كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| متضيعش وقت رمضان

رمضان ضيف عزيز يزورنا كل سنة مرة، ضيف خفيف مش بنحس بيه، يهل علينا فبنفرح ونهلل له، لكن للأسف مابيطولش في القعدة فبسرعة يفارقنا.

شهر كريم في حسناته، يُغفر فيه ذنوبنا، وأجمل ما فيه روحه الجميلة والاستعداد له بفرحة كبيرة، مهما ضاقت الدنيا ومهما قلت الإمكانيات، ومهما زادت متاعبنا، لكن بنيجي لحد رمضان وبتتغير الدنيا في عنينا.

رمضان ارتبط جوانا بالزينة، بالفانوس، بالمدفع، ولمة الإفطار، وصلاة التراويح، وبعصايره قمر الدين والخشاف، وصلاة التراويح، والزيارات والسحور، والمسحراتي وطبلته، وحاجات كتيرررررر، وبرضه ارتبط بالمسلسلات اللي جه أصلها من تطور وسائل التسلية واختلافها بمرور الزمن. الأول كانت الأم أو الجدة هي منبع الدراما للأطفال والشابات بقصصهم وحواديتهم بعد الإفطار، والحكواتي وحكايات من التراث للرجالة على القهاوي. جه بعد كدا الراديو والتليفزيون والفوازير والمسلسلات اللي اتحولت بقدرة قادر لفيضان من المسلسلات.

بس هنا لينا وقفة شوية، تعالوا أوضح لكم قصدي ايه. احنا متفقين على تأثير الدراما التلفزيونية في القيم والأذواق، لا وكمان الكلمات، وكتير من أعمالها بتتحول إلى أحاديث بين الناس وأفكار بتتحرك في المجتمع بيتداولها أشخاص كتير، دا غير إنها بتعكس اللي بتتناوله في أذواق الناس تمام كدا.

نيجي بقى للي أقصده، وهو في رمضان على وجه الخصوص، بنلاقي كم هائل في المسلسلات المطروحة بأفكار مختلفة. ماننكرش فيها الجيدة والراقية، لكن برضه فيها اللي بيتنافى مع فضائل الشهر. دي نقطة. والنقطة التانية اللي أقصدها إن الناس من خلال الطوفان الجارف دا بقت مدمنة فرجة، ودا تحول شهر رمضان المبارك إلى شهر المسلسلات، لتصبح الناس أسيرة لها بين مشاهدين ومحللين لأحداث المسلسلات، ووقت ثمين بيتسرسب مننا دقايق ورا دقايق، بتجمع ساعات، وتجري الساعات عشان نتفاجئ بمرور أيام الشهر الفضيل.

لكن ياترى هو دا رمضان اللي ربنا قال فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)

هتقولوا آه، ما هو احنا حلوين وبنصوم وكمان بنصلي. أحب أقولكم يا جماعة، لازم تاخدوا بالكم من حاجة مهمة، إن دا مش هو رمضان، لأنكم نسيتوا حاجات كتيرة، منها أنكم زي ما بتحضروا الأكل والشرب والفرجة على المسلسلات، نسيتوا أنه شهر القرآن والعبادات. نسيتوا تحضروا لاستقبال الشهر الفضيل باللي يليق بيه.

أقولكم حاجة لطيفة أوي: عارفين السلف رضي الله عنهم كانوا بيدعوا ربنا ويسألوه أن يبلغهم شهر رمضان قبل قدومه بحوالي 6 أشهر، ولما يجي رمضان، يقعدوا 6 أشهر تانية يدعوا أنه يتقبل ربنا منهم شهر رمضان.

يا جماعة، صيام رمضان مش معناه الامتناع عن الأكل والشرب أو التدخين، ولكن معناه التحلي بالأخلاق الحميدة والترفع عن الصغائر. دا بالإضافة طبعًا للصلوات الخمسة المعتادة. كتروا من العبادة والتقرب لربنا، اغتنموا فرصة شهر رمضان عشان تقووا صلتكم بكتاب الله وادعوا كتير أن رمضان يكون خطوة لطاعة جديدة.

أنا مش ضد المسلسلات ولا الدراما الرمضانية، لكن أنا ضد الإفراط والتفريط، الإفراط بالكثرة واللي ما يتناسبش مع روح الشهر، والتفريط في وقت نخصصه لعبادة أو إصلاح مدارك الناس، عيشوا رمضان بكل أوقاته واغتنموا منه على قد ما تقدروا من خيراته وبركاته.

عارفين أجمل إشارة أن رمضانك كان ناجح عند ربنا إيه؟ إنك بعد رمضان تلتزم بعبادة رمضان، وحاجة كمان لازم تعملها في رمضان، تشوف أنت مقصر في أنهي طاعة وتعملها، وما تقفش بعد رمضان، خلي رمضان محفز للطاعة، مش هو سبب الطاعة، اعبدوا ربنا في رمضان وما تعبدوش رمضان.
مش كدا ولا ايييييييييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى