ما السر وراء أريكة “كوم الدكة”؟
الإسكندرية تعني الجمال والطبيعة الساحرة، وروائح البحر المليئة بالحب والذكريات الجميلة، فيكثر بها الأماكن التراثية والتاريخية، ومن ضمن تلك الأماكن “حي كوم الدكة”، هو أحد مناطق الإسكندرية القديمة، وقد استخدم كمقبرة للعديد من العصور، وشهد على حدوث الكثير من التغيرات التاريخية.
موقع “حي كوم الدكة”:
يقع في منطقة وسطية بين منطقتين تضم أولاهما أحياء منطقة وسط البلد، والثانية تضم أحياء المدينة القديمة، ويتميز بأنه مقام على ارتفاع عالي عن الشوارع التي تحدها من الجهات الأربعة بنحو 60 مترا، مما يثبت إن الحي يوجد تحته كنز هائل من الآثار التي يرجع بعضها إلى العصور الفرعونية، وبعضها إلى عصر الإسكندر، كما تؤكد الدراسات أنه ينتصب فوق واحدة من أهم القلاع القديمة.
إضافة إلى ذلك يذهب كثير من مؤرخي الإسكندرية بعصرنا الحديث، إلى أن منطقة “كوم الدكة” بنيت على صورتها الحقيقية قبل مئات السنين على أثاث منطقة.
“حي كوم الدكة” قديما:
يشبه حي كوم الدكة إلى حد كبير “حي كرموز”، حيث أقيم كلاهما على قرية كان يطلق عليها “راقودة” وأصبحت حاليا حي بوسط الإسكندرية يوجد بين المناطق الأثرية والمحاور التجارية لوسط المدينة، وتكون من ردم المباني القديمة التي هدمت، وتراكمت فوق بعضها، ويعد من الأحياء العتيقة في الإسكندرية، فهو بؤرة المنطقة الأثرية، ولايزال إلى يومنا هذا، مليء بالحفريات والآثار، وتنتشر أقاويل حول وجود قبر “الإسكندر الأكبر” في ذلك الحي، كما استعملت المنطقة كمقبرة في مختلف العصور، مثل عصر الإسكندر الأكبر وخلفاؤه البطالمة، وبعصر الروماني خلال عصر المماليك.
أقرأ أيضا: لكل اسم حكاية| ما السر وراء “جزيرة الفنتين” بأسوان
تسمية الحي “كوم الدكة”:
بإحدى الليالي عندما كان يسير المؤرخ “النويري السكندري” جذبه انتباه التل الترابي المرتفع الذي يشبه الدكة، وكان نتيجة لعمليات الحفر ترعة المحمودية، ومنذ تلك اللحظة أطلق عليه “كوم الدكة”، وتوجد أقاويل أخرى تنتشر بين أهالي الإسكندرية، تقول أن الإسكندر الأكبر كان يجلس على دكة مصنوعة من الذهب والماس والياقوت والجواهر، وكلف أحد المهندسين ببناء غرفة تحت باطن الأرض من أجل وضع الدكة بها، ثم قام بقتل المهندس حتى لا يفشي سر الدكة، وأمر بردم المكان كله دون وجود ما يشير لوجود الدكة، ومنذ تلك اللحظة أطلق عليها “كوم الدكة” ولا أحد يعلم حتى وقتنا هذا مكان الدكة الذهبية، إضافة إلى ذلك قديما كانت المنطقة تعرف باسم “أكروبوليس”، مما تعني المكان المرتفع عن المدينة، والذي أقيمت عليه المعابد الدينية.
“كوم الدكة” في عصر محمد علي:
أعيد تخطيط “كوم الدكة” وأصبح حي في وسط أحياء المدينة، حيث تقود شوارعه إلى مختلف أرجاء المدينة، مثل الميناء الشرقي والبحر، وإلى محطة القطارات الرئيسية، وإلى أحياء الرمل والمنشية.
وأهم ما يميز “كوم الدكة” وجود المسرح الروماني وهو أحد آثار العصر الروماني وأقيم في بداية القرن الرابع الميلادي، ويعتبر المسرح الروماني الوحيد في مصر.
أقرأ أيضا: “معبد دندرة” يحمل بين طياته مناظر الفضاء الخارجي