضي ثلث العام مع “هاديس” في “تارتاروس”، ثم تعود في الربيع حيث تقمر وتزدهر الأشجار والحقول.
وفي فصل الربيع بعد أن عادت “بيرسيفوني” إلى الأرض، أثمرت “ديميتر” الحقول فرحاً بعودة ابنتها وامتلأت سنابل القمح ثم صعدت معها إلى “أوليمبوس”.
بقلم
أحمد الرفاعي
المصادر
أساطير الحب والجمال عند الإغريق لـ درني خشبة
أساطير إغريقية لـ عبد المعطي شعرواي