شارع الميديا

في اليوم العالمي للغة العربية.. أين ذهبت شركة “صخر” عملاق تعريب البرامج؟

سرعة زمان ورحلة صخر:
اشترى صديقي جهاز حاسب آلي متطور، بمعالج Z80 متطور جدا، تبلغ سرعته 3.8 ميجاهيرتز، وذاكرة بلغت 64 كيلوبايت، وهي أكبر ذاكرة حتى الآن.. تعال نجربه يا صديقي!

ما تقرأه ليس مزحة، ولكنه حكاية يعرفها جيل التسعينيات والثمانينيات جيدا، حكاية حلم تكنولوجي عربي، مات في غرفة الولادة!..إنها رحلة شركة “صخر” عبقري التقنيات والبرامج العربية والتعريب، والتي كان لها السبق في إصدار برامج للأسرة والأطفال، والعديد من الألعاب الممتعة التي شكلت ذاكرتنا، والبرامج التعليمية للأطفال في المرحلة الابتدائية والمتوسطة.

صورة لكمبيوتر صخر وقتها

ونحن نحتفل بمناسبة #اليوم_العالمي_للغة_العربية قلبت دفتر الذكريات متسائلا، أين اختفى بريق “صخر”؟، تعالوا لنر معا!

أغمض عينيك وتذكر:
من منكم يتذكر ذلك السمين الذي يرحب بك بصوت جميل؟
كم استغرقت من الوقت حتى تدرك أنك بنقرة الماوس على الباب تستطيع الخروج؟
هل تتذكر سلسلة ألعاب صخر مثل: الغواصة وكسر الحواجز واللغز واحسب والعب وأيضا يوم في حياة طفل مسلم، وبرنامج الأستاذ، الذي كان ينافس “مايكروسوفت وورد” وقتها، وغيرهم؟

صورة من ألعاب صخر.. هل تعرف اسمها؟

البداية:
أنشأ “أبو فهد” رجل الأعمال “محمد الشارخ” شركة “صخر” للبرمجيات عام 1982 تابعة لمجموعة “العالمية” التي تعمل بمجال الإلكترونيات، وطورت “صخر” العديد من التقنيات المتقدمة والتي تركت علامات بارزة في صناعة تقنية المعلومات، ومن ذلك الجيل الجديد لمعالجات الطبيعية للغة العربية “NLP”

نجحت الشركة في التغلب على تفوق تقنية المعلومات الإنجيلزية على مثيلاتها العربية، وأن تصحح الاعتقاد الخاطئ بأنه لا يمكن تطويع الحلول المطورة في الغرب لتناسب حاجات المستخدمين العرب.

ولحرص الشركة على نقل التقنية الرقمية للأجيال العربية، فقاموا بتعريب لغة بيسك بأسهل و أخف IDE وكانت على كل نسخة تجريبية BETA

رجل الأعمال، محمد الشارخ

ما زال السؤال مُلِّحا، أين ذهبت شركة صخر؟
بحسب تغريدة للمستشار التقني السعودي، صالح الزيد بتاريخ 31 يوليو، ٢٠١٣، المدير السابق لأعمال الحوسبة السحابية في شركة “مايكروسوفت”:

“تعرفت على موظف مايكروسوفت من فريق وندوز 8 الأساسي ومدير التعريب فيه ومن الناس الذين تعاونوا مع صخر في بداية الدعم العربي، الأستاذ عصام حجازي، وقال لي، مايكروسوفت أخذت الموظفين من صخر، بعد هروبهم أيام حرب الكويت لخارجها و لم تدفع صخر رواتبهم لستة أشهر، فوظفتهم “مايكروسوفت” لدعم اللغة العربية في ويندوز، صخر رفَعت قضية على “مايكروسوفت” في أمريكا لاسترداد الموظفين، ولكن مايكروسوفت ربحت القضية بحضور “بيل جيتس”، لأن صخر لم تدفع مرتبات الموظفين لستة أشهر.
رابط التغريدة، وقد نقحتها: 
https://twitter.com/alzaid/status/362573384846020609

حساب “الزيد” على تويتر

أهل مكة أدرى بشعابها:
ولكن مهندسا بشركة صخر، عبر موقع “حسوب” ذكر أن
شركة صخر بالفعل موجودة إلى الآن ولها فروع في السعودية والكويت وعمان والامارات والولايات المتحدة الامريكية، واتجهت منذ فترة طويلة للبرامج التي تدعم الشركات بشكل أكبر.

وقال إن من أهم برامجها برنامج OCR والذي يقوم بتحويل الأوراق التي تم مسحها ضوئيا لتحويلها إلى صورة إلكترونية، ويقوم هذا البرنامج بتحويله إلى نص، سواء باللغة العربية أو الانجليزية أو لغات اخرى، وبذلك يمكنك التعديل في هذا النص أو استخدام هذه الملفات النصية للبحث فيها.

وتابع، إن هذا البرنامج يستخدم بشكل كبير جدا بالمؤسسات والجهات الحكومية لأن لديهم أوراق ووثائق قديمة يريدون الاستفادة منها والبحث فيها، وهذا البرنامج يقدم لهم الحل القوي لهذه المستندات.

