كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| الناجح يرفع أيده

الناجح يرفع أيده
نغني في عيدنا وعيده
ونقول على طول دايمًا
يا سلام يا حُلم وأنت بتغني الأغنية اللي هي الراعي الرسمي للنجاح، أغنية وحياة قلبي وأفراحه، بتسمع وتحس إنك ناجح وفرحان ومزقطط، عبرت بكلماتها عن فرحة الانتقال من مرحلة دراسية صعبة عاشها الآباء قبل الأبناء، داقوا فيها أقصى حالات الرعب والخوف على تحديد مستقبل أولادهم وتحديد الكلية اللي هيكملوا فيها كل مشوارهم العلمي.

وهنا بقى يجي دور أهم مكتب ممكن يقابله الطالب في حياته عشان يحدد مصيره ومستقبله، واللي هيخليه ينضم لأي كلية، ودا طبعًا هيكون حسب تنسيق محدد. ومن هنا جاء اسمه اللي بيسبب الرعب للطلبة وأهاليهم، أيوة مكتب التنسيق.. ماتيجوا نحكي حكايته من البداية.

قبل عهد محمد علي كان العلم مقتصرًا على الكتاتيب والأزهر الشريف اللي كان بيتم فيه دراسة العلوم الدينية بس، لحد ما جاء محمد علي اللي كانت أهم أهدافه النهوض بالبلاد واتمركزت في بناء جيش قوي يرهب به أعداءه، فبدأ بتطبيق نظام تعليمي حديث عشان ينهض بالبلاد، فبدأ بإنشاء المدرسة الحربية، وفي الوقت نفسه قام بإرسال بعثات تعليمية لفرنسا وإيطاليا وأسس نظامًا تعليميًا حديثًا.

وعين علي مبارك اللي أنشأ مؤسسات تعليمية أهلية وهي مدارس عليا زي الطب والصيدلة والألسن والهندسة وغيرهم، ودي كانت تحت إشراف وزارة المعارف. لكن بعد كدا وبسبب الاحتلال الإنجليزي كان التعليم في الفترة دي مقتصرًا على الطبقة الغنية.

ولكن الحركة الوطنية عملت على نشر التعليم بين الفقراء، واللي منها قدرت تنشئ أول جامعة أهلية في 21 ديسمبر 1908، واتسمت باسم جامعة فؤاد الأول اللي هي جامعة القاهرة دلوقتي، ويرجع الفضل ليها الزعيم مصطفى كامل، والاستجابة العامة للتبرعات والهيئات من مختلف فئات الشعب وطوائفه. وبزيادة الطبقة الوسطى وزيادة الوعي في المجتمع تم إنشاء جامعة تانية وهي جامعة الملك فاروق الأول “الإسكندرية” سنة 1942، وبعدها صدر مرسوم ملكي بإنشاء جامعة أسيوط سنة 1949، لكن بدأت عملها في سنة 1957، وبعدها جامعة إبراهيم باشا اللي هي “جامعة عين شمس” سنة 1951.

وكان وقتها مافيش حد أدنى للقبول بالجامعات، فبتقدر تدخل أي كلية إلا كلية الطب، واللي كانت للطلاب الحاصلين على 70% فأكثر حسب ما تعلن عنه كلية الطب، ودا غير امتحانات بتحدد إذا كانوا هيقبلوا بالكلية أو لا على أساس تخطي الاختبار وليس المجموع لوحده.

وظل الحال كدا لحد ما جاء عميد الأدب العربي طه حسين صاحب فكرة ومسمى “مكتب تنسيق القبول في الجامعات”، ودا عند توليه وزارة المعارف في الفترة من يناير 1950 لحد يناير 1952، ودا لما بقى في مصر 3 جامعات بدلًا من واحدة بس، مكنش على شكله المعروف دلوقتي.

فكانت طبيعة عمله أنه يجتمع عمداء كليات الطب الثلاثة أو كليات العلوم الثلاث وينسقوا مع بعض، ويحدد كل واحد منهم نسبة النجاح اللي هيقبلها حسب إقبال الطلاب والمحيط الجغرافي.

فمثلًا هيقلل عميد الطب في جامعة فاروق الأول درجات القبول ودا نتيجة عدم الإقبال لبعده السكني. على العكس في جامعة فؤاد الأول، فترتفع فيها درجات القبول بسبب كبر عدد سكان القاهرة والإقبال الشديد عليها، وكمان يقوموا بتنسيق وتحديد نوع الامتحانات اللي هيتم القبول على أساسه، وهكذا.

ومع الحكم الجمهوري، وبالتحديد بعد إعلان مجانية التعليم الجامعي، بعد ما كان أصحاب النفوذ والأموال هما اللي يقدروا يعلموا ولادهم، زاد الإقبال أضعاف مضاعفة على الالتحاق بالجامعات وكثرت وتعددت كليات الجامعات. وبالفعل تم تطبيق فكرة مكتب التنسيق المتعارف عليها بشكلها دلوقتي، وكانت أول دفعة هي دفعة الثانوية العامة لسنة 1961 ـ 1962، بس طبعًا كان بشكل يدوي، دا غير أنه كان معتمد بس على المجموع.

وعن طريق سحب ملف من الجامعة وتسجيل الرغبات وكمان أوراق الدمغة، لحد ما وصلنا للشكل الإلكتروني الموجود دلوقتي، ودا كان في سنة 2007، ودا البعبع التاني اللي بيقابل ولادنا وأخواتنا ويقوم بتحديد مستقبلهم.

وبكدا نكون وصلنا لنهاية رحلتنا مع مكتب التنسيق، وأسيبكم بقى تكملوا أغنية النجاح، جاي منين من الثانوية رايح فين على الكلية، بس الأغنية ناقصة أربع كلمات في آخرها وهي اللي اختارها مكتب التنسيق.
مش كدا ولا إييييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى