كبسولة عم فؤاد| من خاف سلم
خدعوك لما قالوا لك “من خاف سلم.. وخليك ماشي جنب الحيط.. وامشي سنة ولا تخطي قنا”، مين قال إن الحياة من غير مشاكل ولا خوف حياة طبيعية؟ لا والله، دي هتبقى مفتقرة للمعنى الحقيقي لها. الحياة عمرها ما هيكون لها طعم ولا معنى إلا إذا واجه الفرد المشكلات وقدر يتعامل معاها بحكمة واسعة، ويعرف معنى الإصرار ويدوق حلاوة الانتصار.
لازم نفهم إن الهروب من مواجهة مخاوفنا عمره ما هتبقى طريقة مثالية للحياة. تعالوا نحسبها بالعقل، هو الإنسان مش أكيد لازم بيمر في حياته بكثير من المواقف الصعبة اللي ممكن توصل له الشعور بالخوف من مواجهتها؟ من أول ما بيتولد لحد ما بيموت، بتمر عليه أوقات يحس فيها بالخوف، من وهو لسه رضيع خايف أمه تسيبه، ولما يكبر ويروح المدرسة والجامعة خايف من الامتحانات والنتيجة، وبعدها يتخرج لكن برضه بيبقى خايف إنه ما يلاقيش شغل.
ولما يشتغل، عايز يكون نفسه ويقدر يفتح بيت ويتجوز، ولما يحصل ويخلف، يقوم يخاف على ولاده وأحفاده. ويكبر ويخاف من العجز والمرض، يعني هيفضل خايف ويقابل حاجات كتيرة تقلقه.
فالشاطر يفهم اللعبة صح ويعرف إنه لازم يواجه مخاوفه عشان ينتصر، وإلا هتكون النتيجة الحتمية هي اليأس والارتباك. ووقتها هيبقى مش شايف غير سواد، وكأن الدنيا سحابة اتحطت على عينيه، فلا هو هيعرف يشوف حاجة ولا هيعرف يحط رجليه على سكته الصح اللي هيقدر يمشي فيها، واللي أكيد هتقدر تغير وضعه ده.
الخوف عمره ما كان حل، لكن هو أساس الفشل. عشان ننجح، لازم نواجه كل مخاوفنا وما نفكرش نهرب منها أو نتلافاها. بالعكس، ناخد الخطوة الأولى عشان نعرف إزاي هنقدر نتعامل معها. ونقدر نحدد الهدف اللي عاوزين نوصل له أو نتغلب عليه. مش بيقولوا اعرف عدوك؟ والخوف أكبر وأخطر عدو.
لازم نفهم إن ربنا لما خلقنا، خلق جوانا قوة التصدي والمواجهة والتصميم، وخلق لنا العقل اللي هيقدر يدبر لنا طريقة تعاملنا مع اللي هيواجهنا. اه، انت مطلوب منك تخاف بس من إيه؟ خاف من ربك، خاف على فطرتك اللي ربنا خلقك بيها، خاف على ضميرك. أكتر من كده ما تخافش.. لا تخاف من فشل، أو فقر، أو مرض، أو عجز، أو عوز. لا تخاف على بنت ولا ولد، ما تخافش من إنسان ولا حتى جن ولا شبح.
وزي ما عمنا صلاح جاهين قال:
ولدي نصحتك لما صوتي اندبح
ماتخفش من جني ولا من شبح
وإن هب فيك عفريت قتيل، اسأله
مدفعش ليه عن نفسه لما اندبح
عجبي!
مش كده ولا اييييييييه؟