خروجتنا

هاجمه السكان الأصليون واتهم بتدمير الجزر … ما الحقيقة وراء “كولومبوس”؟

أسماء هنداوي:

رحالة إيطالي استكشف الأمريكتين في أحد رحلاته، ليصبح بذلك مؤسس المستوطن الأوروبي في العالم الجديد، أنه كريستوفر كولومبوس.

الذي اكتشف العالم الجديد، بعد أن قام بأربع رحلات مختلفة من أجل هذا، لم تشتهر منهم سوى رحلة واحدة فقط.

ولد كريستوفر عام 1451 في إيطاليا، وعاش في إسبانيا، وكانت أول رحلة له إلى البحر عندما كان في سن المراهقة.

وكانت هذه الرحلة في المحيط الأطلسي ولكن تلك الرحلة كاد فيها أن يفقد حياته، بعد أن تم مهاجمة الرحلة من قبل قراصنة فرنسيين بالقرب من البرتغال.

ثم أحرق القراصنة السفينة، مما جعل كريستوفر يسبح إلى الشاطئ البرتغالي، كما شارك أيضًا في العديد من الرحلات التجارية.

رحلة استكشاف

شارك كولومبوس في الكثير من البعثات والرحلات إلى أفريقيا، ذلك الأمر الذي مكنه من معرفة مختلف تيارات المحيط الأطلسي.

كما وضع كولومبوس طريقًا للإبحار غربًا للوصول إلى آسيا بسهولة عبر المحيط الأطلسي، ليكون أكثر سرعة وأمانًا.

إلى جانب استطاع تقدير المسافة بين جزر الكناري واليابان وقال أنها حوالي 2300 ميلًا.

ورغبة في الاستكشاف اقترح كريستوفر رحلة من أجل ذلك عبر المحيط الأطلسي من خلال ثلاثة سفن.

وكتب إلى عدة ملوك لكي يتم تمويل رحلة استكشافه، ولكن كان يتم رفض اقتراحه في كل مرة.

وفي عام 1486 ذهب كولومبوس إلى ملك إسبانيا فرديناند وزوجته، ولكن بسبب تركيزهما على الحرب في الأندلس، تم رفضه أيضًا.

ولكن لم ييأس وواصل الضغط على البلاط الملكي، وبالفعل وافق ملك إسبانيا وزوجته على تمويل بعثته.

ليستطيع أن يبحر عام 1492 عبر البحر الأطلسي غربًا مغادرًا إسبانيا مع ثلاث سفن سويًا هم سانتا ماريا، وبينتا، ونينيا.

وبعد مرور 36 يومًا من الإبحار وصل كريستوفر وطاقمه إلى جزيرة تتواجد الآن في جزر البهاما، وأدعى أنها لإسبانيا.

كما زاروا عدة جزر أخرى مثل كوبا التي كان يعتقد أنها الصين، والجمهورية الدومينيكانية التي اعتقدها كولومبوس اليابان، بالإضافة إلى اجتماعهم مع قادة السكان الأصليين.

ووقت زيارته لجزر هيسبانيولا “هايتي حاليًا”، دمرت الشعاب المرجانية سانتا ماريا قرب الساحل.

وبمساعدة سكان الجزيرة تمكن طاقم السفينة إنقاذ ما استطاعوا، ومن خشب السفينة قاموا ببناء مستوطنة “فيلا دي لا نافيداد” وهي “مدينة الكريسماس حاليًا”.

وتلك عدة بحارة من طاقمه فيها، وبسبب ذلك اقتنع كولومبوس بأن استكشافه قد وصل إلى آسيا، ثم أبحر ليعود إلى الوطن مع السفينتين المتبقيتين.

كريستوفر كولومبوس
كريستوفر كولومبوس

الرحلة الثانية

بعد عودة كريستوفر إلى إسبانيا قدم تقريرًا مبالغًا فيه إلى حد، ولكنه قد حظى باستقبال كبير من المحكمة الملكية.

ثم قرر أن يبدأ رحلته الثانية من أجل استكشاف عدة جزر أخرى في المحيط الأطلسي.

وعند وصوله إلى هيسبانيولا وجد كولومبوس أن مستوطنته “نافيداد” دمرت وتم ذبح جميع البحارة.

ذلك الأمر الذي جعله يفرض سياسة العمل الجبري على السكان الأصليين، من أجل بناء المستوطنة واستكشاف الذهب وتوفير ربح كبير.

ولكن ما حدث كان عكس ذلك، فلقد تم إنتاج كميات صغيرة من الذهب، وحصل على كراهية كبيرة بين السكان الأصلين.

ثم أبحر مرة أخرى فترة صغيرة حول جزر الكاريبي الكبرى، تاركًا أخويه ليحكموا مستوطنة هيسبانيولا.

وخلال رحلته الثالثة استكشف نهر أورينوكو في فنزويلا، ولكن كانت الأوضاع تسوء أكثر في مستوطنة هيسبانيولا ولقد وصلت إلى الاقتتال.

كما أدعى المستوطنون أنهم تم تضلليهم بسبب إدعاءات كريستوفر بالثراء، بالإضافة إلى كثرة الشكوى من سوء إدارة أشقائه.

ذلك الأمر الذي جعل البلاط الملكي الإسباني يرسل مسئولًا ملكيًا من أجل القبض على كولومبوس، وتجريده من السلطة.

العالم الجديد

عاد كريستوفر كولومبوس إلى إسبانيا مقيدًا للمحاكمة، وتم إسقاط التهم عنه بعدها.

ولكن كان قد فقد لقبه كحاكم لجزر الهند، بالإضافة إلى أنه فقد الكثير من ثرواته التي جناها أثناء رحلاته.

وذهب مرة أخرى للملك الإسباني طالبًا منه رحلة أخرى، ستساهم في الحصول على الثروة الوفيرة التي وعده به.

وبالفعل في عام 1502 بدأ كريستوفر رحلته الأخيرة، وأبحر على الساحل الشرقي لأمريكا الوسطى من أجل البحث عن طريق إلى المحيط الهندي وآسيا ولكنه فشل.

ولكنه استمر في إبحاره ليكون في نهاية المطاف له الفضل في فتح الأمريكتين أمام الاستعمار الأوروبي.

بالرغم من إلقاء اللوم عليه في أنه السبب في تدمير السكان الأصليين في الجزر التي استكشفها.

بالإضافة إلى أنه تم العثور على أدلة أكدت أنه ليس أول من اكتشف الأمريكتين من الأوروبيين، بل أن “الفايكنج” سبقوا كولومبوس.

كما بدأ كريستوفر بعد ذلك عدة حملات لينقل الثقافات والنباتات والحيوانات وغيرها التي قابلها في رحلاته الاستكشافية.

وفي عام 1506 توفى كريستوفر كولومبوس، وهو يعتقد أنه اكتشف طريقًا أقصر إلى آسيا.

ومن أشهر أقوال كريستوفر كولومبوس:

1. لن تعبر المحيط ما لم تتحل بالشجاعة لتترك الشاطئ يغيب عن ناظريك.

2. قيمة الفكرة تظهر عند اكتشافها وبعد قليل تصبح عادية لدى كثيرين.

3. من خلال تتبع ضوء الشمس، تركنا العالم القديم.

اقرأ أيضًا: “شارلوك هولمز”… لما نتعلق بالشخصيات الخيالية للروايات ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى