العين فلقت الحجر..كيف أصابت الشيخ محمد رفعت؟
همسة السيد:
امتلك الشيخ محمد رفعت طبقات صوتية قوية وهائلة جعلته مميزًا في عصر القراء، فامتلك القدرة على اجتذاب السميعة، ليستخدم صفة الترهيب والترغيب في تلاوته.
حتى وصفه إحداهن بأنه أوتي مزمار من مزامير داوود، إنه الشيخ الذي نشأ وكانت البداية من حي السيدة زينب من داخل جدران كُتاب مسجد فاضل باشا، تحديدًا بدرب الجماميز.
ليتمم حفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة في سن العاشرة.
إصابته في عينه:
العين تفلق الحجر، هذا ماحدث مع الشيخ محمد رفعت عندما علقت إحدى النساء بشدة إعجابها بلون عينيه “إن عينيه تشبه عين الملوك”.
حتى أصيب بعدها بمرض خطير في العين، وتدهورت حالتها فاستيقظ في يوم بصراخ شديد وبكاء مفرط، وفقد الطفل بصره في سن 12.
بداية خطوات النجاح.. مرتلاً في مسجد فاضل باشا:
بعد أن توفي والده في سن التاسعة، وجد الشخ محمد رفعت نفسه مسؤولاً عن أسرة بأكملها وهو لم يتجاوز سن 15، فلجأ لمسجد فاضل باشا وجلس يرتل القرآن الكريم.
لم يمض عام حتى تم تعيننه مرتلاً في مسجد فاضل باشا، ومسئولاً عن قراءة القرآن في يوم الجمعة.
وبمرور الوقت أصبحت تضج حارات حي السيدة زينب بصوت الشيخ محمد رفعت، ويتسارع عشاقه ليطربوا آذانهم بسماعه.
واشتهر بأسلوبه المتميز في التلاوة الذي يصعب تجاوزه أو تخطيه.
شيعيشع شبيه حنجرة الشيخ رفعت:
سجل الشيخ رفعت للإذاعة المصرية سور قرآنية منها الكهف، مريم ويونس، والتي لا تزال تبثها الإذاعة إلى يومنا هذا.
إلا أن اشتدد مرضه مما اضطر الإذاعة أن تستعين بالشيخ أبو العينين شعيشع، الذي اكتشف من خلال تلاوته أنه من اقرب الأصوات للشيخ رفعت.
وهذا ما قد لم يلاحظه المستمع في بعض الأجزاء من السور المذكورة، للتشابه الشديد بينهم.
افتتاحه للإذاعة المصرية:
تردد الشيخ محمد رفعت من الإقبال على تلك الخطوة، خشيةً من عدم إهتمام أحد بالاستماع إلى إذاعة القرآن الكريم.
ألا أن استفتى مفتي الديار المصرية آنذاك الأحمدي الظواهري.
وأجاز الأحمدي الظواهري تلاوة القرآن في الإذاعة، واعتبر الشيخ محمد رفعت من أوائل المقرئين في إذاعة القرآن الكريم.
معاناته مع المرض:
عانى الشيخ رفعت كثيرًا من “الزغطة” وهو المرض الذي حير الأطباء.
بل وصل خطورة المرض إلى التهديد بعدم تلاوة الشيخ للقرآن مرة آخرى.
إلى أن هاجمه سرطان الحنجرة بعد معاناة دامت سبع سنوات.
رفض التبرعات.. حتى وافته المنية:
“أنا مستور الحال والحمد لله.. ولست في الحالة التي تستوجب جمع كل تلك الأموال، والأطباء لن يستطيعوا وقف المرض دون إرادة الله”.. هكذا عبر الشيخ رفعت عن رفضه التام لقبول أي تبرعات.
فكانت حصيلة التبرعات في النهاية 50 ألف جنيه، تبرع بها آلاف المعجبين بصوت الشيخ رفعت.
لم يرفض تبرعات المعجبين فقط، بل حتى تبرعات الملوك والآمراء،ومنهم الملك فاروق الأول، ليرحل عن الدنيا في 9 مايو من العام 1950