يعاني الكثيرون من المشكلات النفسية في الوقت الحالي، وربما تؤدي الضغوط المتزايدة إلى مزيد من هذه المشكلات، ومن بينها النرجسية، والتي كانت محور لقاء “منصة كلمتنا” مع الإخصائية النفسية “ناريمان يوسف” بمركز الإرشاد النفسي بجامعة عين شمس وماچيستير الصحة النفسية والإرشاد النفسي، وحول المقصود بالنرجسية، توضح، أنها اضطراب شخصية ويعتبر من العلاقات السامة والصعبة، حيث يتميز صاحبها بالغرور،
وتضيف، أن الشخص النرجسي يكون معجبا بنفسه ومحبا لها، وليس لديه أي تعاطف مع الآخرين، حيث يريد فرض سيطرته في أي علاقة، ويرى في المحيطين بها مصدرا لتحقيق أهدافه، إن لم تكن معه فأنت ضده، عنده احتياج كبير لإعجاب الآخرين به، تصرفات هذه الشخصية تتسم بالنقد والتقليل من الآخرين، إلى المزيد من تفاصيل الحوار:
• ما هي الأسباب التي تؤدي إلى اضطراب الشخصية النرجسية؟
أحد الأسباب الرئيسية هي التنشئة الأسرية، هناك أب وأم دائمو التدليل لهذا الشخص وتوصيل فكرة أنه مختلف عن الآخرين ومميز ويستحق معاملة مميزة، ولا يتلقى أي عقاب عن أخطاءه، فهم أسرى للحفاظ على الصورة المتضخمة عن ذواتهم، أو تعرضه للعنف والقسوة من أحد الوالدين.
• كيف أعرف أن هذا الشخص نرجسي؟
من ملاحظة تصرفاته في مواقف مختلفة، ستلاحظ أنه لا يهتم إلا بنفسه فقط، ولا يسعى إلى دعم أي شخص إلا لسبب يعود عليه بالنفع، عندما تلاحظ ايضاً أنه لا يهتم ولا يكترث لمشاعر الآخرين في بعض المواقف، عندما تجده يسمح للأشخاص الأقل منه فقط بالاقتراب منه للسيطرة عليهم.
• ما هي نقط ضعف الشخصية النرجسية؟
نقط ضعف هذه الشخصية، الرغبة الشديدة في الحفاظ على صورته الجيدة أمام المحيطين به، أنه الأشطر والأذكى والأكثر فهمًا خبرة و عطاء دائماً، ولا يسمح أبداً بأن تهتز هذه الصورة بأي شكل.
• هل النرجسي يكون واعاً بتصرفاته وأفعاله؟
النرجسي لا يعترف أبداً ولا يعى أنه لديه أي مشكلة،
فالآخرين دائماً هم المخطئين في نظره.
• ما هي حيل النرجسيين للتلاعب بضحاياهم؟
سترى أن هذه الشخصية توهم ضحاياها في بادئ الأمر بأنها مهمة ولها مكانة خاصة لديه، كما يغرقها بالحب والاهتمام والوعود المزيفة، وأنه يحاول حمايتها من الآخرين، وأنه الشخص الوحيد الذي يحبها ويدعمها ويريد لها الخير. وبشكل مفاجئ يختفي عن ضحيته لبعض الوقت بدون أسباب واضحة فيلعب معها لعبة وحيلة نفسية وهي لعبة الاختفاء والظهور، حتى تتعلق به أكثر، ويضعفها ويسيطر عليها ويتغذى على انهيارها وضعفها.
• بعض خبراء العلاقات انقسموا لرائيين، رأي أن اضطراب الشخصية النرجسية مرض ويمكن ان يتحول عن طريق الچينات إذا كان إحدى الوالدين يعاني من هذا الاضطراب، والبعض الآخر يرى أنه ليس مرض ولكنه طبيعة؟ فما رأيك؟ ومع من تتفقي؟
لا أستطيع أن اتغافل عن دور الأب والأم في التربية، وأن طريقة المعاملة الوالدية لها النصيب الأكبر في تكوين شخصية نرجسية، إلى جانب ايضاً الاستعداد الچيني أو الفطري لهذا الاضطراب، فأنا أتفق مع الرائيين.
• هل يمكن التعايش مع الشخصية النرجسية؟ خاصة إذا كان زوج أو زوجة؟
يمكن التعايش معهم، و لكن التعامل معهم يحتاج إلى تعلم الكثير من المهارات النفسية، والقدرة على التعامل مع الأساليب المتلاعبة التي يقومون بها إزاء الآخرين، ويجب أن أكون واعي ومدرك تماماً أنه يتغذى على ما يظهره الآخر ويؤثر بسلوكه، كما يحتاج الأشخاص الذين يتعاملون مع النرجسي إلى فصل أنفسهم عاطفياً تماماً عنه، وعدم الاعتماد على ما يقدمه لهم من دعم لأنه يمنع الدعم ويقدمه حسب أهدافه الشخصية، للسيطرة على الطرف الآخر فقط.
• هل المصطلحات المتداولة عبر وسائل التواصل الإجتماعي حول الشخصية النرجسية مثل قاهر النرجسي “الهيوكا” “والنرجسي الخفي “هل هي مصطلحات علّميه صحيحة وما تأثيرها على العلاقات؟
انتشرت مصطلحات كثيرة عن الأشخاص الذين يستطعون هزيمة النرجسي، و لكنها ليس لها أي أساس علمي.
• وأخيرا.. كيف نتعامل مع الشخصيات النرجسية ونضع لهم حدود حتى نحمي أنفسنا من الأذى النفسي؟
فقط الشخص الواعي والقادر على فهم النرجسي، وليس لديه احتياج عاطفي على ما يقدمه له النرجسي، والذي لديه من المهارات النفسية التي تؤهله للحفاظ على حدوده النفسية التي سوف تحميه من الأذى النفسي، هو الشخص الذي يستطيع النجاة منه.
اقرأ أيضًا: “الشخصيات السامة وكيفية التعامل معها؟”.. دكتور صحة نفسية يجيب لكلمتنا