كبسولة عم فؤاد| ما تيجوا نسمع بعض

لازم نعترف أن الزمن اتغير
بس التغيير مش معناه دايمًا إنه في صالحنا. زمان، مثلاً، كانت الناس قلوبها على بعض، بتحب وتخاف وتساعد بعض، وكان فيه احترام للكبير ونخوة وجدعنة حقيقية. دلوقتي بقى كل واحد في حاله، والقيم دي بدأت تروح واحدة ورا واحدة.
طيب عارفين ليه دا حصل؟
لأننا بطلنا نسمع بعض، الأجيال الجديدة حاسة إنها عارفة كل حاجة، ومابقتش تحب النصيحة ولا حتى تحب تشوف اللي ينصحها، معتبرينه إنه بيتدخل في حياتها. زمان كانوا يمشوا بالأميال عشان يسمعوا كلمة تنور لهم طريقهم، دلوقتي الناس تهرب من النصيحة وتشوفها دمها تقيل.
والمشكلة الأكبر إن اللي بينصح ساعات بيكون طريقته غلط، كأنه بيتعالى أو بيفرض رأيه، فطبيعي الناس تنفر منه وتكره تسمع له. لكن زمان، كان اللي بينصح بيعملها بحب وخبرة، وعشان كدا كانت الناس بتسمع له وتحترمه.
العامل الرئيسي اللي بيربط الأجيال ببعضها هو الترابط الأسري. ماننكرش أن الأب والأم والجد والجدة ليهم دور كبير في نقل القيم والخبرات، وفي زرع الثقة والحب والدفا في قلوب ولادهم. دا يجي بزرع الصفات الطيبة والأخلاق عن طريق الحب والثقة والدعم، وكل دا من غير مقابل ولا شروط.
من بداية التشكيل الوجداني لهم هتلاقيهم بيختاروا الحكايات اللي بتحمل عِبرة عشان يستفيدوا منها. وبكدا، يكونوا ساهموا في تشكيل وعيهم وربطهم بجذورهم، ومساعدتهم على التعلم من أخطاء الغير. بالإضافة إلى إكسابهم مهارات، وهي يتعلموا إزاي يسمعوا غيرهم، ويتعلموا الانفتاح والصدق. وبكدا هيبقوا أكثر انفتاحًا وصدقًا في التعامل، بفضل حكمتهم والشعور بالأمان والفرصة في التعبير عن أنفسهم وأهمية قول الحقيقة وعدم اللجوء إلى الكذبة.
الخلاصة بقى
لو عايزين نرجع الدفا اللي كان في الزمن الجميل، لازم نتعلم نسمع لبعض، ونقرب من بعض. ونفتكر دايمًا إن من فات قديمه تاه. مش كدا ولا أييييييييييييه؟