وأردف، أنه يوجد كذلك برنامج TTS، والذي يقوم بتحويل النص المكتوب على الكمبيوتر إلى صوتي، وقد قامت شركة صخر ببناء حل متكامل للمكفوفين برنامج ابصار “IBSAR”، بحيث يمكن الكفيف من التعامل مع الكمبيوتر مثله مثل المبصرين، وذلك من خلال نطق البرنامج لكل ما يظهر على الشاشة ويمكنه تصفح الإنترنت، وبرنامج الأرشفة أرب دوكس Arabdox، وهو برنامج للأرشفة وحفظ كل بياناتك ومستنداتك وإمكانيات بحث عالية ومدمج معه برنامج OCR، ومستخدم في بعض الوزارات والمؤسسات الكبري في الوطن العربي.

وكذلك يوجد برامج أخرى مثل IDRISI والذي يمكنك في البحث في النص العربي بمميزات عالية جدا، للوصول إلى بياناتك وغيرها الكثير، جميع هذا البرامج يستخدمها المطورون للاستفادة منها.

Sakhr Software

من السبب: التكنولوجيا أم البيروقراطية الحكومية؟

في لقاء مع رجل الأعمال محمد الشارخ، مؤسس شركة صخر مع برنامج “بالمختصر” في 24 نوفمبر 2017، قال إن الشركة كانت متقدمة زمنيا، ولم يكن مقبولا وجود نظام عربي متطور، وأضاف أنه في كل الدول العربية كانوا يواجهون سؤالا حول برامج صخر، هل هي عربية، أم أنهم وكلاء لشركة يابانية، مؤكدا أن المنتجات كانت عربية 100%، ولكن بعض السياسات استغربت صدور هذا التطور من شركة خاصة، وليس الدول أو الجامعات التي تملأ الدول العربية.

وتابع “الشارخ”، أن العقول البيروقراطية، كانت تفضل شراء شركة IBM مثلا، على أن تدعم شركة عربية مثل “صخر”، باعتبار أن الشركات التي لها سمعة دولية لها مكانها السوقية، وذكر موقفا له مع أحد المسؤولين الكبار -بحسب وصفه- قال له فيه: ” كيف صنعتم، ما لم نستطع نحن صنعه؟”

وذكر “أبو فهد” محمد الشارخ، أنه تقاعد عام 2005، لأنه لا يوجد رغبة في قبول تقنيات عربية، وقد بذلنا الكثير من المال والجهد والوقت، وإن كان يعز على محبي “صخر” ما وصلت إليه، فهذا هو الواقع والتاريخ. وكأنه يقصد أن البيروقراطية قادرة على وأد أي نجاح!

الشارخ.. قصة تستحق الدراسة

الناجح لا يعرف التوقف:
وأردف الشارخ، أنه بعد تقاعده دشن مشروعا مهما أيضا، وهو “أرشيف المجلات الأدبية والثقافية العربية” التي صدرت في القرن العشرين، والتي تصدر في كل الدولة العربية، ووصلنا لأرشفة مليون وستمئة ألف صفحة.. اشترينا المجلات من كل المدن العريية من نواكشوط والموصل، وبنزرت، وغيرهم، أكثر من 199 مجلة، في الفترة من 1880 حتى الآن “بعد المراجعة، فيديو اللقاء يشير لخلاف ذلك”، حولناهم لنسخ إليكترونية ليجدها الجمهور، ويضم الموقع نسخا إلكترونية من أعداد بعض المجلات التراثية الصادرة في «مصر، تونس، الكويت، الجزائر، سوريا، المغرب، قطر، العراق، فلسطين، واللبنان».
وحول اختياره المجلات الأدبية دون غيرها من المجلات السياسية والرياضية، أشار “الشارخ” إلى أن هناك شرخ في جدار الأدب العربي، فما يكتبه أدباء بغداد مثلا لا يعرفه من يقطن في سوهاج بمصر، أو في تلمسان، وبإمكان هذه المجلات أن تحفظ لنا جزءا من تراثنا وهويتنا في ذلك الوقت، فليس لدينا صناعة نفخر بها، فباق لنا أدبنا وثقافتنا يمكن الحفاظ عليهما.
رابط اللقاء:
https://twitter.com/belmokhtasartv/status/934023837435473925?s=19

دعونا نحلم:
لم تنته القصة، فحكاية “صخر” ليست حكاية شركة عربية حاولت، ولم تكمل الطريق، ولكنها حكاية سيطرة غربية على أسواق التكنولوجيا والمال والأعمال وغيرها.. ليبقى في عقولنا سؤالنا البريء:
ماذا لو تركنا الجميع ينجحون، ماذا لو قرر هذا العالم أن يترك الناجح يشق طريقه، ويبقى التعاون لننتج الأفضل؟
قد تكون أحلاما وردية، ولكن من حقنا على الأقل أن نحلم، مهما يكن حلمنا بعيد المنال!

رابط تحميل برامج الأسرة:
https://www.4shared.com/get/l1F71K2k/___online.html

رابط أرشيف المجلات:
http://archivebeta.sakhr.com.eg/DefaultArchive.aspx
موقع الشركة:
http://www.sakhr.com/


رابط أرشيف المجلات:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى