“أحمد فريد”.. أول رائد فضاء مصري بوكالة الفضاء الألمانية
تعددت وتوالت قصص نجاح المصريون داخل البلاد وخارجها، فعرفوا بريادتهم في مجالات مختلفة، حتى احتلوا مناصب بارزة حول العالم كأول عربي ومصري.
وفي إطار هذه الإنجازات، تقدم لك “كلمتنا“، أول رائد فضاء مصري بوكالة الفضاء الألمانية “أحمد فريد“:
المهندس أحمد فريد:
مصري من محافظة القاهرة، تمكث أسرته في حي مصر الجديدة بينما يعيش أحمد فريد في ألمانيا منذ ما يقرب من 16 عامًا.
درس إدارة الأعمال في الأكاديمية الحديثة بالمعادي ثم دراسات عليا في الجامعة الأمريكية.
ليحصل بدوره على منحة من شركة IBM العالمية في تكنولوجيا المعلومات لمدة عام.
حيث تم اختياره من بين نحو 4500 متقدم، قبل منهم 350 شخص فقط، ثم عمل بعد ذلك في IBM وفودافون مصر في تكنولوجيا المعلومات.
ليغادر نحو أحلامه ومستقبل باهر في انتظاره، إلى ألمانيا عن طريق الصدفة، حتى تصبح البلد التي انطلق اسم “أحمد فريد” منها.
حيث تلقى تدريبات كثيرة آنذاك في شركات مختلفة، كما حصل على شهادات في الاتصال عن بعد من أمريكا.
حتى عمل في IMB عامًا واحدًا، لينتقل نحو دورة تدريبية في معهد الاقتصاد والإحصاء الألماني IMF لمدة شهرين.
الأمر الذي لم يكن سهل على الإطلاق، لكنه أثبت كفاءته بجدارة وامتياز ليعمل في مايكروسوفت ألمانيا.
حتى وصل بجهوده البارعة وبمنحة عظيمة من الألمان إلى أن يحتل وظيفة “متحكم في مركبات الفضاء” بوكالة الفضاء الألمانية ليصبح المصري الأول الذي يشغل تلك المكانة.
رحلة فريد في ألمانيا:
نظرًا لاختلاف اللغة والثقافات والعادات التقاليد بين البلاد، كان من الصعب على أحمد فريد أن يتأقلم مع الألمان مع الاختلاف الشاسع بين بلده والغربة.
حتى واجه مواقف صعبة وعنصرية غير مبررة، ولكن كان هدفه أعظم وأكبر من أن يحبط مبكرًا ويضيع مجهوده هباءً.
فعزم على تعلم اللغة الالمانية ومحاولة فهم الثقافة والطباع، ليثبت كفاءته ووجوده، ويشكل خطواته القادمة نحو التألق والإبداع.
فذات يوم فوجيء أحمد فريد برسالة نصية على بريده الإلكتروني من شركة “تلي سباتيو فيجا” المتخصصة في شوؤن الفضاء.
إذا كان يرغب بالإنضمام إلى فريق العمل لدى وكالة الفضاء الألمانية.
ولأن السيرة الذاتية لفريد كانت متاحة على الإنترنت فكان الوصول إليه أمر سهل.
حتى سارع فريد بالموافقة على الطلب المقدم إليه، ليبدأ رحلته نحو عالم الفضاء بدورات تدريبية تؤهله للعمل.
حصل أحمد فريد على تدريب مكثف لمدة لا تتجاوز عام، فاسند إليه مهمة مراقبة كيفية التحكم في مركبات الفضاء من الأرض.
حيث بدأ بالتعريف بمهتمه القادمة، وما الاتصالات التي تجرى، والرحلات التي يتم التحكم بها وغيرها من المهام حتى انتهاء مدة التدريب المخصصة ويسلتم وظيفته.
المتحكم في مركبات الفضاء:
حصل أحمد فريد على دورات تدريبية متعددة ليثقل موهبته وإمكانياته في مجال الفضاء.
فتلقى دورة في عمليات الفضاء والمدارات وتخطيط المهمة والمشروع، وتصميم الستالايت وكيفية التحكم به.
بالإضافة إلى تعلم طريقة عمل رائد الفضاء والتحكم الأرضي والمحطات الأرضية وغيرها من الدورات التدريبية.
ليشغل بدوره منصب المتحكم في مركبات الفضاء من محطة فضاء أرضية في ألمانيا.
كما أنه عمله مدني تمامًا، لا يمت بصلة للأمور العسكرية أو ما يشببها.
فعلا مدار 24 يتم إجراء اتصالات متتالية مع محطة الفضاء الدولية، التي تدور حول الأرض.
وتتعامل مع 5 مراكز أرضية منها اثنان في ناسا وواحدة في موسكو والأخرى في اليابان وآخر الحلقة في ميونج ألمانيا.
ليشارك فريد في كثير من المشروعات الفضائية، مثل إطلاق المكوك أتلانتس .
حتى أصبح عضوًا في الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية، كما ترأس مجموعة أفريقية من خبراء الفضاء داخل الاتحاد.
علاقة البشرية بالفضاء:
وعن العلاقة التي تربط بين الفضاء والبشرية، تعرض فريد لموقف انساني يتعلق بوالده الطبيب الجراح.
حيث كان يعاني من آلام في الظهر، ولكبر سنه لجأ إلى العلاج الفيزيائي بديلًا عن العملية الجراحية، فجلس لأشهر طويلة على جهاز يعدل من فقرات الظهر.
وبعد البحث الطويل اكتشف فريد أن ذلك الجهاز تم اختراعه في محطة الفضاء الدولية خارج الأرض.
فعلم آنذاك أنه ساعد في شفاء والدهوملايين آخرين عن طريق العلوم الفضائية.
ليصبح في النهاية أحمد فريد المصري أحد أبرز العلماء داخل محطة ميونخ الأرضية التي تتحكم في سفن الفضاء.
حيث أثبت كفاءته وإصراره من اللحظة الأولى ليستحق بجدارة ذلك النجاح الباهر الذي حصل عليه
ليضفي قصة نجاح مؤثرة جديدة تخلد باسم مصر، وليكون مصدر لإلهام الشباب نحو السعي والمثابرة والعمل دومًا على تطوير الذات مهما بلغت الصعاب.
اقرأ أيضًا “كائن فضائي وإله روماني”.. كيف فسر الشعوب “الشفق القطبي”؟