عُرفت المرأة المصرية بنضالها على مر العصور بداية من مصر القديمة حتى هذه اللحظة، ومن بين تلك السيدات التي أحدثت فارقًا في تاريخ المرأة المصرية هي “حكمت أبو زيد”، أول وزيرة مصرية وذلك فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
فقد رحلت عن عالمنا في 30 يوليو 2011 عن عمر يناهز 89 عاماً وذلك بعد معاناة مع المرض، فتركت هذه السيدة بصمة فريدة في الحياة السياسية ورمزًا بارزًا للنضال والثقافة، وإحياءً لذكرى وفاتها تخبرك منصة “كلمتنا” في السطور التالية ما لا تعرفه عن حكمت أبو زيد.
حكمت أبو زيد
حكمت أبو زيد هي أول وزيرة مصرية، فقد اختارها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أول وزيرة للشئون الاجتماعية وذلك في 25 سبتمبر 1962، لم تقضي حكما أبو زيد طفولتها في اللعب بالعرائس كغيرها من الفتيات، وإنما عشقت قراءة الكتب والثقافة، وقالت عن القراءة أنها تحافظ على ذاكرة الإنسان حية.
خلال مرحلة دراسة أبو زيد الثانوية، قادت ثورة الطالبات داخل المدرسة ضد الإنجليز والقصر، وهو الأمر الذي لم يكن مقبولًا على الإطلاق وبالأخص لأنها “امرأة”، وهو الأمر الذي آثار غضب السلطة فتم فصلها من المدرسة، واستكملت تعليمها بمدرسة الأميرة فايزة في الإسكندرية.
وفي عام 1940 التحقت أبو زيد بكلية الآداب قسم التاريخ جامعة القاهرة التي كان يطلق عليها آنذاك جامعة فؤاد الأول، لتحصل بدورها بعد ذلك على درجة الماجستير وذلك من جامعة سانت آندروز باسكتلندا كما حصلت على الدكتوراة في علم النفس من جامعة لندن بإنجلترا عام 1955.
وبعد أن عادت إلى مصر تم تعيينها في كلية البنات بجامعة عين شمس، كما انضمت أيضًا إلى فرق المقاومة الشعبية وذلك حتى عدوان 1956، فبدأت التدريب العسكري وذلك بالتزامن مع العدوان الثلاثي على مصر، كما سافرت إلى بور سعيد للمشاركة في الإسعافات الأولية فضلاً عن عمليات القتال العسكري.
اقرأ أيضًا: أول محامية مصرية.. كيف نجحت “مفيدة عبدالرحمن” في كسر المألوف؟
صداقة حقيقية
يوافق ذكرى وفاة حكمت أبو زيد 30 يوليو يوم الصداقة العالمي، فلا يمكننا الحديث عن أبو زيد دون الحديث عن علاقة الصداقة التي كانت تربطها بالفنانة نادية لطفي، فاجتمعا في السراء والضراء حتى بنيت بينهما علاقة صداقة متينة.
فانضمت نادية لطفي لحكمت أبو زيد في حرب الاستنزاف، كما شاركا سويًا فى عملية تخدم الجنود على الجبهة، وقاموا سويًا بجمع تبرعات من الشركات، وغيرها من الأحداث والمواقف التي حتى وإن رحلت إحداهن عن الأخرى تظل ذكراها خالدة في قلبها.
قلب الثورة الرحيم
أطلق الزعيم جمال عبد الناصر على حكمت أبو زيد لقب “قلب الثورة الرحيم”، فقد استمر نضالها لأكثر من 70 عاماً، كما أصدر الزعيم قراراً بتعيينها وزيرة للشئون الاجتماعية لتصبح بدورها أول مصرية تتولى منصب وزيرة عام 1962.
لتعود عام 1970 إلى جامعة القاهرة لتدريس علم الاجتماع، كما منحها معمر القذافي نوط الفاتح العظيم من الدرجة الأولى التي لا تمنح إلا لرؤساء الدول، ومنحها الملك الحسن الراحل ملك المغرب سيفه الذهبي النادر على الرغم من أنه لم يكن يمتلك سواه.
رحليها عن المحروسة
في سبعينيات القرن الماضي اختلفت حكمت أبو زيد مع قرار الرئيس الراحل محمد أنور السادات بشأن مبادرة السلام مع إسرائيل، وهو الأمر الذي تسبب في منعها من تجديد جواز السفر ومن ثم مصادرته، فرحلت عن المحروسة وعاشت خارج مصر لمدة عشرين عاماً، وبعد أن تم إلغاء هذا القرار عادت إلى مصر عام 1992.
لترحل السيدة العظيمة حكمت أبو زيد عن عالمنا في 30 يوليو عام 2011 عن عمر يناهز 89 عاماً نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية بعد معاناة لفترة طويلة مع المرض لتبقى خالدة في قلوبنا بنضالها أبد الدهر.
اقرأ أيضًا: “هند حنفي”.. أول امرأة تتولى رئاسة جامعة مصرية