كلمتها

“هبة شتلة”.. جسدت معاناة الإنسان النفسية بالأسلاك النحاسية

كتبت: أمنية أحمد

اختلفت الفنون حول العالم، اتخذها البعض هواية له، وآخر قرر إيصال رسالة إنسانية عن طريق الفن لأنه بلا شك هو اللغة التي تلامس الأرواح، ولكن ماذا لو اكتشفت أن هواية بسيطة تلجأ إليها وقت فراغك هي فن حقيقي يدرس حول العالم؟، ذلك بالتحديد ما حدث مع الفنانة الشابةهبة شتلة، التي قررت أن تحاكي شعور الإنسان ولكن بطريقة خاصة.

تصطحبكم منصةكلمتنافي السطور التالية، نحو رحلة ممتعة إلى فن المجسمات بالأسلاك وكيف يمكن للخيال أن يتحول إلى حقيقة ملموسة تعبر عن ما لا يمكن أن تصفه الحروف والكلمات.

هل درستِ في كلية الفنون الجميلة؟

في الحقيقة أنا دراستي ومهنتي بعيدة كل البعد عن موهبتي، فأنا أبلغ من العمر 26 عامًا، وتخرجت من كلية التجارة، وفي الوقت الحالي أعمل موظفة في هيئة الأبنية التعليمية.

اضطراب القلق

اقرأ أيضًا: “منة مدحت”.. تعود بالشباب لـ”نوستاليجا المراسيل” بطرق مبتكرة

هل المجسمات السكلية هواية ذاتية أم أنكِ تلقيتِ دورات تدريبية لتعلمها؟

 أدركت أنني أملك تلك الموهبة بمحض الصدفة تمامًا، ففي الثانوية العامة كنت أحيانًا أقوم باللعب بأسلاك النحاس الرفيعة التي تحتوي عليهاالأنتيكاتفي منزلي، ومرة تلو الأخرى بدأت أصمم عدد من الأشكال، لكني في الحقيقة لم آخذ الموضوع على محمل الجد حتى المرحلة الجامعية.

فكان لدي وقت فراغ كبير يشغله بعض الملل، فتذكرت إنني كنت أحب اللعب بالأسلاك، ولم أدرك حينها أن ذلك كان فنًا من الأساس، حتى قالت لي صديقتي ذات يوم إنني أجيد نوعًا من الفن يسمى “wire art”، وبالفعل تصفحت جوجل وأدركت أن حديثها حقيقي، ومن هنا عشقت هذا الفن وبدأت رحلتي، وبدأت مشاهدة بعض الفيديوهات لتنمية موهبتي، وكنت أتتبع خطوط الشجرة أو الوردة على سبيل المثال، وأقلدها بالسلك فأنا استخدم أسلاك الرباط والمجلفن، النحاس، البنسة والمطرقة وينتهي العمل برش الألوان.

علاقة الإنسان بالحيوان

اقرأ أيضًا: “نور طلعت” تركت مهنتها التي دامت 7 سنوات لتبدع في الأعمال اليدوية

لم قررتِ التعبير عن معاناة الإنسان بالتحديد؟

ذات يوم وجدت أن شخصًا ما قام بمشاركة مجسمين بالسلك يعبرون عن قضية فلسطينية، وآخرون من مصر وسوريا وفلسطين، يستخدمون هذا الفن للتعبير عن قضايا الحرب، ومن هنا  قررت أن أعبر  أنا عن القضايا النفسية للإنسان، وعن شعوره وأحاسيسه بتفاصيل شكل حركة الجسم والأيدي والوجه في شكل مجسمات من السلك.

فاعتبرت ذلك الفن فرصة كبيرة للتعبير عن مشاعري و أفكاري، فما يحمله قلبي أقوم بتجسيده في شكل مجسم ملموس، فهل تتخيلون معنى أنه بإمكانك لمس مشاعرك حقًا؟

امرأة مقيدة بالعادات والتقاليد

اقرأ أيضًا: مائدة طعام بحجم الجنيه ولوحات ريفية.. “هبة عتمان” تحول الصلصال إلى لوحات فنية

باعتباره فنًا غير مألوف، هل تلقيتِ تعليقات غريبة ممن حولك؟

في الحقيقة هناك فئة كبيرة من الناس لم تتقبل هذا النوع من الفن باعتباره شيئًا مخيفًا، فذات مرة قال شيخ لوالدتي إن تلك المجسمات السلكية ستساهم في حضور الجن إلى المنزل، وآخرون يستنكرون كيف يمكنني النوم ليلًا وتلك المجسمات في غرفتي.

حتى أن البعض قال لي إنني أحب الهنود الحمر بسبب تلك المجسمات، لكني رُغم تلك التعليقات وغيرها، فإنني أحلم بتصميم أكبر عدد من المجسمات، وتكون ذات أفكار فريدة غير مكررة، ذات مشاعر مختلفة، وأن يرى العالم أعمالي وموهبتي.

ما بعد الصدمة

اقرأ أيضًا: “دنيا جمال” تناشد من أجل تقبل الآخر بعدسة إنسانية حملت عنوان “مختلف”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى