رحلة الشباب في السينما المصرية خلال 100 عام
تستهدف السينما عادة أو المحتوى المقدم عبر وسائل التواصل من تلفزيون وراديو ومؤخرًا السوشيال ميديا، الشريحة الأكبر والأهم في المجتمع 《الشباب》
فعملت السينما على تقديم محتوى يناقش بشكل مباشر مشاكل الشباب وكل ما يخصهم، ولأن السينما لا تنفصل عن المجتمع بل هي مرآته في انعكاس كل ما يقع بداخله في مختلف الجوانب من سياسة، اقتصاد وأحوال اجتماعية.
بدايات سينما الشباب:
في البداية كانت السينما ضعيفة وبعيدة كل البعد عن قضايا الشباب، بل كانت السمة الغالبة عليها هي 《الاستعراضات》 وقصص الحب التقليدية بين الرجل الفقير والمرأة الغنية وكالعادة لابد أن تنتهي أيضًا النهاية《السعيدة》
اعتبرت السينما غير ممثلة للواقع الاجتماعي فليست كل النهايات سعيدة في حياتنا، لكن إصرار واقع السينما في تقديم النهايات المزيفة السعيدة كان سببًا لخداع البعض، بل وشعور البعض الآخر بتعاسة حياته وحظه السئ الذي يجلب له الفقر.
واعتمدت السينما في فترة زمنية على الأفلام المستوحاه والمنقولة عن أفلام أجنبية.
ظهر بعض الأفلام القليلة التي ناقشت الواقع آنذاك منها 《لاشين》 الذي أنتج عام 1938، ولم يتم عرضه إلا بعد إجراء العديد ن التغييرات عن القصة الحقيقية، و فيلم 《العزيمة》 1939، للمخرج كمال سليم الذي عرف عنه 《رائد الواقعية في مصر》
أعتاب البداية:
جاءت فترة الخمسينات لتتصالح مع السينما ويقدموا بعضًا مما يخص الشباب، وألقت الضوء على الشباب المغترب وعن مدي حجزة غي تحصيل ما يكيفيه يومياً.
أفلام ناقشت مشاكلهم:
ايامنا الحلوة 1955
الفيلم بطولة عبد الحليم حافظ، فاتن حمامة، عمر الشريف وأحمد رمزي.
إحنا التلامذه1959
ويناقش مشاكل الشباب والمراهقة من خلال ثلاث نماذج ممثلة أمامنا، بطولة شكري سرحان، يوسف فخر الدين، عمر الشريف وتحية كاريوكا.
انا حرة 1959
طرح الفيلم قضية تحرر المرأة وأكد الفيلم أن حرية المرأة لا تنفصل عن حرية الوطن وسلامته، وهو مستوحاه من رواية عن إحسان عبدالقدوس، الفيلم بطولة لبنى عبد العزيز و شكري سرحان.
في الستينات:
كانت فترة الثورات للشباب والتي استطاعت أن تقدم محتواها بصورة مرضية تبدو أقرب للواقع عن حق.
من هذه الأفلام:
في بيتنا رجل 1969
استوحى الفيلم من رواية لإحسان عبد القدوس، وجسد الفيلم الشاب المغترب عن أرضه ومدى التضحية التي يقدمها في سبيل سعيه وتحقيق حلمه، الفيلم بطولة عمر الشريف، زبيدة ثروت، رشدي أباظة وزهرة العلا.
ركزت تلك الفترة أيضًا على دور المرأة البارز في المجتمع من خلال فيلم 《الباب المفتوح》 1963 عن رواية لطيفة الزيات.
وقد ناقش الفيلم بشكل لازال يضرب به المثل من رجل الأحلام صالح سليم، وكان مثال للرجل الرومانسي من العيار الثقيل ولازال حتى يومنا هذا يمثل فتى الأحلام للبنات كما تعتبر المشاهد التي جمعته مع فاتن حمامة ذات أقوال مؤثورة.
ليتناول الفيلم قصة 《ليلي》 ابنه الطبقة المتوسطة الكادحة، التي تبدأ في فك أسرها من القيد الأسري والمجتمعي وتبحث عن ذاتها وسط رفض المجتمع الشديد.
كما ناقش فيلم《مراتي مدير عام》 1966، بطولة شادية وصلاح ذو الفقار، حرية المرأة الشابة في العمل وتحقيق التوافق بين بيتها وعملها وزوجها، في إطار كوميدي لطيف.
فترة السبيعنات:
جاء فيلم 《 إمبراطورية ميم》 ليجسد معاناة الأم فاتن حمامة مع تربية 6 من الأبناء المراهقين.
مرحلة”الكرنكة” والتدخل السياسي:
هي الفترة التي تولت فيها السينما إبراز دور الشباب في الثورات، لاسيما عهد أنور السادات وثورة يوليو، التي كان لها الفضل الأكبر في تجسيد معاناة الشباب.
وأطلقت أ.خيرية البشلاوة على تلك المرحلة” الكرنكة” نسبة إلى فيلم الكرنك 1975، بطولة سعاد حسني ونور الشريف.
ويتناول الفيلم معاناة الشباب من القبضة الأمنية في عهد ثورة يوليو.
وعلى اثرها لحقتها مجموعة من أشهر الأفلام التي أثرت بحق في الشباب المصري.
فيلم احنا بتوع الأتوبيس1979، وهو الفيلم الذب خدع الجميع لبطولة عادل إمام وعبد المنعم مدبولي فتيقن الجمهور من مشاهدة لمحتوى كوميدي، إلا أن الفيلم واجهة المجتمع بواقع أليم وعذاب وقهر ظروف الحياة للجميع.
كذلك فيلم طائر الليل الحزين، وهو من أول أفلام السيناريست وحيد حامد وبطولة عادل أدهم، محمود مرسي، شويكار و نيللي ومحمود عبد العزيز.
وناقش البعض الآخر من الأفلام المشكلات المادية للشباب، منها فيلم انتبهوا أيها السادة1980، بطولة محمود عبدالعزيز، محمود ياسين وحسين فهمي.
كذلك فيلم غريب في بيتي 1982، لسعاد حسني ونور الشريف، وناقش الفيلم ازمات الشباب الأساسية من أزمة السكن، أزمة الشباب، الذي ينتقل من الأقاليم للقاهرة، وكيفية التأقلم مع هذا المجتمع القاهري الجديد والغريب.
وفي الثمانينات عادة من جديد قضايا المرأة وبروزها حتي في عناوين الأفلام، منها فيلم الشقة من حق الزوجة 1985، بطولة محمود عبد العزيز ومعالي زايد.
ناقش الفيلم في إطار كوميدي عدة قضايا منها أزمة السكن، الصعوبات الاقتصادية التي يعاني منها الشباب في مقتبل حياتهم الزوجية، وتدخل الأهل في الحياة الزوجية.
من المشاكل التي اهتمت بها السينما 《الإدمان》 الذي انتشر بين الشباب المصري، برزت عدة أفلام منها المدمن 1982، الكيف1985، الوحل1987.
وكذلك أزمة السكن التي ناقشتها الأفلام في إطار موسع وبصورة أعمق منها فيلم كراكون في الشارع وفيلم الحب فوق الهضبة النأخوذ عن رواية نجيب محفوظ، وكلاهما برزا مشكلة الاسرة بعد هدم المنازل والبحث عن مأوى في حين عدم قدرة الاسرة على شراء منزل جديد.
فترة التسعينات:
انتشر في المجتمع مشكلة الطلاق، وحسب دور السينما كان لابد تسليط الضوء عليها، فجاء فيلم إنذار بالطاعة 1993، على رأس الأفلام التي ناقشت تلك القضية وبجرأة.
كذلك قضية تطرف الشباب وانضمامهم إلى الجماعات الإرهابية وكان عادل إمام صاحب نصيب الأسد في تجسيدها من فيلم الإرهابي، فيلم طيور الظلام و فيلم الإرهاب والكباب.
فترة الألفيات:
ناقشت جميع مختلف أنواع القضايا منها فيلم “أوقات فراغ” 2000 ليناقش رحلة بحث الشباب الطائش عن ذاته.
فيلم”أسرار البنات” 2001 الذي كان جريئًا في مناقشته للمشاكل الناجمة عن الزواج العرفي وإقامة العلاقاة الغير شرعية بين البنات والشباب في سن المراهقه وفي ظل اهمال الأهل.
ومن نفس العام عرض فيلم” فيلم الثقافي”الذي واجه مشكلة تأخر الزواج عند الشباب في إطار كوميدي ساخر.
وفيلم تيمور وشفيقة 2007 الذي ناقش قضية فيلم مراتي مدير عام والذي عرض قبلها بأربعين عام، في إطار كوميدي ليبرز التفكير الذكوري ونظرية” سي السيد” في إلغاء شخصية المرأة الناجحة.
ومع تزايد نسبة التحرش وارتفاع عدد الضحايا وإصدار القوانين والنصوص الدستورية كان لابد من مناقشة ذلك وإبرازه من خلال فيلم678 عام 2010 .
وأخيرًا فيلم EUC الذي تناول مجموعة من الشباب الفاشلين، يبحثون عن جامعة تناسب قدراتهم وتقبل تقديراتهم، ليقوموا بخلق جامعة من اللاشئ والنصب على من هم مثلهم من الشباب، ليناقش قضية التعليم المتجمد في مصر وتقديرات الجامعات المتسلطة والمتحكمة في مستقبل الشباب.
هكذا تتناول السينما العنصر الأقوى والأهم في المجتمع والتركيز على قضاياهم وإبرازها لتكون الصوت الأمثل لتوجيه المسؤولين إلى ما يحتاجه شباب مصر.